قصة قصيدة يا عين جودي بدمع هاجه الذكر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا عين جودي بدمع هاجه الذكر

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا عين جودي بدمع هاجه الذكر” فيروى بأن فترة خلافة الوليد بن عبد الملك بن مران قد شهدت العديد من الفتوحات الإسلامية، فقد تمكن المسلمون في خلافته من السيطرة على بقعة كبيرة من العالم المعروف في ذلك الوقت، كما أن الدولة الأموية قد اتسعت على نحو لم ير له مثيل من قبل.

وكان الخليفة قد كلف الحجاج بن يوسف الثقفي بجمع الجيوش في العراق لفتح بلاد ما وراء النهر، ففعل الحجاج ووضع قتيبة بن مسلم قائدًا على هذه الجيوش، وتوجه الجيش نحو تلك البلاد، واستغرق هذا الجيش عشرة أعوام لكي يفتح هذه البلاد، وكان قد فتح خلال هذه العشرة أعوام العديد من أقاليمها كإقليم بخارى وإقليم سمرقند، كما قام الحجاج بإرسال محمد بن القاسم لفتح إقليم السند، وقد نجح محمد بن قاسم بفتح ذلك الإقليم.

وفي غرب الدولة الأموية كلف الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير وطارق بن زياد بفتح إسبانيا، وقد نجحا بفعل ذلك، وأطلقوا عليها اسم الأندلس، كما قام الوليد بن عبد الملك بمحاربة الدولة البيزنطية، لكي يحمي حدود الدولة معها، وبقيت الحروب مع الروم لسنين عديدة، ولا يكاد يخلو عام من حملة على الروم.

وكان الوليد قد استعد لإرسال جيوشه في حملة برية وبحرية لكي يقوم بغزو القسطنطينية، ولكنه توفي قبل أن يتمكن من تنفيذ هذا المشروع، فأكمله عنه أخوه سليمان بن عبد الملك الذي استلم الخلافة من بعده.

وعندما توفي الوليد بن عبد الملك، رثاه جرير بقصيدة، قال فيها:

يا عَينُ جودي بِدَمعٍ هاجَهُ الذِكَرُ
فَما لِدَمعِكَ بَعدَ اليَومِ مُدَّخَرُ

إِنَّ الخَليفَةَ قَد وارى شَمائِلَهُ
غَبراءُ مَلحودَةٌ في جولِها زَوَرُ

أَمسى بَنوها وَقَد جَلَّت مُصيبَتُهُم
مِثلَ النُجومِ هَوى مِن بَينِها القَمَرُ

كانوا شُهوداً فَلَم يَدفَع مَنِيَّتَهُ
عَبدُ العَزيزِ وَلا رَوحٌ وَلا عُمَرُ

وَخالِدٌ لَو أَرادَ الدَهرُ فِديَتَهُ
أَغلَوا مُخاطَرَةً لَو يُقبَلُ الخَطَرُ

قَد شَفَّني رَوعَةُ العَبّاسِ مِن فَزَعٍ
لَمّا أَتاهُ بِدَيرِ القَسطَلِ الخَبَرُ

نبذة عن جرير

هو جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي، شاعر من شعراء العصر الأموي، من قبيلة تميم، وهي إحدى قبائل نجد، اشتهر بشعر الفخر والمديح والهجاء.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: