قصة قصيدة وأول ما قاد المودة بيننا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وأول ما قاد المودة بيننا

أمّا عن مناسبة قصيدة “وأول ما قاد المودة بيننا” فيروى بأن جميل بن معمر هو واحد من أشهر الشعراء العرب، ويعود ذلك لأنه قد عشق فتاة تسمى بثينة وهام بها، وهي بثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية، وهي فتاة من فتيات قبيلته، وكان قد رآها وهو صغير في العمر، حيث كان في يوم من الأيام يرعى الإبل في مراعي القبيلة، وبينما هو يرعى الإبل، أتت هي ومعها إبل أهلها، وأتت بها إلى الماء حيث إبل جميل، واقتربت إبلها من إبله، فخافت إبله من إبلها وهربت منها، فتوجه جميل إلى بثينة، وقام بسبها، وعندما سمعته يسب عليها، أخذت هي الأخرى تسب عليه، وعندما رآها على هذه الحال، ورأى ما فيها من جمال، وقع في هواها، وبدأ حبه لها، وفي خبر ذلك أنشد قائلًا:

وَأَوَّلُ ما قادَ المَوَدَّةَ بَينَنا
بِوادي بَغيضٍ يا بُثَينَ سِبابُ

وَقُلنا لَها قَولاً فَجاءَت بِمِثلِهِ
لِكُلِّ كَلامٍ يا بُثَينَ جَوابُ

ودخل الاثنان في علاقة حب عذري، قل ما حصل مثلها من قبلهما، وتغزل بها في العديد العديد من قصائده، ومنها ما خلدت في الشعر العربي حتى يومنا هذا، واستطاع أن يخرج هو وأقرانه من شعراء الغزل العذري من وعورة الألفاظ الصعبة التي كانت مفروضة على من كان قبلهم في العصر الجاهلي، فأحدث معهم ثورة شعرية، فكانت الألفاظ في شعه بسيطة، وصياغتها سلسة.

نبذة عن جميل بن معمر

جميل بثينة هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، ويكنى بأبي عمرو، ولد في عام ستمائة وتسعة وخمسون ميلادي في وادي القرى في شبه الجزيرة العربية، وهو شاعر من شعراء العصر الأموي المتيمين المشهورين، اشتهر بفصاحته وكان يجمع ما بين الشعر والرواية، ولقب بجميل بثينة من شدة حبه لفتاة يقال لها بثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية.

كان جميلًا حسن الخلق، وكان صاحل نفس عزيزة، واشتهر ببسالته وجوده ورقة مشاعره وإحساسه المرهف.

توفي جميل بن معمر في عام سبعمائة وواحد ميلادي في مصر في فترة ولاية عبد العزيز بن مروان.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: