قصة قصيدة بتل نباتي رسم قبر كأنه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بتل نباتي رسم قبر كأنه

أمّا عن مناسبة قصيدة “بتل نباتي رسم قبر كأنه” فيروى بأن الفارس الوليد بن طريف الشيباني الذي كان يلقب بالشاري كان من الخوارج في زمان الخليفة العباسي هارون الرشيد، وكان يقيم في نصيبين والخابور، وفي المناطق المجاورة لهما، وكان معروفًا بشجاعته، وكان صاحب جولات وصولات، وكان مقدامًا جسورًا قوي الشوكة، وكان أهل بغداد يخافون منه، ويخافون أن ينزل إليهم، ويغير عليهم، فقام الخليفة هارون الرشيد ببعث قائد جنوده يزيد إليه، لكي يقوم بقتله، وبالفعل تمكن من قتله في عام مائة وتسعة وسبعون للهجرة.

وعندما وصل خبر مقتله إلى أخته ليلى بنت طريف الشيباني ارتدت ملابس الحرب، ونزلت تقاتل جيش الخليفة، فكشف يزيد أمرها، وقام بمطاردتها، وضرب سيفه بمؤخرة حصانها، وقال لها: أغربي من هنا، فأنت جلبت العار لعشيرتك.

وبعد أن قاموا بدفن أخيها، وقفت على رأس قبره، وأخذت تنشد قائلة:

بــتــلّ نــبــاتــي رســمُ قــبــرٍ كــأنّهُ
عَــلى جــبــلٍ فــوقَ الجــبــال مــنـيـفِ

تَــضــمّــن جــوداً حــاتــمــيّـاً ونـائلاً
وَســــورةَ مِــــقـــدامٍ ورأي حـــصـــيـــفِ

أَلا قـاتَـلَ اللَّه الجـثـا كيفَ أضمرت
فَــتــىً كــانّ للمــعــروفِ غـيـر عـيـوفِ

فَــإِلّا تــجــبــنــي دمــنــةٌ هـي دونـه
فَــقَــد طـالَ تَـسـليـمـي وَطـالَ وُقـوفـي

وَقَـد عـلمـت أَن لا ضَـعـيـفـاً تَـضـمّـنت
إِذا عــظـمَ المـرزي ولا اِبـن ضـعـيـفِ

فَــتــى لا يـلوم السّـيـف حـيـنَ يَهـزّهُ
عَـلى مـا اِخـتـلى مـن مـعـصـمٍ وصـليـفِ

فَـتـى لا يـعـدّ الزادَ إلّا منَ التقى
وَلا المــال إلّا مــن قــنــاً وسـيـوفِ

وَلا الخــيـلَ إلّا كـلّ جـرداء شـطـبـةٍ
وَكـــلّ حـــصـــانٍ بـــاليـــديـــنِ غــروفِ

فَـقَـدنـاكَ فُـقـدانَ الربـيـع ولَيـتـنـا
فَــدَيــنــاك مِــن ســاداتــنــا بــألوفِ

وَمـا زالَ حـتّـى أزهـق المـوتُ نـفـسـهُ
شَـــجـــاً لعـــدوّ أو لجـــاً لضـــعـــيــفِ

كما أنها أنشدت فيه بعد مدة من موته قصيدة قالت فيها:

ذَكــرتُ الوليــدَ وَأيّــامــه
إِذ الأرضُ مـن شـخصه بلقعُ

فَأقبلتُ أَطلبه في السماء
كَـمـا يَبتغي أنفه الأجدعُ

أَضـاعـكَ قَـومـكَ فَـليـطلبوا
إِفـادة مـثـل الّذي ضَـيّعوا

لَو اِنّ السيوفَ الّتي حدّها
أَصـابـك تـعـلم مـا تـصـنـعُ

نَـبـت عـنـكَ أَو جعلت هيبةً
وَخَـوفـاً لِصـولك لا تـقـطـعُ

نبذة عن ليلى بنت طريف الشيباني

ليلى بنت طريف بن الصلت التغلبية الشيبانية، وقيل بأن اسمها الفارعة، شاعرة من شاعرات العصر العباسي.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: