قصة قصيدة فمن يطلب لقاءك أو يرده

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فمن يطلب لقاءك أو يرده:

أمّا عن مناسبة قصيدة “فمن يطلب لقاءك أو يرده” فيروى بأن الخليفة العباسي هارون الرشيد، كان أحد أشهر الخلفاء المسلمين، وكان من أكثرهم، فقد تم ذكرة في كتب التاريخ العربية بكثرة، وأيضًا تم ذكره في المصادر الألمانية، والحوليات الصينية والهندية، وقد كان الخليفة هارون الرشيد من أفضل الخلفاء العباسيين، فقد قيل بأنه كان يحج في عام، ويغزر في عام، وقد قيل بأنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة، فقد كان تقيًا ورعًا.

وكان هارون الرشيد يحب أن يتصدق، ويحب مجالسة العلماء، ويضع أمام ناظره من حرمات الدين، فكان يتجنب ما حرم الله تعالى، وكان يكره الكلام الكثير، والجدال الذي ليس منه منفعة، وكان إذا وعظ الناس بكى على نفسه ولهوة في الحياة الدنيا، وعلى الذنوب التي اقترفها.

وفي عهد الخليفة هارون الرشيد، تم فتح العديد من البلدان، واتسعت الدولة الإسلامية، وكانت بلاد المسلمين بلاد آمنة، كان أهلها يعيشون في رخاء، فقد ازداد الخير كما لم يكن من قبل، وكان زمنه زمن حضارة وعلوم، وازدهرت فيه الحوانب الثقافية والدينية، وأسست في مدينة بغداد مكتبة بيت الحكمة، وكانت بغداد في فترة حكمه مركزًا للمعرفة والثقافة والتجارة.

كانت الدولة في زمنه من أحسن الدول، وأعظمها قدرًا، وأحسنها خيرًا ورونقًا، ومن أوسعها رقعة، وكان يجتمع في مجلسه مختلف الناس من شعراء وعلماء وفقهاء وقضاة وأدباء، فقد كان من أفضل الخلفاء وأعلمهم وأكرمهم وأتقاهم وأكثرهم دينًا، وعندما توفي وجد من بعده في بيت مال المسلمين فائضًا من المال، بما يعادل في هذا الأيام التسعمائة مليون دينار.

وقبل أن يموت طلب ممن كانوا معه أن يريوه قبره، فحملوه وأروه القبر، وعندما رآه أخذ يبكي ويقول: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ}.

وقد أنشد العديد من الشعراء قصائد يمدحونه فيها، وكان منهم الشاعر أبو السعلي الذي أنشد فيه قصيدة يمدحه فيها، قال فيها:

فمن يطلب لقاءك أو يرده
فبالحرمين أو أقصى الثغور

ففي أرض العدو على طمر
وفي أرض البنية فوق كور

نبذة عن الشاعر أبو السعلي:

هو أحد شعراء العصر العباسي، لم يذكر في خبره الكثير من المعلومات.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب " الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب " البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: