الفلسفة الشرقية الهندوسية

اقرأ في هذا المقال



هناك جدال بين الباحثين والدارسين حول أقدمية الفلسفات الشرقية والغربية، فمنهم من أعتبر أنّ الفلسفة الشرقية أقدم من الغربية ومنهم ما خالف تلك الوجهه، فقد عرفت الفلسفة الشرقية في القدم وتعد من أهم الفلسفات التي درست في التاريخ الإنساني، مع أنه واجهت هذه الفلسفة الكثير من الإنتقادات لعدة أسابا من مثل أنها تركّز على الجانب الروحاني إذ أنها فلسفة لاهوتية، وتوجهت للإهتمام بأمور وقضايا الإنسان، بينما راحت الفلسفة الغربية نحو الفلسفة النظرية البحتة، وتدور حول العقل وفلسفة الموت بلا منازع.

أصل الفلسفة الهندوسية:

تعود نشأة وظهور الفلسفة الشرقية لبلاد الصين والهند أي في منطقة شرق وجنوب آسيا، فظهرت الفلسفة الهندوسية في الهند، وكانت في الغالب ترتبط في السابق بشكل ما من الاشكال بالديانة الهندوسية، فقد تفوقت الهند في فلسفتها كما الطب، فنرى على سبيل المثال لا الحصر أنّ أفلاطون وفيثاغورس وكذلك بارمنيدس قد تأثروا بشكل ما بالميتافيزيقيا الهندية، فتميزت الفلسفة الهندية بمادئها الرئيسية مصادر نصوصها المتقاربة، وبالتركيز الذي يتشابه على علم الوجود والقضايا التي تتعلق بالخلاص وعلى علم الكون او الكونيات.

مدارس الفلسفة الهندوسية:

مذهب أستيكا:

وهي المذاهب التي قبلت بالفيدا كأساس للسلطة، هناك ستة مدارس للمذهب وللفكر الأستيكية:

المنطق أو نيابا:

واهتم هذا الفكر باكتشاف مصادر المعرفة، فهو عبارة عن مجموعة النظريات المنطقية التي تعود إلى ألفي عام، وكلمة نيابا تعني تدليل، أي وسيلة وطريقة لهداية وتنوير العقل للوصول إلى نتيجة.

ومن أهم نصوص هذا الفكر هو نص – سوترا نيابا – وهناك من يشير إلى أنه يعود لشخص اسمه جوتاما للفترة الزمنية قدروه الباحثين والمؤرخين بين القرن الثالث ما قبل الميلاد والقرن الأول لما بعد الميلاد، وحمل النص هدف سعى إليه جواتاما كما يقول مفكرين الهنود بالخلاص من طغيان وسطوة الشهوات، أو ما يدعى بالنرفانا والتي يمكن تحقيقها بالتفكير المنطقي الواضح المتسق.

ومن الواضح أن من سبق من أسلاف جوتاما التابعين لمذهب نيابا كانو ملاحدة، بينما أخذ أتباعه منحناً آخر بدراستهم وبحثهم بالنظرية المعرفة، سعياً منهم بتقديم دستوراً مستجداً في الهند يقوم على البحث والتفكير، ويرفد الهند بثاموس غني بالمصطلحات والألفاظ الفلسفية.

فايشيشيكا:

الفايشيشيكا مصطلح اشتّق من كلمة فيشيشا والتي تعني الجزئية، وأبرز فلاسفة هذا الفكر الإستيكي هو كانادا والذي يعني إسمه آكل الذرات، ومنه نستدل على أساس هذه المدرسة التجريبية ببحثها ودراستها الذرة، ويعتبر كانادا بأنّ العالم ما هو إلّا ذرات وفراغ، حيث قانون الذي تتحرك فيه هذه الذرات بفعل قوة غير مشخصة، وهو ما أطلق عليه بمصطلح أدرشتا وتعني الخفي.

سامخيا:

ومعناها السرد، ومؤسس هذا المذهب وأبرز رواده هو كابيلا في القرن السادس قبل الميلاد، ويتألف العالم برأي كابيلا من خمسة وعشرون حقيقة:

  1. العنصر.
  2. الذكاء.
  3. الحواس الخمسة، أو مجموعة القوى المرتبطة بالعالم الخارجي.
  4. الحواس الخمسة -حاسة البصر-.
  5. الحواس الخمسة -حاسة السمع-.
  6. الحواس الخمسة -حاسة الشم-.
  7. الحواس الخمسة -حاسة الذوق-.
  8. الحواس الخمسة -حاسة اللمس-.
    ومجموعة الحقائق من 1-8 تمتزج وتتعاون لإنتاج الحقائق من 10 – 24
  9. – ماناس وتعني العقل وهو مصدر الإدراك للفكر.
    – أعضاء الجسم للحواس الخمسة المتمثلة ب:
  10. العين.
  11. الأذن.
  12. الأنف.
  13. اللسان.
  14. الجلد.
    – أعضاء الفعل الخمسة وهي:
  15. الحنجرة.
  16. اليدان.
  17. القدمان.
  18. أعضاء الإفراز.
  19. أعضاء النسل.
    – العالم الخارجي وعناصره:
  20. الأثير.
  21. الهواء.
  22. النار والضوء.
  23. الماء.
  24. التراب.
  25. الروح وأطلق عليها مصطلح بوروشا وتعني الشخص.

اليوغا:

هذا المذهب يؤكد على دور التأمل في حياة الفرد وتحرره، وازدهرت في عصر بوذا، فهدفت إلى تحرير النفس من كل إحساس وارتباط للجسد بشهواته، ويمر ممارسي اليوغا في هذا المذهب بثماني مراحل:

  1. ياما: موت الشهوة.
  2. نياما: وهي اتباع خطوات بدائية وأساسية للوصول لليوغا من مثل النظافة.
  3. أسانا: وهي وضعية الجسد التي يكون عليها ممارس اليوغا.
  4. براناياما: تنظيم طريقة التنفس من شهيق وزفير.
  5. براتياكارا: التجريد
  6. ذارانا: التركيز.
  7. ذيانا: التأمل.
  8. ساماذي: تأمل الغيبوبة.

ميمامسا:

هو ضرب من ضروب التصوف والأقرب إلى الدين أكثر منه إلى الفلسفة، ومن رواد هذا المذهب هو جيميني.

فيدانتا:

وتعني ختام الفيدات، والتي تعد الجزء الأخير من العرفة، حيث هيمنت هذه الفلسفة في العصور ما بعد الوسطى على الهندوسية.

مذهب ناستيكا:

هو المذهب الذي لم يؤمن ويتقبل الفيدا كنص موثوق به، بل تؤكد على التقاليد الفكرية، وهناك اربعة مذاهب فكرية لها:

  1. شارفاكا: تتبع الفكر والمذهب المادي الذي يتقبل وجود إرادة حرة.
  2. آجيفيكا: بخلاف سابقتها فهي لا تتقبل وجود الإرادة الحرة، مع اتفاقها بفركها المادي.
  3. البوذية: تبنى هذه المدرسة على أسس تعاليم وتنوير جواتاما بوذا، وتنكر وجود – الروح – والنفس- كشيئين تامان.
  4. الجاذبية: بخلاف ما قبلها تؤمن بوجود أتمان -الروح – النفس-، وتبني تعاليمها وتنويرها بما عرف بتيرثانكارا قائمين بأربعة وعشرون معلم.

المصدر: أطلس الفلسفة، ترجمة د. جورج كتورة، الطبعة الثانية 2007، المكتبة الشرقية.أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والإستشفاء المعاصرة، د. فوز الكردي، الطبعة الأولى 2015. الحكمة الهندوسية، معتقدات فلسفات ونصوص، ريما صعب، جورج حلو، روبير كفوري، الطبعة الأولى 1998.Philosophies of India, Author Heinrich Robert Zimmer, Publisher Princeton University Press, Bollingen Series XXVI 2020.


شارك المقالة: