قصة السيدة العجوز الذكية

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول سيدة عجوز كان كل همها أن يعيش أبنائها الأربعة في حب وود ووئام، وأن لا يحدث أي خلاف بينهم.

الشخصيات

  • السيدة العجوز
  • الملكة
  • الرجل الغامض
  • أبناء السيدة العجوز

قصة السيدة العجوز الذكية

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الهند، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك سيدة عجوز تعيش في إحدى الممالك، وتلك المملكة تحكمها ملكة جميلة للغاية، وتلك السيدة العجوز كان لديها من الأبناء أربعة، وهؤلاء الأبناء كانوا على الدوام في شجار دائم فيما بينهم بسبب زوجاتهم الأربعة، إذ أنهم جميعهم يعيشون في نفس المنزل، وزوجاتهم يتصفن بالقسوة جداً، وجراء العديد من الخلافات بينهن قامت كل منهن ببناء مطبخ خاص بها منفصل عن الآخر.

وهذا الأمر كان يزعج والدتهم السيدة العجوز جداً، إذ أنها كانت طوال الوقت تتمنى أن يتمكنوا أبنائها من العيش كعائلة واحدة كبيرة سعيدة، وأن يقوم كل منهما بتقديم المساعدة للآخر، وفي يوم من الأيام كانت تلك الخلافات احتدمت بين الأبناء مما جعلها تهددهم في أنها سوف تقوم بطردهم من المنزل إذا لم يتمكنوا من تعلم العيش كعائلة موحدة، ومن أجل أن يتمكنوا من توفير المال على الجميع ينبغي عليهم أن يستخدموا مطبخ واحد فقط، وفي تلك الأثناء أعربت بأنها تتمنى أن تتعلم زوجاتهم العيش في وئام وود مع بعضهن البعض، وفي ذلك الوقت كان قد سئم الأبناء الأربعة من حالهم مما جعلهم يوافقون على قرار والدتهم العجوز.

وجراء أن تلك السيدة العجوز كانت تعاني من شدة الفقر، قررت أن يقوم أبنائها الأربعة بدفع جميعهم دخلهم اليومي لها، وفي يوم من الأيام ذهب الابن الأصغر للبحث عن عمل جديد في المدينة، لكن لم يحالفه الحظ، وفي طريقة للعودة إلى المنزل عند المساء رأى ثعبانًا ميتًا، وقرر أن يلتقطه ليأخذ شيئًا إلى والدته عوضاً عن دخله اليومي.

وأول ما وصل إلى المنزل وطالبته والدته بأن يقوم بإعطائها دخله اليومي، أخبرها أنه لم يتمكن من العثور على عمل في ذلك اليوم وقدم لها الأفعى الميتة بدلاً من ذلك، وحينها نصحت ابنها بالمحاولة مرة أخرى في اليوم التالي، وبما أنها كانت تعلم أنهم لم يستفيدوا من الأفعى في الحصول على وجبة جيدة لهم، قامت بإلقاء الأفعى الميتة على سطح منزلها الطيني.

في ذات اليوم كانت الملكة الحاكمة قد سافرت إلى إحدى البرك من أجل الاستحمام، وأثناء تواجدها هناك قامت بإزالة عقدها المصنوع من الألماس الثمين وتركته على ضفة البركة، وفي تلك الأثناء ظهر نسر يطير في السماء، وأول ما رأى النسر عقد الألماس انجذب إلى ذلك العقد اللامع وانقض على الأرض وشبكه بين مخلبة وطار به بعيدًا.

وأول ما شاهدت الملكة ذلك أصابها الاستياء من فقدانها لعقدها الثمين لدرجة أنها أعلنت في جميع أنحاء مملكتها أن من يجد لها العقد سوف يحصل على مكافأة مالية، وبعد أن حلق النسر وطار لفترة شاهد الأفعى الميتة على سطح منزل المرأة العجوز، وهنا أدرك أنه يمكن أن يأكل الثعبان، ولكن ليس بإمكانه أن يأكل القلادة، فقام بترك عقد الألماس على سطح منزل السيدة العجوز وأخذ الأفعى الميتة بدلاً من ذلك.

وفي صباح اليوم التالي صعدت السيدة العجوز إلى سطح منزلها لتضع بعض الملابس حتى تجف في ضوء الشمس وحينما رأت العقد، فهمت على الفور أن هذا كان عقد الملكة المسروق والتي تريد الملكة استعادته بشدة.

وفي ذلك الوقت كان مهرجان النور والذي يعرف باسم مهرجان الديوالي سوف يقام بعد يومين، حيث أن في ذلك المهرجان يضيء الجميع مصابيح الزيت والشموع والدعاء من أجل طلب الثروة والمال، وفي تلك الأثناء فكرت السيدة العجوز في أن تضع خطة محكمة، إذ قامت بالذهاب إلى قصر الملكة وأول ما وصلت إلى هناك سألت الحارس إذا كان بإمكانها رؤية الملكة، وحينما التقت بها الملكة قدمت لها السيدة العجوز العقد الألماسي، وهنا دهشت الملكة باستعادتها لعقدها، وشعرت بالسرور والفرح ووعدت بمنح المرأة العجوز مبلغًا كبيرًا من المال، ولكن السيدة العجوز رفضت ذلك المبلغ.

وعوضاً عن ذلك قالت للملكة: شكرًا جزيلاً لك يا سيدتي على عرضك، لكنني فقيرة وليس بمقدوري حماية هذا المال، وكل ما أريده هو أن في مهرجان الدوالي يتم السماح لمنزلي وأسرتي فقط أن تضيء مصابيح الزيت، وأن تبقى باقي منازل المملكة الأخرى مظلمة.

وحينما سمعت الملكة بذلك فوجئت بهذا الطلب، ولكنها في ذات الوقت كانت ممتنة للغاية للسيدة العجوز بإعادة عقدها لها، ولهذا قامت بتلبية رغبة السيدة العجوز وأصدرت تعليمات بأن هذا المنزل فقط سوف يُضاء في مهرجان الديوالي في ذلك العام، وحينما جاء ذلك اليوم الذي وصل به مهرجان الديوالي، طلبت السيدة العجوز من جميع أفراد أسرتها أن يقوموا بتنظيف كل ركن من أركان المنزل وتزيينه بأزهار معطرة بشكل جميل، وبالفعل عمل الجميع سوياً لإتمام تلك المهام على أكمل وجه، وفي المساء أضاءت السيدة العجوز المصابيح والشموع في كل جزء من أجزاء المنزل.

وفي منتصف الليل أخذوا كافة أفراد العائلة بالصلاة والتضرع لله من أجل الحصول على الكثير من الأموال والثروة، وأن يبقى بيتهم مضاء بتلك الأنوار مدى الحياة، وفي لحظة من اللحظات جاء رجل غريب إلى تلك المملكة وأول ما شاهد كافة الأضواء مطفيه في المنازل شعر بخيبة أمل، ثم رأى أنواراً جميلة تسطع من منزل السيدة العجوز، فقد كان ذلك الرجل يحب النور والأضواء، وسرعان ما شق طريقه مباشرة إلى منزل العجوز وطرق الباب، وعند سماع الدق فتحت السيدة العجوز الباب وأبلغت عائلتها بالترحيب بالرجل الغريب بأكاليل من الزهور والعطور والحلويات، لقد فعلوا هذا وكان الرجل سعيد للغاية بذلك، وهنا سألهم عن أمنيتهم في الحياة، فتقدمت العجوز وقالت: أمنيتنا البقاء في منزلنا إلى الأبد وأن نعيش في رخاء وسعادة،

وهنا فكر الرجل الغامض للحظة وقال: إنني سعيد بلقائكم، وسوف أحقق لكم أمنياتكم، وسوف تبقون في ذلك المنزل إلى الأبد، ولكن فقط بشرط إذا بقيتم متحدين هكذا، دون خلافات وتحبون بعضكما البعض، وإذا عصى أحدكم هذا الشرط، فسوف تغادرون المنزل.

وفي النهاية شعر الجميع بالسعادة ووافقوا على شرط الرجل الغامض، ومنذ ذلك اليوم وقد عاش جميع أفراد الأسرة في وئام وحب وود، كما أظهروا الحب والاحترام لبعضهم البعض، وأخيراً كانت السيدة العجوز سعيدة جداً؛ وذلك لأن رغبتها في أن يعيش أبنائها الأربعة بسلام قد تحققت، وبقيت الثروة في منزلهم إلى الأبد.

العبرة من القصة هي أن الحب والود واحترام كل شخص للآخر هو ما يجلب السعادة والخير كله.

المصدر: كتاب قصص وحكايات خرافية - هانس كريستيان أندرسن - 2006م


شارك المقالة: