الهجاء في الشعر الجاهلي

كان الهجاء من المواضيع الرئيسية في الأدب الجاهلي ويرجع ذلك إلى العصبية القبلية ما ينشأ عنها من نزاعات وبغضاء وغضب دفع الأدباء لتناولها في مقطوعاتِهم.

طقوس شعراء الهجاء في العصر الجاهلي

1- كان الشاعر قبل البدء في الهجاء يرتدي لباس معين وانتعل حذاءً واحدًا في رجله.

2- حلق الشعر وترك خصلتان متدليتان ويدهن قسم من رأسه.

3- اعتلاء مكان مرتفع قبل إلقاء شعر الهجاء ليتمكن الجميع من رؤيته وسماعه.

طرق وأساليب الهجاء في الشعر الجاهلي

1- الطريقة الأولى التي يلجأ إليها الشعراء بتعداد العيوب النفسية والمعنوية وتجريد الشخص من الصفات الجيدة التي يفتخر بها كل فرد مثل النسب والشجاعة والجود وإسناد الرذائل إليه مثل البخل والجبن.

2- الطريقة الثانية ترتكز على ذكر عيوب الجسم والتهكم من الفرد ودفع المستمع للضحك والاستهزاء به.

أنواع الهجاء في العصر الجاهلي

1- الهجاء المُقذع: يتوجه الأديب في هذا النوع إلى الهجاء المباشر للشخص وتهديده وتوجيه الشتائم له فالشّاعر يجاهر بالخصومة للمهجو حتى يظن المتلقي أن المهجو مظلوم من قبل الشاعر فيصد عن سماعه.

2- الهجاء العفيف: يعمد الأديب إلى المفاضلة بين المهجو وآخر يفضله عليه ويدل هذا النمط على الذكاء وأنه مُجدي أكثر من غيره والأديب بهذه الطريقة يجذب المتلقي للاستماع وعدم النفور.

خصائص شعر الهجاء في العصر الجاهلي

1- الابتعاد عن الإطالة في مقطوعات الهجاء واللجوء إلى قصرها وهذا دفعها للانتشار والشهرة.

2- غلب على مقطوعات الهجاء صفة العفة فلقد ابتعد الشاعر عن فُحش القول والقذف الجارح.

3- يغلب على الهجاء القديم سمة اللوم والعتاب.

نماذج على شعر الهجاء في العصر الجاهلي

1- هجاء الحطيئة لأمه:

جَزاكِ اللَهُ شَرّاً مِن عَجوزٍ

وَلَقّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينا

تَنَحَّي فَاِجلِسي مِنّا بَعيداً

أَراحَ اللَهُ مِنكِ العالَمينا

2– هجاء طرفة بن العبد لابن  عمه عمر بن بشر ونعته بالبخل:

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِنّا وَلَستَ بِخَيرِنا

جَواداً عَلى الأَقصى وَأَنتَ بَخيلُ

فَأَصبَحتَ فَقعاً نابِتاً بِقَرارَةٍ

تَصَوَّحُ عَنهُ وَالذَليلُ ذَليلُ