الشاعر العُمانيُّ

اقرأ في هذا المقال



اسمة و نشأتهُ
هو أبو عبدالله محمّد بن ذؤيب الفُقَيمي، لم يكن من أهل عُمَان، لكنّهُ كان يُقال لهُ عُمانيّ؛ لأنّهُ كان مشهوراً بالرّجز ومجيداً له، نُظرَ إليه وهو يسقي الإبل و يرتجز، فرآه غُلَيِّماً مصفرَّ الوجه ضريراً مطحولاً فقال: من هذا العُمانيُّ فلزمه الاسم، وإنَّما نسبهُ إلى عُمَان وبيئة أهلها مصفرَّة وجوههم مطحولون وكذلك البحران قال الشاعر :

من يسكُن البحرين يعظُم طِحالُهُ ويُغبِطْ بما في بطنهِ وهو جائعُ 


ودخل على الرشيد ليُنشدهُ وعليه قلنسوة طويلة وخقّ ساذج فقال له : إيَّاك تنشدني إلّا وعليك عمامة عظيمة الكور وخفّان دلمقان، والكور هو الدَّور من العمامة، فبكَّر عليهِ من الغد وقد تزيَّنَ بالزِّيّ المعروف للأعراب ثم أنشده وقبَّل يدهُ و قال: يا أمير المؤمنين، قد والله أنشدتُ مروان ورأيتُ وجهَهُ وقبّلتُ يدهُ وأخذت جائزته، ثم يزيد بن الوليد وإبراهيم بن الوليد، ثم السفاح، ثم المنصور، ثم المهدي، وكلُّ هؤلاء رأيتُ وجوههم و قبّلت أيديهم، وأخذت جوائزهم إلى كثير من أشباه الخلفاء، و كِبار الأمراء، والسادة، والرؤساء، لا والله ما رأيتُ فيهم أبهى منظراً، ولا أحسن وجهاً، ولا أنعم كفّاً، ولا أندى راحةً منك يا أمير المؤمنين، فأعظم لهُ الجائزة على شعرهِ، وأضعف لهُ على كلامه و أقبل عليه فبَسطهُ حتى تمنى جميع من حضر أنّهُ قام ذلك المقام.
نشأته
نشأ محمد بن ذؤيب العُمانيّ في مدينة البصرة في العراق، وكانت ولادتهُ في سنة 67 هجريّة، حيث يعود نسبهُ إلى بني حنضلة بن مالك بن يزيد بن مناة بن تميم، اتَّصل العُمانيّ بهارون الرشيد، حيث توثقت صِلته به، وألف محمد بن ذؤيب العديد من القصائد و الرجز معاً في ذات الوقت.
صفات شعر العُمانيّ

  • يتّصف شعر العُمانيّ بالعذوبة، و السهولة.
  • لا يشمل شعرهُ على ألفاظ غريبة، أوغليطة.
  • يتناول شعره المديح، و كذلك الوصف.
  • أجاد وصف الفرس و النعام بوجه خاص.

وفاة محمد بن ذؤيب العماني
تُوفّي العُماني وهو ابن مئة وثلاثين سنة.

أشهر ما قالهُ و نظّمهُ الشاعر محمد بن ذؤيب العُمانيّ

لمّا أتانا خبرٌ مشهر أغر لا يَخفـى عـلـى مـن يَبـصـر

جاء به الكوفيّ والمبصرِ والراكبِ المنـجـدِ والـمـغـورِ

وللرجال: حَسبكم لا تَكثروا فاز بها مُحـمـد فـأقـصـروا

قد كان هذا قَبل هذا يَذكر في كُتبِ العلمِ التـي تـُسـطّـر

فقل لمن كان قديماً يتجر: قد نشر العدل فبيعوا واشـتـروا

وشرقوا وغربوا وبشروا فقد كفى اللـه الـذي يسـتـقـدر

بمنه أفعال ما قد يحذر والسيف عنا مغـمـدٌ مـا يشـهـر

وقلد الأمر الأغر الأزهر نوء السماكين الذي يستـمـطـرُ

بوجهه إن كان عام أغبـر سـرت بـه أسـرةٌ ومـنـبـر

وابتهج الناس به واستبشروا وهَلّلـوا لـربـهـم وكـبـروا


المصدر: كتاب الممدوحون في الشعراء.


شارك المقالة: