قصة قصيدة وإن بدا صبح المشيب فاطرح

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر الشاعر ابن جابر الأندلسي، فنروي لكم خبر إصابته بالعمى، وخبر انتقاله إلى مصر والشام، ونروي لكم قصته مع الشيب.

من هو ابن جابر الأندلسي؟

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي، شاعر من شعراء العصر الأندلسي.

قصة قصيدة وإن بدا صبح المشيب فاطرح

أما عن مناسبة قصيدة “وإن بدا صبح المشيب فاطرح” فيروى بأن ابن جابر الأندلسي كان قد ولد ألمرية وهي إحدى المدن الإسبانية في العصر الأندلسي، وبينما كان غلامًا صغيرًا عمي بسبب مرض الجدري الذي أصابه، وكان ذلك عندما كان عمره خمسة أعوام، وفي مدينة ألمرية تلقى ابن جابر تعليمه على يد عدد من علماء القرآن والنحو والفقه والحديث، وغيرها من العلوم الشرعية.

ومن ثم انتقل إلى مصر، وكان معه في سفره إلى مصر أحمد بن يوسف الغرناطي الرعيني، وعاشا سوية هنالك، فكان ابن جابر يؤلف وينشد الشعر، وأحمد يكتب، فاشتهر الاثنان بالأعمى والبصير، ومن ثم انتقل الاثنان إلى الشام، وأقاما في مدينة دمشق، ومن ثم انتقلا إلى حلب، وسكنا بالقرب من نهر الفرات، ومن ثم تزوج ابن جابر، فافترق الاثنان.

وعندما كبر ابن جابر في العمر، وغزا الشيب رأسه، وقف يطالب شيبه بطرح لهو الشباب وسفاهته، فلشيب بالرأس هو مرض يعز من أصيب به، فينبغي على الشباب أن يتعظوا من ضعف البدن وتقوس الظهر، وأنشد ابن جابر في خبر ذلك قائلًا:

وإنْ بَـدَا صُبْـحُ المَشِيبِ فَاطَّـرِحْ
مَـا كَـانَ إذْ لَيْـلُ الشَّبَـابِ قَـد غَسَـا

ينصح الشاعر الشباب بأنه إن بدا لهم الشيب فعليهم أن ينتهوا عما كانوا يفعلون في شبابهم.

ولا تَظُـنَّ الشَّيْـبَ يُـرْجىٰ طِبُّــهُ
بِـزُورِ صُبْحٍ أو مُـدَامٍ يُحتَسَىٰ

إذا الفَتَـىٰ قُـوِِّسَ وَاعتَـدَّ العَصَـا
لِقَوْسِـهِ عَـنْ وَتَـرٍ أَعيَـا الأُسَـا

فَاذْكُـرْ زَمَـانَ الشَّيْـبِ في حَـالِ الصِِّبَـا
عَسَىٰ يَلِيـنُ لِلتُّقَـىٰ قَلْـبٌ قَسَـا

مَـا أقْبَـحَ اللَّهْـوَ عَلَىٰ المَـرءِ إذَا
مَـا اشْتَعَلَ الـرَّأْسُ مَشِيبَـاً وَاكْـتَسَىٰ

الخلاصة من قصة القصيدة: ولد ابن جابر في ألمرية في إسبانيا، وتعلم فيها العديد من العلوم الشرعية على يد العلماء هنالك، وفيها عمي بينما كان غلامًا في عمر الخامسة، ومن هنالك انتقل إلى مصر وأقام فيها، ومن ثم انتقل إلى الشام، وبعد أن كبر في العمر أنشد شعرًا في الشيب الذي غزا رأسه.

المصدر: كتاب "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" تأليف أحمد بن محمد المقري التلمساني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب" شعر ابن جابر الأندلسي" حققه أحمد فوزي الهيبكتاب "منظومة المقصور والممدود" تأليف ابن جابر الأندلسي


شارك المقالة: