اقتباسات من مذكرات طبيبة

اقرأ في هذا المقال


” الكل أو لا شيء.. هذا هو مبدئي.. لن أقبل بأنصاف الأشياء”

نوال السعداوي

شفقتُ على الناس…كل الناس فهم الضحايا و هم أيضاً الجُناة.

كل مآسي المجتمع دخلت عيادتي .. كل نتائج التخفّي و الخداع استلقت امامي على منضدة الكشف…الحقائق المرة التي ينكرها الناس جاءت و تمددت تحت يدي على منضدة العمليات..

كان لا مفر لي من أنْ أخوض التجربة، أخطر تجربة في حياة المرأة، تجربة اختيار الرجل، تجربة البحث عن الحب.

إنّنا لا نعرف الصواب إلّا من خلال الخطأ، ليس في الخطأ ضعف أو غباء ولكن الاستمرار في الخطأ هو الضُّعف وهو الغباء.

الغرور يصنع من الرجلَ مخلوقاً غبياً.

إنّ الإنسان يولد عارياً ويموت عارياً وما تلك الأثواب التي يلبسها إلّا زيف يحاول أنْ يغطّي به حقيقته .

و لكنّ أمي تتحكم في حياتي و مستقبلي و جسدي و حتي خصلات شعري.. لماذا؟ لأنها ولدتني؟ جئتُ دون أنْ تعرفني .. و دون أنْ تختارني .. و دون أنْ أختارها.

ثلاثون عاماً من عمري دون أنْ أعرف الحقيقة، ودون أنْ أفهم الحياة، دون أنْ أحقّق ذاتي، وكيف كنت أحقّقها وأنا لا أفكر إلّا في أنْ آخذ وآخذ وتحقيق الذات لا يكون إلّا بأنْ أعطي وأعطي، ولكن كيف كان يمكنني أنْ أعطي شيئاً ليس له عندي وجود ؟

أليس هذا المجتمع الّذي يبيع أغاني الحب و الحرام هو نفسه المجتمع الذي ينصب المشنقة لكل من يقع في الحب و الغرام؟

إنّ حريتي لا أستمدُّها من خلايا ضعيفة من خلايا جسدي، وإنّ قيودي لا تنبع من خوف على عذرية واهية تمزقها خبطة عشواء وتوصلها غرز العلم، قيودي أضعها بنفسي حين أريد القيود، وحريتي أمارسها بإرادتي كما أفهم الحرية.

أيمكن لإنسان أنْ يحب مخلوقاً فُرِض عليه؟ .. و إذا كانت أمي تحبني بغريزتها، فأي فضل لها في هذا الحب؟ و هل هي ترتفع كثيرا عن القطة التي تحب أولادها حيناً و تأكلهم حينا” آخر؟ أليست هذه القسوة التي تعاملني بها هي أكثر إيلاماً لي مما لو إنها أكلتني؟

 وإذا كانت أمي تحبني حباً حقيقياً هدفه سعادتي و ليس سعادتها، فلماذا تكون كل رغباتها و أوامرها تتعارض مع راحتي و سعادتي؟

أنا أحب حقيقتي، أثق فيها و لا أستطيع إخفائها.

نقطة الضعف التي يرتكز عليها الرجل في محاولته السيطرة على المرأة .. حمايتها من الرجال .. غيرة الذكر على أنثاه .. يدّعي أنّه يخاف عليها وهو يخاف على نفسه .. يدّعي أنّه يحميها ليستحوذ عليها ويغلق عليها أربعة جدرانه.


شارك المقالة: