اقتباسات عابر سرير

اقرأ في هذا المقال


كيف تريدوننا أن نضبط العدسة وعيوننا مليئة بالدُّموع؟

أحلام مستغانمي

النجاح كما الفشل, اختبار جيد لمن حولك, للذي سيتقرَّب منك ليسرق ضوءك،

والذي سيعاديك لأنَّ ضوءك كشف عيوبه, والذي حين فشل في أن ينجح, نذر حياته لإثبات عدم شرعية نجاحك.

أيّ علم هذا الّذي لم يستطع حتى الآن أنْ يضع أصوات من نحب في أقراص ، أو زجاجة دواء نتناولها سرًّا ، عندما نُصاب بوعكة عاطفيّة بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه.

أثناء هدر عمرك في الوفاء، عليك أنْ تتوقّع أن يغدر بكَ الجسد، وأن تتنكّر لك أعضاؤه.

فوفاؤك لجسد آخر ما هو إلّا خيانة فاضحة لجسدك.

ما كان لي صديق لأخسره. أصدقائي سقطوا من القطار. عندما تغادر وطنك، تولّي ظهرك
لشجرة كانت صديقة، ولصديق كان عدواً. النّجاح كما الفشل، اختبار جيّد لمن حولك، للذي سيتقرّب منك ليسرق ضوءك، والّذي سيُعاديك لأنّ ضوءك كشف عيوبه، والّذي حين فشل في أنْ ينجح، نذر حياته لإثبات عدم شرعيّة نجاحك.


الناس تحسدك دائماً على شيء لا يستحق الحسد، لأنّ متاعهم هو سقط متاعك. حتى علىالغربة يحسدونك، كأنّما التشرُّد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً، وأنا رجل يحبأن يدفع ليخسر صديقاً. يعنيني كثيراً أن أختبر الناس وأعرف كم أساوي في بورصةنخاستهم العاطفيّة 

ثمّة حكمة لا تبلغها إّلا في عز وحدتك وغربتك، عندما تبلغ عمراً طاعناً في

الخسارة. تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة ما بقي في حوزتك، لتهون عليك الفجائع

الصّغيرة. عندها تدرك أنّ السّعادة إتقان فنّ الاختزال، أن تقوم بفرز ما بإمكانك أن تتخلَّص

منه، وما يلزمك لما بقي من سفر. وقتها تكتشف أنّ معظم الأشياء الّتي تحيط بها نفسك

ليست ضروريّة، بل هي حمل يثقلك.

لا تصدّق أنّ الأشياء مضرَّة بالصحّة. وحدهم الأشخاص مضرّون. وقد يلحقون بكَ من الأذى أكثر ممّا تلحق بكَ الأشياء التي تصرّ وزارة الصِّحة على تحذيرك من تعاطيها. ولذا كلَّما تقدَّم بي العمر, تعلَّمت أنْ أستعيض عن الناس بالأشياء, أن أحيط نفسي بالموسيقى والكتب والقهوة, فهي على الأقل لا تكيد لك, ولا تغدر بك. إنّها واضحة في تعاملها معك. والأهم من هذا أنّها لا تنافقك ولا تُهينك ولا يعنيها أن تكون زبّالاً أو جنرالاً.

وكيف تعيش بدون أصدقاء؟

لا حاجة لي إليهم.. أصبح همّي العثور على أعداء كبار أكبر بهم. تلك الضفادع الصغيرة

التي تنقنق تحت نافذتك وتستدرجك إلى منازلتها في مستنقع، أصغر من أن تكون صالحة

للعداوة. لكنَّها تشّوش عليك وتمنعك من العمل.. وتعكّر عليك حياتك. إنّه زمن حقير، حتى

قامات الأعداء تقزّمت، وهذا في حدِّ ذاته مأساة بالنّسبة لرجل مثلي حارب لثلاث سنوات

جيوش فرنسا في الجبال.. كيف تريدني أن أنازل اليوم ضآلة يترفَّع سيفك عن منازلتها؟

أنت إذن تعيش وحيداً ؟

رد مبتسماً:

أبداً ..أنا موجود دائماً لكلِّ من يحتاجني، إنِّي صديق الجميع ولكن لا صديق لي.



شارك المقالة: