المفعول معه

اقرأ في هذا المقال


تعريف المفعول معه:

هو اسمٌ بعد واوٍ، يفهم منه مصاحبته لحدوث الفعل، وتسمّى هذه الواو: بواو المعية أو المصاحبة؛ ليخرخ من مفهومها واو العطف التي تفيد مشاركة ما بعدها وما قبلها بحكم الفعل.

نحو: (ركبَ خالدٌ وسعيدٌ القطار)، و (ركبَ خالدُ القطار وطلوعَ الفجرِ).

لو نظرنا للمثالين نجد اشتمال المثال الأول على واو العطف، التي تفيد مشاركة خالد وسعيد في فعل الركوب، بينما الواو في المثال الثاني فهي واو المعية؛ إذ يفهم ركوب خالدٍ القطار متزامناً مع طلوع الفجر ومصاحباً له؛ لذا يكون طلوع الفجر مفعولاً معه، وسعيدٌ اسم معطوف.

أحكام الإسم الواقع بعد الواو:

للاسم الواقع بعد الواو أربعة أحكامٍ:

  • وجوب النصب على المعية.
  • وجوب العطف.
  • رجحان النصب على المعية مع جواز العطف لضعفه.
  • رجحان العطف مع جواز النصب على المعية لضعفه.

وجوب النصب على المعية:

يشترط لوجوب نصب الاسم بعد الواو على المعية ما يلي:

  • أن يكون الاسم بعد الواو فضلةً وليس عمدةً، والمراد بذلك: قوام الجملة بدونه وعدم فساد المعنى فيها إذا استغني عنه).

نحو: (وصل سعيدٌ و نزولَ المطرِ)، فنزول المطر فضلة لا تدخل في حكم الفعل؛ فيكتمل المعنى بقولنا: ( وصل سعيدٌ)، وبهذا يكون نزولَ: مفعولاً معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

أمّا عند القول: (وصل سعيدٌ وسامرٌ)، نفهم مشاركة سامرٍ سعيداً في فعل الوصول، ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لذا فالواو عاطفة ،وسامرٌ :اسمٌ معطوفٌ يأخذ حكم المعطوف عليه في الإعراب وهو هنا الرفع.

  •  أن يكون ما قبل الواو جملة تامة، نحو: ( استيقظَ معاذٌ وصياحَ الديكِ)، صياحَ: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. أمّا إذا سبقت بمفرد، وجب عطف ما بعدها، نحو: (كلُّ طالبٍ واجتهاده).

كلُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.

طالبٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.

واجتهادِهُ: الواو: واو العطف، اجتهاد: معطوف على طالبٍ مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

والخبر محذوف وجوباً تقديره : كل طالب واجتهادهِ مقترنان.

  • أن تكون الواو بمعنى: (مع)، نحو: (دعوت الله ونزول المطرِ)، أي: دعوت الله مع نزولِ المطرِ، و (ما لك وراشداً؟)، أي: ما حاصل لك مع راشدٍ؟.

ويخرج ممّا سبق واو العطف، نحو: (كرَّم المديرُ عادلاً وزيداً)، وواو الحال، نحو: ( نظّفتُ الحديقةَ والسماءُ صافيةٌ).

  •  أن يُحدث العطفُ فساداً في معنى الجملة، نحو: ( أنهيت واجبي ووصولَ والدي)، فلو افترضنا أنّ الواو للعطف؛ اقتضى ذلك مشاركة وصول الوالد والواجب في حكم الفعل وهو الإنهاء، أي أنهيت واجبي وأنهيت وصول والدي،وهذا فساد ظاهر في المعنى.

متى يجب عطف ما بعد الواو:

  • إذا لم يسبق الواو جملة تامة.
  • إذا كانت الواو تفيد معنى المشاركة.
  • إذا كان الاسم بعد الواو عمدةً، مشاركٌ للاسم الذي قبلها في حكم الفعل، ولا يتصور اكتمال معنى الجملة بدونه.

رجحان النصب على المعية:

وهذا يقع في حالتين:

  1. أن يكون ما قبل الواو ضميراً متصلاً مرفوعاً أو مستتراً، لأنّ العطف وإن جاز من جهة المعنى، أحدث ضعفاً في تركيب الجملة؛ لكونه يخالف قواعد النحو التي تبين عدم جواز العطف على الضمير المتصل المرفوع أو المستتر إلّا أن يفصل بينهما بفاصلٍ  أو بضميرٍ منفصل يؤكد الضمير المتصل أو الضمير المستتر.

نحو: ( تخرجتُ وزيداً) و ( ارحل وهاشماً)، فعطف زيدٍ على المتصل ( التاء)، وهاشمٍ على الضمير المستتر في ارحل يخالف ما سبق وبالتالي يرجح النصب على المعية من هذه الجهة وإن جاز العطف من جهة المعنى، ويزول الضعف بإحضار الفاصل كالتالي:

  • تخرجتُ اليومَ وززيدٌ.
  • تخرجتُ أنا وزيدُ.
  • ارحل الآن وهاشمٌ.
  • ارحل أنت وهاشمٌ.

(ملاحظة): العطف على الضمير المنصوب المتصل جائز، نحو: ( أطعمتك وهاشماً)، ويشترط لجواز العطف على الضمير المتصل المجرور تكرار الجارِّ. نحو: ( تعلمت منك ومن أخيك) بالعطف،أو (تعلمت منك وأخاك) بالنصب على المعية. ولا يقال: (تعلمت منك وأخيك).

2. أن يقصد القائل المعية، ويفهم العطف من ظاهر قوله. نحو: (لا تطلب النجاحَ والكسلَ)، يفهم من ظاهر القول النهي عن طلب النجاح والكسل( أي الراحة والتقاعس عن العمل)، في حين يراد منها النهي عن طلب النجاح حين يجتمع مع الكسل.فيترجح النصب على المعية.

وأمّا العطف فيترجح حينما تخلو معه الجملة من ضعف من جهة المعنى ومن جهة التركيب نحو: ( وصل القائدُ والجيشُ).


شارك المقالة: