اللكنات الكندية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تاريخ اللغة الإنجليزية الكندية:

واجهت كندا دائماً العديد من العقبات في تعريف نفسها للعالم الخارجي. حيث تعد كندا دولة ذات كثافة سكانية قليلة يبلغ عدد سكانها ما يقارب 35 مليون نسمة، والتي طغت عليها البلد المجاورة لها بكل سهولة ويسر، حيث تعد جارتها دولة قوية للغاية يبلغ عدد سكانها ما يقارب 319 مليون نسمة وتتمتع بنفوذ اقتصادي قوي للغاية، كما أنها تعتبر من رواد العالم في صناعة الأفلام الضخمة والأعمال التلفزيونية عالية الجودة.

كما أن تاريخ كندا يفتقر إلى القوس الأسطوري الكبير مقارنة بالبلدان الأخرى ولكن هناك لغز كبير في اللهجة الكندية، فعلى سبيل المثال معظم الناس خارج أمريكيا الشمالية يكاد يكون من المستحيل لهم التمييز بين اللهجة الأمريكية النموذجية (Standard English)، لدرجة أن الكثير من الأجانب يخلطون بين الاثنين عندما يسافرون إلى الخارج؛ وبسبب ذلك يشعر الكنديون بالحاجة إلى إرفاق علم دولتهم على حقائب الظهر الخاصة بهم لجعل الناس يميزوهم عن غيرهم.

ولكن على الرغم من شكوك بعض الناس فهنالك في الواقع طريقة كندية فريدة للتحدث، حيث تعتبر هذه الطريقة دقيقة جداً ويصعب تمييزها، ولكنها تعد طريقة مرنة بشكل ملحوظ وواضح.

فعلى مدى العديد من العقود الماضية، هدد الترابط المتزايد في العالم عددٍ من اللهجات المحلية في جميع الدول في كل أنحاء العالم، ولكن وفقاً لتشارلز بوبيرج، الأستاذ المشارك في علم اللغويات أو ما يعرف بعلم اللسانيات في جامعة ماكجيل ومؤلف كتاب اللغة الانجليزية في كندا، فإن اللهجة الكندية لهجة ثابتة وقوية ذات رواسخ حيث قال الهوية اللغوية الكندية موجودة لتبقى ثابتة على المدى الطويل والبعيد.

يعد السبب الرئيسي لصعوبة التعرف على اللهجة الكندية سبب تاريخي بحت، فتشكلت اللغة الإنجليزية الكندية عن طريق المهاجرين الأوائل القادمون من المملكة المتحدة، وأيرلندا، ولكنها تأثرت أكثر بكثير بوصول حوالي (45000) من الموالين للتاج والحكم البريطاني خلال الحرب الثورية الأمريكية فبحلول اندلاع حرب عام (1812) وبعدها ببضعة عقود، كان جزء كبير من سكان أونتاريو سالتي كان يبلغ عدد سكانها ما يقارب(100000) نسمة من أصل أمريكي.

فكانت النتيجة (خاصة في غرب كيبيك) لهجة طفيفة شكلتها الإنجليزية البريطانية، ولكن أكثر من ذلك بكثير من قبل الإنجليزية الأمريكية الاستعمارية في القرن الثامن عشر.

ونظراً لأن سكان أونتاريو كانوا مسؤولين إلى حد كبير عن الاستقرار الذي حصل في غرب كندا في العقود التالية، انتشرت لهجتهم الأمريكية في جميع أنحاء البلاد وأصبحت في النهاية اللهجة الفعلية لغالبية سكان كندا. ولكن هناك بعض الاستثناءات فسكان نيوفاوندلاند (الذين شكلوا بشكل غير متناسب من قبل المهاجرين من جنوب غرب إنجلترا وجنوب شرق أيرلندا وبما أنهم يعيشون في جزيرة معزولة جغرافيا ولم تنظم إلا في عام 1949 إلى كندا) احتفظوا بطريقة تحدثهم والتي تختلف بشكل كبير عن بقية المتحدثون في البلاد.

كما أن أجزاء أخرى من شرق كندا – بما في ذلك جزيرة كيب برايتون وأجزاء من جزيرة الأمير إدوارد – احتفظوا بلمسات مميزة على لغتهم ولهجتهم.

ولكن إذا سافر شخص ما إلى غرب كندا (على سبيل المثال، مانيتوبا وساسكا تشوان وألبرتا وكولوجيا البريطانية) تصبح اللهجة الأمريكية أكثر شيوعاً واستخدماً ولايمكن تمييزها محلياً.

فيقول بوبيرج “كان الغرب تنصهر فيه المستوطنين من العديد من المناطق ولذلك كان هناك تسويه للخلافات،ليس فقط في كندا ولاكن كذلك في الولايات المتحده الامريكية“.

فيمتد عمق الاستيطان في غرب كندا الى تسعينات القرن التاسع عشر، ونظرا لكون العمق الزمني والكثافة السكانية شحيحة جداً في كندا، فإن ذلك يشجع على انتشار التجانس والتسوية في المجتمعات وهذا يجعل من الصعب للغاية (حتى لنسبة للكنديون) معرفة الفرق بين شخص من وينيبيغ وشخص من فانكوفر في كندا أو شخص من سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالنسبة لمعظم الناطقين باللغة الإنجليزية من غير الناطقين بها، فإن التمييز بشكل عام بين اللهجات الأمريكية والكندية أمر صعب للغاية – فيقارن (Boberg) ذلك بإخبار الفرق بين الصفات المميزة المفيدة لبيان الفرق بين منطقتين صغيرتين في المملكة المتحدة – لكن اللغويون عزلوا بعض الصفات المميزة المفيدة لبيان الفرق بين هذه اللهجات فالكنديون يميلون نحو محو الاختلاف بين هذه أحرف العلة التي تأتي من الجزء السفلي من الفم.

فالكنديون في وندسور ينطقون كلمة (Stack) بنفس الطريقة التي ينطق بها الأمريكيون كلمة (Stock) في مدينة ديترويت في ولاية ميشيغن الأمريكية المجاورة.

وفقاً لـ(Boberg)، يجب على الأشخاص الذين يحاولون عرض اللهجة الكندية التركيز على صوتين، فيفعل الكنديون شيئاً يُسمى بـ (Canadian Raising)، فما يعني أنهم ينطقون بعض حروف العلة المكونة من جزئين (أو ما يعرف بـ (dipthongs) بجزء أعلى من أفواههم من الأشخاص من المناطق الأخرى التي تتحدث اللغة الإنجليزية- وهذا ما يجعل أصوات (ou) في كلمات متعددة مثل (out) و(about) ليتم نطقها بطريقة أشبه ب (oot) و(aboot).

ووفقاً لـ (Boberg) فيعد الصوت الأكثر دلالة على اللهجة الكندية هو ميل الكنديون إلى استخدام صوت “æ”في كلمات مثل (Mantra)و(Pasta)، على العكس النطق السفلي (الأكثر صوتاً) الذي يفضله ويستخدمه الأمريكيون.

الانجراف القاري للّغة الإنجليزية الكندية:

في السنوات الأخيرة لاحظ الأكاديميين أن اللهجة الكندية تشهد تغيراً غريباً، وعرف هذا التحول باسم “تحول الحروف المتحركة الكندية”، فأصبحت حروف العلة بين مجموعة متنوعة من التركيبة السكانية أعلى وأكثر وضوحاً في الفم.

ولكن الأسباب لهذا التحول غير واضحة، ولكن لايعد الكنديون هم الوحيدون الذين خضعوا لهذا التغير، فيحدث شئ مشابه في أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك ولاية كاليفورنيا.

ولم تشهد أجزاء أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك بعض المناطق الشمالية هذا التحول، ولذلك ينتهي الأمر بتضخيم الاختلافات بين اللهجتين بدلاً من التشويش عليهما.

إن حقيقة كون اللهجة الكندية صمدت كل هذه المدة على الرغم من قرون من التقارب المادي والثقافي الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، دليل على ارتباط الناس بهويتهم الوطنية الكندية. فعندما يصل مهاجرون جدد إلى كندا، لا يزالون يتبنون أنماطا كندية مميزة في الكلام – ومن غير المحتمل أن يتغير ذلك في أي وقت قريب لدى هؤلاء الأشخاص.

وكما يوضح (Boberg)، هناك نوعان من الديناميكيات التي تحدد بشكل عام كيف يتحدث أعضاء المجتمع المعاصر (إحداهما رغبة في أن يكون ” عالميًا ومتطوراً”، والآخر هو رغبته في أن يبدو كعضو في مجتمعه). حيث يقول هنالك صراع متمثل في عدم الرغبة في أن تبدو محليا بشكل محرج، ولكن عدم الرغبة في أن تبدو عالمياً ومتعجرفاً.

تقسيم اللكنات الكندية:

تنقسم اللكنات في كندا إلى مجموعتين لغويتين رئيسيتين، وهما المتحدثون باللغة الإنجليزية والمتحدثون باللغة الفرنسية – الذين يتعلموا وعلى مدار 300 عام من التعايش أن يكرهوا ويبغضوا بعضهم البعض. فهناك عدة حالات ومواقف تم فيها السخرية من اللهجة الكندية وهما مع بوب ودوغ ماكنزي من (SCTV)، وفي ساوث بارك، حيث ضحكت الأمم المتحدة بأكملها على السفير الكندي.

وهناك عدة لكنات يتم التحدث بها في كندا تبعا لعدة فوراق وهي:

1. كولومبيا البريطانية.

2. ألبرتا/ البراري.

3. سكاربورو.

4. كيبيك الإنجليزية.

5. الإنجليزية التي يتحدث بها الفرنكوفونيون.

6. كيبيك الفرنسية.

7. مارتيميس.

8. الفرنسية الأكادية.

9. نيوفاوندلاند الإنجليزية.

10. الأمم الأولى.

المصدر: Ralph Gustafson Canadian AccentRalph Gustafson Canadian Accent - A Collection of Stories and Poems by Contemporary Writers From CanadaAccent on Canadian English: A Pronunciation Program for Speakers of English As a Second Language Front Cover Lisa Bjerke Lisa Bjerke & Maria Iannelli-Guajardo, 2007 Ann Cook American Accent Training, 2nd Edition Book


شارك المقالة: