قصة قصيدة أعطى عبيدا وعبيد مقنع

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أعطى عبيدا وعبيد مقنع

أمّا عن مناسب قصيدة “أعطى عبيدا وعبيد مقنع” فيروى بأن أبو وجزة السعدي من امرأة يقال لها زينب بنت عرفطة بن سهل بن مكدم المزنية، وكان يحبها كثيرًا، وأنجبت له غلامًا سماه عبيد، وكان في كل ذلك الوقت يحبها، ويقدرها، ولكنها بعد أن كبرت في العمر، وذهب جمالها، أصبح أبو وجزة السعدي يكرهها، ولا يطيق النظر إليها، ولكنه أبقى عليها، ولم يطلقها، وكان سبب ذلك شرف نسبها، وفي يوم من الأيام كان أبو وجزة جالس معها، فأخذ ينشد قائلًا:

أعطى عبيداً وعبيد مقـنـع
من عرمسٍ محزمها جلنفع

ذات عساسٍ ما تكاد تشبـع
تجتلد الصحن وما إن تبضع

تمر في الـدار ولا تـورع
كأنها فيهم شجـاع أقـرع

فأنشدت زوجته أم وجزة، مجيبة له على ما قال، قائلة:

أعطى عبيداً من شييخ ذي عـجـر
لا حسن الوجه ولا سـمـحٍ يسـر

يشرب عس المذق في اليوم الخصر
كأنما يقذف فـي ذات الـسـعـر

تقاذف السيل من الشعب المضـر

وفي يوم من الأيام أنشد أبو وجزة في ابنه قائلًا:

يا راكِبَ العَنسِ كَمِرداةِ العَلَم
أَصلَحَكَ اللَهُ وَأَدنى وَرَحِم

إِن أَنتَ أَبلَغتَ وَأَدَّيتَ الكَلِم
عَنّي عُبَيدَ بنَ يَزيدَ لَو عَلِم

قَد عَلِم الأَقوامُ أَن سَيَنتَقِم
مِنكَ وَمِن أُم تَلَقَّتكَ وَعَمّ

رَبٌّ يُجازي السَيِّئاتِ مِن ظَلَم
أَنذرتكَ الشِدَّةِ مِن لَيثٍ أَضِم

عادٍ أَبي شبلَينِ فَرفارٍ لَحِم
فَاِرجِع إِلى أُمِّكَ تُفرشكَ وَنَم

إِلى عَجوزٍ رَأسُها مِثلُ الإِرَم
وَاِطعَم فَإِنَّ اللَهَ رَزّاقُ الطُعَم

فأنشد ابنه يجيبه قائلًا:

دعها أبا وجزةَ واقعُد في الغنَم
فسوف يكفيك غُلامٌ كالزلم

مشمّر يرفَل في نَقلٍ حذَم
وفي قَفَاهُ لقمةٌ مِنَ اللُقَم

قد ولّهت ألافُها غير لَمَم
حتى تناهَت في قَفا جعدٍ أحَم

نبذة عن أبي وجزة السعدي

هو يزيد بن عُبيد بن وهيب بن خالد بن عامر بن عمير بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، شاعر من بني سعد، وهو من الأتباع.

سكن في المدينة المنورة حتى توفي فيها في عام مائة وثلاثون للهجرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: