الطباق في الشعر

اقرأ في هذا المقال


الطباق في الشعر:

كان للطباق أثر فني في النصوص الشعرية، فهو يضيف للنص جمالية رائعة من ناحية اللفظ والدقة في المعنى، فقد أكثر الشعراء من استخدام الطباق في شعرهم ومن الشعراء أمروا القيس والفرزدق وغيرهم الكثير، فالطباق يضاف للشعر من أجل تحسين المعنى.

مفهوم الطباق عند البلاغيين:

  • فقـد عرفه ابـن قتيبـة بانـه:  ” يوصـف الشـيء بضـد صـفته للتطيـر والتفـاؤل، وللمبالغـة فـي الوصـف”.
  • فقد عرفه قدامة بن جعفر: ” أن يــؤتى بمعنيين متكافئين، والذي أريد بقولي متكافئين، في هـذا الموضـوع: متقاومـان، أما  مـن جهـة المضـادة أو السـلب،  أو غيرهـا مـن أقسام التقابل”.
  • تعريف أبو هلال العسكري: ” الجمـع بـين الشـيء وضـده فـي جـزء مـن أجـزاء الرسـالة أو الخطبـة أو البيـت مـن بيـوت القصـيدة مثـل الجمـع بـين السـواد والبيـاض والليـل والنهـار والحـر والبـرد”.

الطباق في الكلام:

يأتي الطباق في الكلام على أربع صور وهي:

  • يكون بين اسمين.
  • يكون بين فعلين.
  • يكون بين حرفين.
  • يكون بين اسم وفعل.

أمثلة على الطباق في الشعر:

  • قال الشاعر: 
    مِكرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدْبِرٍ معًا*** كجُلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من علِ مِكرّ
    طباق إيجاب (  الكر والفر والإقبال والإدبار مجتمعة في قوة الحصان لا في فعله؛ لأن فيها تضادًا).
  • قال الشاعر:
    وَقَدْ خَانَتْ الدُّنْيَا قُرونًا تَتَابَعُوا ** كَمَا خَانَ أَعْلَى الْبَيْتَ يَوْمًا أَسَافِلُهْ

    وَتُصْبِحُ فِيهَا آمِنًا ثُمَّ لَمْ تَكُنْ ** لِتَأْمنَ فِي وَادٍ بِهِ الْخَوْفُ نَازِلُ هْنا طباق إيجاب ( طباق بين أعلى وأسفل في البيت الأول، طباق بين الأمن والخوف في البيت الثاني).
  • قال الشاعر: 
    لا تَعجَبي يا سَلمُ من رَجُلٍ ***ضَحكَ المشيبُ برأسهِ فبَكى
    إيهام المطابقة ( كلمة ضحك المشيب يقصد بها الشاعر ظهور الشيب في رأسه، ولا تقابل بين ظهور الشيب والبكاء).
  • قال  الشاعر: 
    الكِبْرُ والحمْدُ ضِدّانِ اتّفاقُهما *** مثْلُ اتّفاقِ فَتَاءِ السّنّ والكِبَرِ
    طباق إيجاب ( بين كلمة الكبر والحمد، وبين كلمة فتاء السن والكبر).
  • قال الشاعر:
    وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم ***وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
    طباق سلب بين النفي والإثبات ( ننكر ولا ينكرون).
  • قال الشاعر: 
    أمَا والذي أبكى وأضحك والذي *** أمات وأحيا والذي أمره الأمر
    طباق حقيقي ( كلمة أبكى وأضحك، يقصد بهما المعنى الحقيقي، وبين كلمة أمات وأحيا يقصد بهما المعنى الحقيقي).
  • قال الشاعر:
    إذا نحن سِرنا بين شرق ومَغرب ***تَحَرَّك يقظان التراب ونائمُه
    طباق مجازي ( كلمة يقظان  والنائم، نسبت إلى التراب).
  • قال الشاعر: 
    ضَحِكَ الصُّبْحُ فَأَبْكَى مُقْلَتِي حِينَ *** وَلَّى نَافِرًا عَنْ مَضْجَعِي
    إيهام المطابقة ( الضحك هنا ليس ضد البكاء، بل يقصد كثرة ضوء الصباح لكن من ناحية اللفظ يوهم بالمطابقة).

المصدر: علم البديع/ عبد العزيز عتيق/ دار النهضة العربيةالمفصل في علوم البلاغة/ عيسى علي عاكوب/ منشورات جامعة حلبمدخل إلى علم الدلالة/ فتح الله سليمان/ مكتبة الآداب


شارك المقالة: