ذكر يهود بني قينقاع في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


من الأعمال التي عمد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، أنه آخى بين المهاجرين والأنصار، وكتب المعاهدات مع اليهود، حتى لا يغدروا بهم إلا أنهم فعلوا، فكيف بيّن القرآن الكريم ذلك.

بني قينقاع في المدينة المنورة

كان يهود بني قينقاع يسكنون في المدينة المنورة ، وكان ذلك قبل أن يأتي إليها الأوس والخزرج من أرض اليمن بعد تهدم سد مأرب، وكان يطلق عليها يثرب، وعند وصوله إليها صلى الله عليه وسلم مهاجراً سماها المدينة المنورة، وطيبة.

وكان من الأعمال التي قام بها صلى الله عليه وسلم أنه كتب المعاهدات مع اليهود بأن لا يغدروا بالمسلمين وأن يحتكموا إليه إذا اختلفوا في شيء وأن يتعاونوا مع المسلمين بالمال والعتاد والعِدّة، ودفع العدو عن المدينة، إلا أنهم نقضوا كل هذه المواثيق.

فكان أول من نقض العهد من اليهود هم يهود بني قينقاع، وذلك بأن امرأة مسلمة كانت تبتاع في سوقهم، فطلب منها البائع أن تكشف عن وجهها إلا أنها رفضت، فقام اليهودي بعقد طرف ثوبها بظهرها، فلما نهضت انكشفت أرجلها فضحكوا فصرخت، وكان في السوق رجل مسلم فقتل الرجل اليهودي، فقاموا عليه وقتلوه.

حصار يهود بني قينقاع

لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بخبر الرجل، جهز جيشاً حاصرهم في حصونهم خمسة عشر ليلة حتى نزلوا عند حُكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتدخل المنافق عبدالله بن أبي سلول لحقن دمائهم، فأنزل الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ” (سورة المائدة:51).

ما نزل في القرآن الكريم في خبرهم

استهزأ بني قينقاع من النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه انتصر في غزوة بدر، وقالوا أن قريش لا علم لها بالحرب، فأنزل تعالى: “قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ (13)” (سورة آل عمران:12-13).

المصدر: غزوة يهود بني قينقاع،أحمد الخاني،2014مناهل العرفان في علوم القرآن،الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني،1995مباحث في علوم القرآن،مناع القطان،2000علوم القرآن الكريم،الشيخ الدكتور نور الدين عتر،1996


شارك المقالة: