أسلوب التعجب في اللغة العربية

اقرأ في هذا المقال


قد يثير شيءٌ في الإنسان الدّهشة والتّعجّب لأمرٍ ما، حُسنًا أو قُبحًا، فيعبّر عن ذلك في أساليب تعجّبية متنوعة قياسية وسماعية.

تفريق أسلوب التعجب من غيره 

– ما أغرب الدّهر! وما أعظمنا! فقد تغيّر الدّهرُ وغيرّنا.

– ما أجمل لون الورود!

– أكرم بالشجاع!

عند قراءة لهذه الجمل ستجعلنا نلاحظ أنها اشتملت على جمل تُظهر الإعجاب، ففي الجملة الأولى وصفت الدّهر بالغرابة، والتعجب من عظمتنا، وفي الجملة الثانية يظهر الإعجاب بالورود.

تعريف أسلوب التعجب 

التعجب لغة: من عجِب، والعُجب والعَجب هو إنكار ما يرد عليك لقلة اعتياده. والتعجب: أن نرى الأشياء وتعجبنا، ونعتقد أننا لم نر مثيلها.

أما التعجب اصطلاحا: فهو القيام بتعظيم والزيادة في الوصف للشيء المتعجب منه.

ونستنتج هنا إلى أن أسلوب التعجب هو من الأساليب المستخدمة ليقوم المتكلم باللجوء إليه للتعبير عن عظمته واندهاشه لصفة معينة في أمر ما.

أمثلة على أسلوب التعجب 

ما أحسن إتقان الممثل المسرحيّ لدوره!

– ما أجمل أن يقال الحقُّ دايْمًا!

– ما أعظم ألّا ينسى الرّجل وطنه!

صيغة أسلوب التعجب

للتعجب صيغتان معروفتان وهما كما يلي:

1 – ما أفعلَ 

تتكون هذه الصيغة من أمور ثلاثة هي: ما + فغل التعجب + المتعجب منه.

2 – أفْعِلْ به 

تتكون هذه الصيغة من أمور ثلاثة هي: فعل التعجب + الباء + المتعجب منه.

إعراب صيغة التعجب

1 – ما أفعل

ما: تسمى ما التعجبية وهي نكرة تامة يُعنى بها شيء وتكون في حالة البناء على السكون في محل رفع مبتدأ.

أفعل (فعل التعجب): هو فعل ماض جامد، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره هو.

المتعجب منه: وهو الاسم المنصوب ويكون مكانه بعد فعل التعجب، وهو منصوب على اعتبار أنه مفعول به، والجملة الفعلية تكون في محل رفع خبر ما.

مثال: ما أعظم العلم!

2 – أفعل به 

أفعل (فعل التعجب): يقوم المعربون بوصفه فيقولون: فعل ماضٍ جاء على شكل الأمر، وهي جملة غريبة، فكأن هذا الفعل في التقدير ماضٍ، ولكنه في الشكل فعل أمر، ويترتب على ذلك أمران:

الأول: أن يتم إعرابه هو نفسه على أنه فعل أمر.

الثاني: أن يتم إعراب ما بعده على حساب أنه فعل ماض.

الباء: حرف جر، فالاسم الذي يأتي بعدها يكون مجرور لفظًا، لكنه يكون فاعل بالتقدير.

المتعجب منه: يكون مجرور بالباء باللفظ، لكنه فاعل في التقدير لفعل التعجب، وذلك على حساب أنه فعل ماضي تقديراً.

مثال: أَعذِبْ بالشعر أدبا وتمجيدا.

أصلها تقديراً: أعذَبَ الشعر أدبا وتقديرا.

شروط صيغة التعجب 

يجب أن تتوفر ثمانية شروط لفعلي التعجب:

1 – أن يصاغ فعل التعجب من الماضي، مثل:

– ما أحسن المطالعة.

2 – يصاغ فعل التعجب من الفعل الثلاثي، مثل: ما أجمل الربيع (صيغ فعل التعجب من الفعل الثلاثي جملَ).

3 – يصاغ فعل التعجب من الفعل المتصرف، مثل:

– ما أقبح الكذب.

– أعظِمْ بالشجعان.

صيغ فعلا التعجب (أقبح، أعظم) من فعلين متصرفين هما: عَظُمَ، وقَبَحَ.

4 – يصاغ فعل التعجب من الفعل القابل للتفاضل، والتفاوت، مثل:

– ما أشجع الفرسان.

– ما أسرع النمر.

صيغ فعلا التعجب (أشجع، أسرع) من الفعلين: شَجُعَ، وسَرُعَ، وهما يقبلان التفاوت فنستطيع القول: القوي أشجع من الضعيف أو النمر أسرع من الكلب.

5 – يصاغ فعل التعجب من الفعل المبني للمعلوم، مثل:

– ما ألطف القطط!

– ألطِف القطط.

صيغ فعلا التعجب (ألطَفَ، وألْطِفْ) من الفعل لَطَفَ، ولا يمكن صياغتهما من الفعل المبني للمجهول (لُطِفَ).

6 – يصاغ فعل التعجب من الفعل التام، مثل:

– ما أنظف المدرسة (صيغ من الفعل التام نَظْفَ).

7 – أن لا تكون الصفة منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء، مثل:

– ما أفضل الحديقة.

– ما أتفه الرجل المتهور.

لكن لا يجوز أن نقول: ما أحمر التفاحة- أو ما أخضر الشجر!

8 – يصاغ فعل التعجب من الفعل المثبت، مثل:

– ما أطهر المصلي!

صيغ فعل التعجب (أطهر) من الفعل المثبت (طَهُرَ)، ولا يجوز أن يصاغ فعل التعجب من الفعل المنفي.

كيف نتعجب من فعل لم يستوف الشروط 

1 – إذا كان الفعل المتعجب منه فوق الثلاثي جئنا بفعل مستوف للشروط : أعظم، أكثر، أشد، ثم نأتي بمصدر هذا الفعل منصوبا بعد فعل التعجب.

إذا أردنا مثلاً التعجب من الفعل انتصر نقول:

– ما أجمل انتصار المسلمين! – او أجمل بانتصار المسلمين! (انتصار مصدر الفعل انتصر).

2 – أما إذا كانت صفة الفعل على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء نأتي بفعل مستوفي للشروط التي ذكرناها، ثم بمصدر هذا الفعل منصوبًا، مثل:

– ما اشدّ حمرة الورود!

– ما أجمل خضرة الأشجار!

3 – وأما إذا أردنا التعجب من الفعل المنفي نأتي بفعل مستوف للشروط وبعده أن المصدرية ثم بالفعل المنفي.

– ما أحسن أن لا يخيب من طلب!

4 – إذا كان الفعل مبنيا للمجهول جئنا بفعل مستوف للشروط، ونضيف بعده ما المصدرية، ثم نأتي بالفعل المبني للمجهول، مثل:

– ما أكثر ما كوفئَ المجتهد!

5 – واذا كان الفعل ناقصاً، جئنا بفعل مستوف للشروط ثم بمصدر الفعل الناقص إن كان له مصدر، مثل:

– ما أروع كون الجوّ معتدلا هذا اليوم!

– أروع بكونِ الجوّ معتدلا هذا اليوم!

أساليب التعجب السماعية 

ونقصد بهذا تلك الأساليب التي هي لغير التعجب، ثم تدل عليه بالاستعمال المجازي، مثل:

1 – سبحان الله.

2 – لله درّه.

3 – التعجب بالاستفهام.

4 – التعجب بالنداء.

5 – التعجب ب فَعُلَ.

6 – استعمال المصدر عجب ومشتقاته مثل عَجِبَ و عجيب في التعجب.

أحكام خاصة بأسلوب التعجب 

1 – لا يمكن تقديم معمول فعلي التعجب عليهما فلا نستطيع أن نقول:

ما أحمدا أعلم!

2 – لا يمكن أن نفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه إلا بالظرف أو الجار والمجرور ويكون متعلق الظرف أو الجار و المجرور، مثل:

– ما أروع ليلةَ اكتمال القمر!

– ما أجمل بأزهار الحديقة!

3 – نستطيع زيادة كان بين ما وفعل التعجب، مثل: ما كان أكرمَ حاتمًا.

4 – الأفعال الجامدة لا يتعجب منها أبدًا، مثل:

– ليس، عسى، بِئسَ، نِعمَ.

مثال على أسلوب التعجب مع الإعراب 

– ما أحسنَ المعلم!

ما: اسم نكرة تامة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.

أحسن: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو.

المعلم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.

مثال على أسلوب التعجب من القرآن 

قال تعالى: “قُتِلَ الإنسان مآ أكفره” (عبس 1).

مثال على بيت شعر عن أسلوب التعجب

ألا حبَّذا صحبةُ المكتبِ           وأحبِبْ بأيّامهِ أحبِبِ

أدوات التعجب

  • ما: وهي أكثر أدوات التعجب شيوعاً، وتُستخدم مع الفعل الماضي أو المصدر المؤول.
  • أي: وتُستخدم مع الفعل الماضي أو المصدر المؤول.
  • كم: وتُستخدم مع الفعل الماضي أو المصدر المؤول.
  • يا: وتُستخدم مع المنادى.
  • ما أشد: وتُستخدم مع المصدر المؤول.
  • ما أحسن: وتُستخدم مع المصدر المؤول.
  • ما أقبح: وتُستخدم مع المصدر المؤول.
  • ما أقوى: وتُستخدم مع المصدر المؤول.
  • ما أضعف: وتُستخدم مع المصدر المؤول.

نستنتج أن للتعجب القياسي صيغتان: ما أفعل! وأفِعلْ بِ ! والفعل الذي تصاغ منه صيغتا التعجب القياسي يجب ان تجتمع فيه شروط. وإذا كان الفعل ناقص أو غير ثلاثي أو الوصف منه على وزن أفعل الذي يكون المؤنث منه فعلاء توصلنا إلى التعجب منه بفعل ملائم وافي للشروط وجئنا بعده بمصدر المتعجب منه صريح أو مؤوّل.


شارك المقالة: