قصة قصيدة يا فريداً دون ثان

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا فريداً دون ثان

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا فريداً دون ثان” فيروى بأن حكم بن عكاشة كان قد صحب رجلًا يقال له إبراهيم بن يحيى المشهور بابن السقاء، وكان إبراهيم بن يحيى هو وزير أبي الوليد بن جهور حاكم قرطبة، وعندما قتل إبراهيم بن يحيى سجن حكم بن عكاشة مع أصحاب الجرائم، وبقي في السجن حتى هرب منه، ولحق بالمأمون بن ذي النون، ولازمه، وكان له ناصحًا، وكان شهمًا، وصارمًا، فقام مأمون بن ذي النون بتوليته بعض الحصون المجاورة لمدينة قرطبة، والتي كان قد دخلها بعد خلع بني جهور منها، وقتل أميرها في ذلك الوقت وهو سراج الدولة بن المعتمد محمد بن عباد، وقام بقص رأسه عن جسمه، وبعثه إلى المأمون بن ذي النون، الذي كان يومها في مدينة بلنسية، وكان ذلك في عام أربعمائة وسبع وستين للهجرة، فتوجه مأمون إلى مدينة قرطبة، وأقام فيها ما يقرب الستة شهور.

وفي ذلك العام توفي مأمون بن ذي النون، وحمل إلى مدينة طليطلة، ودفن فيها، ولزم ابن عكاشة في مدينة قرطبة، وكيلًا عن القادر يحيى بن إسماعيل بن المأمون بن ذي النون، بعد ان بايعه أهلها على ذلك، ووصل خبر ذلك إلى المعتمد بن عباد، فخرج في جيش إليه طالبًا بثأر ابنه عباد، ووصل خبر ذلك إلى حكم بن عكاشة، وكان يعلم بأنه لا طاقة له به، فخرج من قرطبة هاربًا، فدخلها المعتمد من دون قتال، وبعث بجماعة من جنوده خلف حكم بن عكاشة، فلحقوا به، حتى أدركوه، وأتوا به إليه، فقتله وصلبه.

وكان حكم بن عكاشة قد ولى ابنه حريز قلعة رباح للقادر بن ذي النون، وفي يوم من الأيام بعث الوزير أبا مروان بن مثنى إليه بكتاب قال له فيه:

يا فريداً دون ثان
وهلالاً في العيان

عدم الراح فصارت
مثل دهن البلسان

فبعث حريز بن حكم بن عكاشة إليه الذي طلبه منه، وجاوبه قائلًا:

جاء من شعرك روض
جاده صوب البيان

فبعثناها سلافاً
كسجاياك الحسان

يا فريداً لا يجاري
بين أبناء الزمان

نبذة عن حريز بن عكاشة

هو حريز بن حكم بن عكاشة الأسدي، فارس من فراسن بني أسد في الأندلس، اشتهر برمي الرمح حتى ذاع صيته في كافة مدن الأندلس، وكان قد ولاه والده على قلعة بالقرب من قرطبة في عصر ملوك الطوائف في الأندلس.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: