شروط الدعوى الكيدية

اقرأ في هذا المقال


الدعوى الكيدية:

التقاضي حق لكل فرد في البلاد، ولا تسمح الدولة للأفراد بحرمان الأفراد من حقهم في استخدام هذا الحق عند الضرورة، لأن القانون قد شرع هذا الحق ليتمكّن الأفراد من الحصول على حقوقهم بشكل قانوني دون المساس بأمن وسلامة المجتمع مستقر. ومع ذلك، لا يجوز للأفراد استخدام هذا الحق دون مصلحة مشروعة، لأنه تم مؤخرًا اكتشاف أن الأفراد يستخدمونه لأغراض خبيثة من خلال التقاضي الكيدى، لذلك من الضروري توضيح مفهوم التقاضي والتقاضي والفوائد، وشروط التقاضي الكيدية شرعية التقاضي في الشريعة الإسلامية.

مفهوم الدعوى:

يختلف الفقهاء في تعريف معنى الدعوى كمفهوم شائع في المحكمة؛ لأن العمل الأساسي للمحكمة يقتصر على الفصل في القضايا، ممّا يعني فصل التقاضي، ويعرّف التقاضي بأنه: “حق لكل من له الحق في أن يطلب من المحكمة أن تحكم في الموضوع، وللخصم حق إبداء الدفوع أو الالتماسات التي تهدف إلى معارضة الطلب”. وهي: أن يسأل شخص غيره عن حقوقه بحضور قاضٍ، وعلى المدعي إخباره والمدعى عليه الآخر.

لدى الفقهاء تعريفات مختلفة للتقاضي، وبعضهم يعرّفها على أنها وسيلة قانونية تمكن أصحاب الحقوق من مراجعة السلطات القضائية لتحديد الحقوق أو حمايتها، حيث يدعي القانون أن شخصًا ما يطالب بحقوقه أو وضعه القانوني في حدث معين يواجهه شخص آخر بناءً على حدث معين يتعلق بالمدعي، وأن المدعى عليه الآخر رفض أو اقترح تقديم المدعي. وقد تعدّدت تعريفات الفقهاء حول الدعوى فمنهم من عرفها على أنّها الوسيلة القانونيّة المخولة لصاحب الحق بمراجعة القضاء لتقرير حق أو حمايته.

بمعنى آخر، يُعتبر الاتهام ادعاءً كاذبًا أو صحيحًا محتملًا، وهناك حاجة إلى دليل لتحويل حادثة كبيرة إلى واقعة قانونية. وتُعرِّف محكمة الاستئناف القضية على أنها: أساس التقاضي طريقة قانونية، أي الشخص الذي له حق اللجوء إلى المؤسسات القضائية لحماية حقوقه. ولذلك، قد نجد أن المحتوى الكامل للتعريف المقترح هو أن التقاضي هو الحق أو السلطة قضائية الممنوحة قانونًا لكل شخص للجوء إلى الهيئات القضائية لطلب الحقوق أو الدفاع عنها، أو السعي أو الدفاع عن حق أو وضع قانوني طريقة قانونية للمراجعة القضائية.

الدعوى والمصلحة:

ومن المعلوم أيضا أن التقاضي حق للجميع، ولكن الحق فيه مشروط، أي ما لم تتوافر شروط معينة فلا يثبت الحق، وأهم شرط هو المصلحة وشرط المصلحة هو الدعوى.وهو وأحد الشروط التي يجب أن يستوفيها الشخص، وشروط المصلحة هو أحد المبادئ المقبولة في جميع البلدان، وتُعرَّف المصالح على أنها: “يخبر المدعي المحاكم بالحصول على جميع المزايا”. ولذلك، يمكن القول إن الفوائد هي الدافع من جهة لرفع دعوى قضائية، ولكن أيضًا الغرض من رفع دعوى قضائية، ومن أجل تحقيق الفوائد، يجب أن تستند إلى الحقوق والمستويات، وسواء كانت المصلحة مادية أو معنوية.

بالإضافة إلى ذلك، لا يشترط للمصلحة درجة معينة من الأهمية؛ لأن أي مصلحة للفرد، حتى لو لم تكن مهمة، تكفي لإعطاء الحق في رفع الدعوى، لذلك إذا رفع المدعي دعوى قضائية، فلا بد من وجود هذه المصلحة. وهذا يعني أن صاحب الدعوى هو صاحب حق موضوع الدعوى، فلا يرفع المحامي أو المحامي الدعوى باسمه بل باسم العميل، أي أن المصلحة مباشرة أي الدعوى، والبادئ لديه القدرة المباشرة على رفع دعوى.

شروط الدعوى الكيدية:

يُعرَّف التقاضي الكيد بأنه: “هذه دعوى لا يحق للمدعي رفعها ، لكن ليس له الحق في حلها”؛ لأنه إذا أثبت طالب القضية أن دعوى المدعي كيدية، فيجب رفض الحكم وله الحق في إيقافها بطريقته التي تدعم المدعي. وإذا كان صاحب التقاضي الظاهري يعتمد على المشتكي الظاهري في استجابته للقضية، ويقويها بشكل يمنعه، ويجب أن يستوفي ما يسمى بشروط التقاضي الكيدية قبل أن تتحول الدعوى إلى دعوى قضائية كيدية، ومن شروط الدعوى الكيدية اعتراف وإقرار المدعي أن الدعوى التي قام برفعها أمام جهة المحكمة دعوى كيدية، أيضًا مطالبة المدعي الحق بشيء تم الحكم والبتّ به من قبل أمام المحاكم في الدولة.

ومن شروط التقاضي الكيدية عدم وجود دليل على المدعى عليه لإثبات الحقوق المطالب بها، بالإضافة إلى شروط التقاضي الكيدية، يجب أيضًا استيفاء شروط الدعوى الأصلية، مثل شخصية المدعي وحقوقه.

مشروعية الدعوى في الشرعية الإسلامية:

بعد توضيح شروط القضية الكيدية، من الضروري فهم وجهة نظر الشريعة في صحة الدعوى؛ لأن الشريعة يمكن أن تقبل الدعوى طالما تم استيفاء شروط معينة، بما في ذلك: المدعي معروف، لذلك قرر أن ما الذي يجب مقاضاته، وما إذا كان المشتبه به وحده أو لديه شريك.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هذه الدعوى ملزمة، بحيث لا يمكن لأحد أن يدعي للآخرين أنه وعد بهدية أو وصية، لأن مثل هذه الدعوى لن يتم سماعها، ويجب أن يكون المدعي بالغًا ومعقولًا وقت رفع الدعوى، لذلك لن تقوم بذلك عند سماع دعوى الفتى أو المجنون، لن يكون هناك تناقضات في الدعوى.

المصدر: لياس حداد، القانون التجاري، الطبعة الخامسة عشر (جامعة دمشق، 2006ـ2007)رزق الله إنطاكي ونهاد السباعي، الوجيز في الحقوق التجارية البرية، الطبعة الثالثة (مطبعة جامعة دمشق، 1956م).علي البارودي، القانون التجاري اللبناني، الجزء 2 (الدار المصرية للطباعة والنشر، بيروت 1971م)مصطفى كمال طه، العقود التجارية وعمليات البنوك (منشورات الدار الجامعية، بيروت 1999م)


شارك المقالة: