اقتباسات من الأجنحة المتكسرة

اقرأ في هذا المقال


إن ظمأ الرّوح أعظم من ارتواء المادّة، وخوف النّفس أحبّ من طمأنينة الجسد.

جبران خليل جبران

لا تدعوا كاهناً إلى جانب فراشي لأنّ تعازيمه لا تكفّر عن ذنوبي إنْ كنتُ خاطئاً، ولا تُسرّع بي إلى الجنة إنْ كنت باراً. إنّ إرادة البشر لا تغير مشيئة الله كما أنّ المنجّمين لا يحوّلون مسار النجوم. أمّا بعد موتي فليفعل الأطبّاء والكهان ما شاؤوا، فاللجّة تنادي اللجّة أمّا السفينة فتظلُّ سائرةً حتى تبلغ الساحل.

الفراشة الّتي تظل مُرفرفة حول السّراج حتّى تحترق هي أسمي من الخُلد الّذي يعيش براحة وسلام في نفقه المظلم.

تتغيّر الأشياء أمام أعيننا بتغيُّر عواطفنا، وهكذا نتوهّم الأشياء متّشحة بالسّحر والجمال عندما لا يكون السّحر والجمال إلّا في نفوسنا.

القلوب الّتي تُدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرِّقها بهجة الأفراح وبهرجتها.فرابطة الحزن أقوى في النُّفوس من روابط الغِبطة والسُّرور. والحب الّذي تغسله العيونبدموعها يظل طاهرًا وجميلًا وخالدًا.

الجمال الحقيقي هو أشعّة تنبعث من قدس أقداس النّفس وتُنير خارج الجسد مثلما تنبثق الحياة من أعماقِ النّواة وتكسب الزهرة لوناً وعطراً.

والصّبي الحساس الذي يشعر كثيراً ويعرف قليلاً هو أتعس المخلوقات أمام وجه الشمس لأنّ نفسه تظلُّ واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين: قوّة خفيّة تحلّق بهِ إلى السّحاب وتُريه محاسِن الكائنات من وراء ضباب الأحلام، وقوّة ظاهرة تقيّده بالأرض وتغمر بصيرته بالغبار وتتركه ضائعاً خائفاً في ظلمة حالكة.

إنّ الدقائق الّتي جمعتنا هي أعظم من الأجيال، والشُّعاع الذي أنار نفسينا هو أقوى من الظلام، فإنْ فرّقتنا العاصفة على وجههذا البحر الغضوب فالأمواج تجمعنا على ذلك الشاطئ الهادئ، وإنْ قتلتنا هذه الحياةفذاك الموت يحيينا.

أَهَهنا ..تُفرقنا سبل الحياة لتذهب بك إلى أمجاد الرجل وتسير بي إلى واجبات المرأة؟ أهكذا ينقضي الحلم الجميل وتندثر الحقيقة العذبة؟ أهكذا تبتلع اللُّجّة نغمة الشّحرور وتنثر الرياح أوراق الوردة وتسحق الأقدام كأس الخمر؟ أباطلًا أوقفتنا تلك الّليلة أمام وجه القمر وباطلًا ضَمّنا الرّوح في ظلال هذه الياسمينة؟ 

هل تسرَّعنا بالصُّعود نحو الكواكب فكلّتأجنحتنا وهبطت بنا إلى الهاوية؟ هل فاجئنا الحب نائمًا فاستيقظ غاضبًا ليعاقبنا؟ أمهيّجت أنفاسنا نسمات الليل فانقلبت ريحاً شديدة لتمزِّقنا وتجرفنا كالغبار إلى أعماقالوادي؟ 

الجمال الحقيقي هو أشعة تنبعث من قدس أقداس النفس وتنير خارج الجسد مثلما تنبثق الحياة من أعماق النواة وتُكسب الزهرة لونا وعطراً؛ هو تفاهم كلي يتم بلحظة، وبلحظة يولد ذلك الميل المترفع عن جميع الميول، ذلك الانعطاف الروحي ندعوه حباً.

كم مرّة وضعت نبالة التضحية بجانب سعادة المتمردين لأرى أيُّهما أجلّ وأجمل؟ ولكنّني للآن لم أفهم سوى حقيقة واحدة وهي: أنّ الإخلاص يجعل جميع الأعمال حسنة وشريفة.

إنّ الكتّاب والشُّعراء يحاولون إدراك حقيقة المرأة ولكنّهم للآن لم يفهموا أسرار قلبها ومخبآت صدرها لأنّهم ينظرون إليها من وراء نقاب الشهوات فلا يرون غير خطوط جسدها أو يضعونها تحت مكبرات الكره فلا يجدون فيها غير الضُّعف والاستسلام.

إنّ الشيوخ يرجعون بالفكر إلى أيام شبابهم رجوع الغريب المشتاق إلى مسقط رأسه، ويميلون إلى سرد حكايات الصبا ميل الشاعر إلى تنغيم أبلغ قصائده، فهم يعيشون بالروح في زوايا الماضي الغابر لأنّ الحاضر لا يمر بهم ولا يلتفت.


شارك المقالة: