المفعول به

اقرأ في هذا المقال


تعريف المفعول به :

هو اسمٌ منصوبٌ، يشير إلى من تعرض لفعل الفاعل، أو من وقع عليه الفعل لذا فهو أحد عناصر الجملة الفعلية التي تعدى فعلها، والناظر في اللغة يجد تنوع أشكال المفعول به وتعدد حالاته، فقد يأتي اسماً ظاهراً، أو ضميراً منفصلاُ، أو مؤولاً غير صريح. وقدم يلحظ البعض تقدمه في بعض الجمل وتأخره في بعضها الآخر.

أشكال المفعول به :

الاسم الظاهر :

وهنا يأتي المفعول به اسماً ظاهراً صريحاً معرباً، مثل : ( رسمَ الولدُ اللوحة َ).

رسمَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

الولدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

اللوحةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنّها تدل على شيء وقع عليها فعل الرسم.

الضمير:

وقد يأتي المفعول به على هيئة ضميرٍ متصلٍ أو منفصلٍ، ويكون مبنياً على السكون في محل نصب مفعول به، وتتعدد الضمائر في هذا الباب على النحو التالي:

  • ( إيا ): كقولنا: ( إياها منحَ المديرُ الجائزةَ )، إياها: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، وكما جاء في قوله تعالى”إياك نعبد وإياك نستعين”
  • ياء المتكلم: كقولنا: ( صافحني صديقي )، الياء المتصلة بالفعل صافح مبنية على السكون في محل نصب مفعول به.
  • هاء الغائب: كقولنا:(عرفته جواداً كريماً)، الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • كاف الخطاب: كقولنا: (علّمتكَ حرفةً مفيدةً )، جاءت الكاف المتصلة بالفعل علّم في محل نصب مفعول به.

مصدر مؤول :

قد يأتي المفعول به في بعض الجمل على نحو غير صريح، فيتم تأويله بمفرد وله شكلان:

  • المؤول بمصدر: في هذه الحالة تشتمل الجملة على حرف مصدري وفعل يتم تأويلهما لمصدر في محل نصب مفعول به. مثل: حاولتُ أنْ أنقذَ الأرنبَ.

حاولتُ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

أن: حرف مصدري ونصب، أنقذ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

(أن أنقذ ) يؤول للمصدر إنقاذ؛ فالمراد من الجملة معنى (حاولتُ إنقاذَ الأرنبِ)، وعلى ذلك نقول: والمصدر المؤول من أن أنقذ في محل نصب مفعول به.

  • المؤول بجملة: وهنا تأتي جملة داخل جملة لتؤول الجملة الثانية في محل نصب مفعول به، ومثال ذلك: (أيقنتُ الحقَ ينتصرُ.

أيقنتُ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

الحقَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ينتصرُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع فاعل

والجملة الفعلية(ينتصر) في محل نصب مفعول به ثاني، فالمعنى المراد من الجملة: أيقنت الحق منتصراً.

إعراب المفعول به:

ينصب المفعول به في جميع أحواله، ولكن تختلف علامة إعرابه باختلاف شكله جمعاً وإفراداً، تأنيثاً وتذكيراً على النحو التالي:

  • الفتحة الظاهرة: إذا كان صحيح الآخر أو معتلاً بالواو والياء، مثل: أكلَ خالدٌ التفاحةَ/ شكرَ خالدٌ القاضيَ.

أكلَ: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.

خالدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.

التفاحةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ( صحيح الآخر)

شكرَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره.

خالدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.

القاضيَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ( معتل الآخر)

  • الفتحة المقدرة: إذا جاء المفعول به معتل الآخر بالألف، نحو: أحضرَ سعيدٌ الحلوى.

أحضرَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره.

سعيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.

الحلوى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منعاً من ظهورها التعذر.

  • الياء والنون: في حالتي التثنية والجمع،مثل:
  • المثنى: ربحَ أحمدٌ كتابين.

ربحَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره.

أحمدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.

تفاحتَين: مفعول به منصوب بالياء والنون لأنّه مثنى.

الجمع: أطعمَ الرجلُ المتسولينَ.

أطعمَ: فعل ماض مبني على الفتح.

الرجلُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

المتسولينَ: مفعول به منصوب بالياء لأنّه جمع مذكر سالم.

  • الألف: إذا جاء المفعول به أحد الاسماء الخمسة، مثل: صاحبْ ذا الخلقِ الحسنِ.

صاحبْ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

ذا: مفعول به منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الخمسة.

  • الكسرة: في حالة جمع المؤنث السالم،نحو: شكرت الأمُّ المعلماتِ.
  • المعلماتِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنّه جمع مؤنث سالم.

تقديم المفعول به على الفاعل وتأخيره:

يقدم المفعول به على الفاعل أو يأخر تبعاً للحالات التالية :

  • يقدم المفعول به على الفاعل إذا أُمن اللبس في الجملة، وعلم أحدهما من الآخر  لقرينةٍ دالةٍ، نحو: ( أكرمتْ خالداً سلوى)، وإلا فيجب تقديم الفاعل نحو: (علّم خالدٌ زيداً)؛ بسبب خفاء الإعراب، وعدم وجود القرينة الدالة؛ فلإزالة اللبس وكشف الحيرة وجب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به.
  • يقدم المفعول به على الفاعل إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به، نحو: قوله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُه بكلماتٍ)، وقولنا: ( أكرم خالداً صديقُه)؛ وسبب ذلك: عدم جواز عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة.(ويشار إلى تحول الوجوب إلى جواز في حال اتصل بالمفعول به ضمير يعود على الفاعل، فيجوز لنا أن نقول: أطعم الرجلُ ماشيَته أو أطعم ماشيتَه الرجلُ؛ لأنّ الفاعل سواءٌ تقدم أو تأخر فرتبته التقديم.
  • يجب تقديم الفاعل على المفعول به إذا كان ضمرين كلاهما، نحو: (أطعمتُهُ)
  • إذا كان أحدهما ضميراً والآخر اسماً ظاهراً فلا بد من تقديم الضمير على الاسم الظاهر، نحو: (ساعدتُ مسناً)، و (ساعدني زيدٌ).
  • إذا حصر الفاعل أو المفعول به بالفعل بأداتي (إلّا أو إنّما) وجب تأخير المحصور بالفعل فاعلا كان أو مفعولا به. نحو: (ما أكرم خالدٌ إلا وليداً)، تأخر المفعول به لحصره بإلّا. و(ما أطعم الهرةَ إلا زيدٌ)، يلاحظ هنا تأخر الفاعل لحصره بإلا. وقولنا: (إنّما أكرم عادلاً زيدٌ)، حصر الفاعل (زيد) بإنما أوجبت تأخيره.

تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معاً:

يجب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل في أربعة أحوال:

  • أن يكون المفعول به اسم شرط أو مضافاً لاسم شرط. نحو: (أيّهم تساعدْ أساعد)، و(سبيل من تتبعْ يتبعْ بنوك).
  • أن يكون المفعول به اسم استفهام، أو مضافاً لاسم استفهام. نحو: (كم لوحةً رسمتَ؟)، و(لوحةَ من اشتريتَ؟).
    • أن يكون كم أو كأيّن الخبريتين، أو مضافاً إلى كم الخبرية. نحو: ( كم ضيفٍ أكرمتُ)، و(مسألةَ كم محتاجٍ قضيتُ). لأنّ هذه الأدوات إذا حضرت تصدرت الجملة ولا يجوز تأخيرها.
  • أن يكون منصوباً بجواب أمّا، ليكون فاصلا بين أمّا وجوابها. نحو قوله تعالى: ( فأمّا اليتيمَ فلا تقهر * وأمّا السائل َفلا تنهر)، ويزول وجوب التقديم إذا اشتملت الجملة على فاصل بين أمّا وجوابها، نحو: (أمّا اليومَ فاكتبْ ما شئتَ).

تقديم أحد المفعولين على الآخر:

إذا اشتملت الجملة على مفعولين كما هو الحال مع (ظنّ وأخواتها)، و(أعطى وأخواتها)،يقدم المفعول الأول على المفعول الثاني لكون أصله مبتدأً في جملة ظن وأخواتها، وبمعنى الفاعل في جملة أعطى وأخواتها، كما يجوز العكس شريطة أن يؤمَنَ اللبس. نحو: (ظننتُ الولدَ يتيماً أو ظننتُ يتيماً الولدَ)، (أعطيتُ الفقيرَ خبزاً أو أعطيتُ خبزاً الفقيرَ). ولكن هناك بعض الحالات توجب تقديم أحد المفعولين على الآخر ، على النحو التالي:

  • إذا ظهر في الجملة لبسٌ يحول دون الفهم الصحيح لها، وجب تقديم المفعول الأول، نحو: (ظننت وليداً خالداً)، المراد بالجملة أن وليداً هو المظنون أنّه خالدٌ.
  • إذا كان أحدهما ضميراً والآخر اسماً ظاهراً، وجب تقديم الضمير على الاسم الظاهر. نحو: (أعطيتكَ قلماً).
  • من حصر عليه الفعل وجب تأخيره. نحو: (ما كسوتُ خالداً إلا ثوباً) أو (ما كسوتُ ثوباً إلا خالداً).
  • يجب تأخير المفعول الأول إذا اشتمل على ضمير يعود إلى المفعول الثاني. نحو: (أعطِ المالَ صاحبَه)، ويجوز التأخير والتقديم إذا اشتمل المفعول الثاني على ضمير يعود الى المفعول الأول،نحو: (أعطيتُ الرجلَ أجرَهُ)، أو (أعطيتُ أجرَهُ الرجلَ).

شارك المقالة: