قصة قصيدة أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم

أمّا عن مناسبة قصيدة “أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم” فيروى بأنه في يوم من الأيام استأذنت عزة الضمرية للدخول إلى مجلس أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، لكي تشكو له ظلامة كانت لها، فدخل عليه حاجبه وأخبره بأنها على الباب، فأخبره بأن يدخلها، فخرج الحاجب وأدخلها إلى مجلسه، وعندما دخلت ووقفت بين يدي أمير المؤمنين، قال لها: هل أنت عزة كثير؟، فقالت له: لا، يا أمير المؤمنين بل أنا عزة الضمرية، فقال لها أمير المؤمنين: والله إني لن أنصفك في ظلامتك حتى تروين لنا ما قال كثير حينما قال:

أَيادي سبا يا عَزَّ ما كُنتُ بَعدَكُم
فَلَم يَحلُ لِلعَينَينِ بَعدَكِ منظَرُ

وَقَد زَعَمَت أَني تَغَيَّرتُ بَعدَها
وَمَن ذا الَّذي يا عَزَّ لا يَتَغَيَّرُ

تَغيّرَ جِسمي وَالخَلِيقَةُ كالَّذي
عَهِدتِ وَلَم يُخبَر بِسرِّكِ مُخبَرُ

أَبعِد اِبنِ لَيلى يَأَمَلُ الخُلدَ واحِدٌ
مِنَ الناسِ أَو يَرجو الثَراءَ مُثمِرُ

فاستحت عزة وقالت له: لا، يا أمير المؤمنين، إني لا أحفظ شعره هذا، ولكني أحفظ له شعره حينما قال:

كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت
مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِ

صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةً
فَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِ

أَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَها
وَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِ

فَلَيتَ قَلوصي عِندَ عَزَّةَ قُيِّدَت
بِحَبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ مِنها فَضَلَّتِ

وَغودِرَ في الحَيِّ المُقيمينَ رَحلُها
وَكانَ لَها باغٍ سِوايَ فَبَلَّتِ

وَكُنت كَذي رِجلَينِ رِجلٍ صَحيحَةٍ
وَرِجلٍ رَمى فيها الزَمانُ فَشلَّتِ

وَكُنتُ كَذاتِ الظَلعِ لَمّا تَحامَلَت
عَلى ظَلعِها بَعدَ العِثارِ اِستَقَلَّتِ

أُريدُ الثَوَاءَ عِندَها وَأَظُنُّها
إِذا ما أَطَلنا عِندَها المُكثَ مَلَّتِ

فقضى لها الخليفة ما جاءت في طلبه، وأنصفها في ظلامتها، وقال لمن كان عنده: ابعثوا بها إلى الحرم، لعل الناس يتعلمون من أدبها، ومن ثم ردها إلى ديارها.

نبذة عن كثير عزة

هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي، وهو أحد شعراء العصر الأموي المتيمين، وهو من أهل المدينة المنورة، وقد كان ما شهره أنه قد عشق فتاة يقال لها عزة بنت جميل بن حفص، وكان أكثر ما يقول من شعر فيها، وسمي تيمنًا بها بكثير عزة.

المصدر: كتاب " الشعر والشعراء " تأليف أبن قتيبة كتاب " ديوان كثير عزة " تأليف أحسان عباس كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني كتاب " كثير عزة بين ناقدية ومادحية " تأليف حافظ محمد عباس الشمري


شارك المقالة: