أرغفة الساحرات

اقرأ في هذا المقال



قصة أرغفة الساحرات ل O. Henry بسيطة ولكنها مؤثرة. يتعلق الأمر بامرأة عجوز تدير مخبزًا، ورجلًا شاباً يشتري رغيفين من الخبز القديم كل يوم، وما يحدث عندما لا يتم قبول فعل لطيف منها كان سبباً في إفساد عمل الرجل.

الشخصيات:

  • الآنسة مارثا.
  • الفنان بلومبرجر.

قصة الآنسة مارثا:

تدور أحداث القصة حول الآنسة مارثا، التي تمتلك مخبزًا صغيرًا، كانت في الأربعين من العمر وعزباء، لكنها لا تزال تحمل بعض الأمل في علاقة حب وإيجاد الشريك، وفي يوم من الأيام أتى رجل بلكنة ألمانية لشراء الخبز من الآنسة مارثا وأصبح يكرر المجيء مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، كان رجلاً في منتصف العمر، يرتدي نظارة طبية ولحية بنية مشذبة إلى درجة دقيقة، وكان أنيقًا في ملابسه ورجلاً صاحب أخلاق جيدة، عندها بدأت مارثا في التفكير فيه على أنه احتمال أن يكون الشريك المنتظر الذي تبحث عنه، ولكنّه كان يطلب منها طلباً غريباً في كل مرة يأتي لشراء الخبز وهو أنه يطلب رغيفين من الخبز القديم.
فكرت الآنسة مارثا مراراً لماذا قد يشتري الرجل خبزًا قديمًا؟! ثمّ بدأت بالتفكير في الرجل المحترم وكيفية معرفة المزيد عنه، وذات مرة رأت الآنسة مارثا بقعة حمراء وبنية على أصابعه، حينها افترضت أنه فنان فقير للغاية ولا شك أنه يعيش في حجرة، حيث كان يرسم صورًا ويأكل خبزًا قديمًا ويفكر في الأطعمة الجيدة لتناولها في مخبز الآنسة مارثا.
من أجل اختبار نظريتها فيما يتعلق بوظيفته، علقت الآنسة مارثا لوحة حتى يلاحظها الرجل ويناقشها معها ووضعتها على الرفوف خلف طاولة الخبز، ثمّ بدأت ترتدي ملابس مختلفة لتغيير مظهرها المعتاد، وتخلط تركيبة كريم للوجه لتبدو أجمل، وفي كثير من الأحيان عندما كانت تجلس لتناول قطع الخبز والكعك واللفائف الخفيفة التي تصنعها والمربى والشاي، كانت تتنهد وتتمنى لو أنّها تشارك الفنان اللطيف وجبتها اللذيذة في تلك العلية المليئة بالحيوية بدلاً من أكل خبزه الجاف والقديم، وبدأت تشعر بالتعاطف الكبير تجاه هذا الرجل.
بعد ذلك بيومين دخل الزبون وقال: رغيفان من الخبز القديم، إذا سمحت ثمّ قال لها بينما كانت تغلف الخبز: لديك صورة جميلة هنا، سيدتي. فقالت الآنسة مارثا، مبتهجة بمكرها: أنا معجب بالفن وثمّ أرادت أن تكمل قولها والفنانين أيضاً لكنّها قالت في نفسها: لا، لن يجدي قول “الفنانين” في وقت مبكر هكذا، فأكملت: واللوحات أيضاً، هل تعتقد أنها صورة جيدة؟ فأجاب الرجل: نعم؟ ثمّ أخذ خبزه وانحنى وأسرع.
كانت تقول في نفسها يومياً: يا له من رقيق ولطيف حيث أضاءت عيناه خلف نظارته! يا له من جبين عريض كان لديه! كيف لهذا الملاك أن يكون فقيراً ويأكل الخبز القديم، لكن لا بد للعبقرية غالبًا أن تُكافح قبل أن يتم اكتشافها أو التعرف عليها، ثمّ تساءلت في نفسها كم سيكون جيداً لو دعمت فنّه وإبداعه بما تملك من حسابها البنكي الذي يقدر بألفي دولار وإيراد المخبز الجيد وقلبها المتعاطف والحنون لكن كل هذه كانت أحلام اليقظة بالنسبة للآنسة مارثا.
مع مرور الوقت وفي كثير من الأحيان عندما كان يأتي، كان يتحدث لفترة مع الآنسة مارثا عبر الواجهة، حيث بدا في كل مرة وكأنه يتوق إلى كلمات الآنسة مارثا المرحة واستمر في شراء الخبز القديم ولم يشتري يوماً كعكة ولا فطيرة أبدًا، فاعتقدت مارثا بعدها أنه بدأ يبدو أنحف وتألم قلبها لأجله، ثمّ قررت إضافة شيء جيد لمشترياته الهزيلة كهدية منها، ولكنّها فشلت في هذا لاعتقادها أنّ مثل هذا الفعل قد يسيء لكرامته ولم تجرؤ على الإساءة إليه.
وفي يوم من الأيام بينما كانت الآنسة مارثا ترتدي ثوبها الحريري المنقّط باللون الأزرق خلف المنضدة كانت قد قامت بطهي مركب غامض من بذور السفرجل والبوراكس يستخدمه الكثير من الناس لتحسين البشرة، في الغرفة الخلفية وفي تلك الأثناء، جاء الزبون كالمعتاد وطلب أرغفته القديمة.
وبينما كانت الآنسة مارثا تمد يدها إليه لتعطيه طلبه، كان هناك صوت صدمة وصراخ في الخارج، وجاءت سيارة إطفاء فسارع الزبون إلى الباب لينظر كما سيفعل أي شخص، عندها استلهمت الآنسة مارثا الفرصة، وتناولت من الرف السفلي خلف المنضدة رطل من الزبدة الطازجة التي تركها صانع الألبان قبل عشر دقائق، وبسكين الخبز، صنعت الآنسة مارثا شقًا عميقًا في كل أرغفتة القديمة، وأدخلت كمية كبيرة من الزبدة، وضغطت الأرغفة بإحكام مرة أخرى.
وعندما استدار الزبون مرة أخرى كانت تربط الورق حول الخبز وبعد محادثة قصيرة ممتعة بشكل غيرعادي رحل الرجل وابتسمت الآنسة مارثا لنفسها مع خفقان بسيط في قلبها، ولفترة طويلة في ذلك اليوم، ظل عقلها يدور حول الموضوع حيث تخيلت المشهد عندما يجب أن يكتشف خداعها الصغير ثمّ بدأت تتخيل أنّه يضع فرشاته ولوحه، مع الصورة التي كان سيرسمها وأنّه كان يستعد لغداء من الخبز الجاف والماء وعندما يقطع رغيفه ويجده طرياً بالزبدة هل سيفكر في اليد التي صنعتها؟ ثمّ خجلت الآنسة مارثا.
وفجأة قُرع جرس الباب الأمامي بخشونة وبشراسة، كان أحدهم قادمًا وأحدث قدرًا كبيرًا من الضوضاء فأسرعت الآنسة مارثا إلى الأمام حيث كان هناك رجلان، أحدهم شابًا يدخن غليونًا أمّا الرجل الآخر كان فنانها. كان الرجل الآخر وجهه شديد الاحمرار، وقبعته على مؤخرة رأسه وشعره مجعد بشدة ثمّ انتزع قبضتيه وهزهما بشدة في وجه الآنسة مارثا ثمّ بدأ يصرخ بكلمات باللغة الألمانية لم تفهمها مارثا.
حاول الفنان جذب الشاب بعيدًا، وقال له بغضب: اذهب أنت الآن، وأنا سأخبرها، فكان ينظر الرجل الآخر لمارثا وهو يصرخ، وعيناه الزرقاوتان متقدتان خلف نظارته: لقد شوهته، أنت قطة عجوز، حينها انحنت الآنسة مارثا بضعف على الرفوف ووضعت إحدى يديها على خصرها من شدة مفاجئتها، ثمّ قال الفنان: تعال، لقد قلت كفى وسحب الرجل الغاضب من الباب إلى الرصيف، ثم عاد.

فقال لمارثا: أعتقد أنه يجب إخبارك، سيدتي، ما هي المشكلة، هذا بلومبرغر، إنّه رسام معماري وأنا أعمل معه في نفس المكتب لقد كان يعمل بجد لمدة ثلاثة أشهر وهو يرسم خطة لقاعة مدينة جديدة، لقد كانت مسابقة للحصول على جوائز ولقد أنهى رسم الخطوط بالأمس. وكما تعلمين، يقوم الرسام دائمًا بعمل رسمه بقلم الرصاص أولاً وعندما ينهي ذلك، يقوم بفرك قلم رصاص يحتوي على حفنة من فتات الخبز الجاف وهذا أفضل من المطاط الهندي.

وأكمل كلامه: بلومبرجر كان يرسلني لأشتري الخبز القديم من هنا لهذا الغرض أمّا هذه الزبدة فقد أفسدت عمله وأتلفت رسمه، بعد سماع كلامه ذهبت الآنسة مارثا إلى الغرفة الخلفية و خلعت عن خصرها حزامها الحريري المنقّط باللون الأزرق وارتدت الحزام البني القديم الذي كانت ترتديه، ثم سكبت مزيج بذور السفرجل والبوراكس من النافذة في علبة الرماد، مسكينة الآنسة مارثا استسلمت مرة أخرى لحياة العزوبية حيث خلعت ملابسها الفاخرة وألقت بتركيبة جمالها في علبة الرماد.

المصدر: Witches' Loaveshttps://www.enotes.com/homework-help/why-ohenry-call-his-story-witches-loaves-179615Witches' Loaves https://americanliterature.com/author/o-henry/short-story/witches-loavesWitches' Loaveshttps://lingualeo.com/es/jungle/ohenry-witches-loaves-152437


شارك المقالة: