تعريف الأدب الأندلسي

اقرأ في هذا المقال


مميزات العصر الأندلسي

تميّز العصر الأندلسي بالآداب والعلوم، فهو منفتح على ثقافات الدول الأخرى أثر وتأثر بها، ازدهر الأدب الأندلسي بشكل لافت، ويعود سبب ذلك إلى الأحداث المتتالية التي جرت على أرضه سواء أحداث سياسية أو اجتماعية أو فكرية، وبرز في هذا العصر العديد من الأدباء والشعراء وسطع نجمهم في سماء الأدب.

تعريف الأدب الأندلسي

ظهر الأدب في عصر ذهبي مما ساعده ذلك على التطور والازدهار، وعُرف عن الأدب الأندلسي بأنه كل ما تم تدوينه من الآداب في الأندلس، ويشمل ذلك الشعر سواء أكانت تتناول الأغراض التقليدية مثل الغزل والمدح والرثاء وغيرها الكثير، أو تتناول الأغراض المستحدثة مثل الموشحات والأزجال والخطابة وغيرها.

ويُعرف عن الأدب الأندلسي أنه أدب رائع زخم، يحمل في طياته العديد من الأحداث والكثير من الذكريات الرائعة في ظل حضارة العرب التي تنبض بالعراقة والأصالة آنذاك.

أهمية الأدب العربي الأندلسي

الأدب الأندلسي هو أدب شامل متكامل الجوانب إذ استطاع تغطية كل جوانب الحياة الأندلسية، فهو بمثابة مرآة عكست جميع الأحداث والأمور في الأندلس، فحمل لنا في طياته حالات أهل الأندلس وما مروا به في ذلك العصر من جوع وفقر، وكذلك لهو وترف ومجون أو حالهم وقت الاحتلال وما حل بهم من ظلم واضطهاد وغيره من الصور.

تميز أدباء العصر الأندلسي ويمكن أن يعود ذلك إلى الترف والرفاهية التي كانوا يعيشونها، ولن ننسى دور الطبيعة الأندلسية الجميلة قامت بلعب دور هام في حياة أدباء الأندلس، وقد كانت الطبيعة الأندلسية هي الدافع  الأولي لهم منها يستدمون صورهم وألفاظهم الرائعة.

أشكال الأدب العربي الأندلسي

تنوعت أشكال الأدب في العصر الأندلسي ويرجع ذلك إلى الأحداث والتطورات التي مرت بها البلاد آنذاك، وأيضًا كان لدخول العديد من الأصول والأعراق المختلفة إلى بلاد الأندلس واندماجهم مع أهل الأندلس أثر في تطور الأدب وتنوعه، ومن الأشكال الأدبية التي ظهرت في الأندلس.

1- الشعر: تمكن الشعر من نيل مرتبة الشرف في الأدب الأندلسي دون منازع، ظهرت ملكة الشعر عند أهل الأندلس وبرز فيه نخبة كبيرة منهم وذاع صيتهم في نظم الأشعار في جميع الأغراض، حتى أنهم استحدثوا أغراضًا جديدة وطوروها وجعلوها تواكب الأحداث التي تجري في الأندلس.

تعددت الأغراض الشعرية التي نظم فيها الشعراء أجمل الأشعار سواء أكانت في الأغراض التقليدية المتعارف عليها عند الجميع مثل شعر الغزل، والرثاء وشعر الزهد الذي انتشر بشكل كبير في ذلك العصر وبرز فيه العديد من الشعراء وفي مقدمتهم أبو إسحاق الإلبيري وكذلك الشاعر الزاهد علي بن إسماعيل القرشي.

وتوجه شعراء الأندلس إلى استحداث أنواع وأغراض شعرية لمواكبة الأحداث والتطورات على أرض الأندلس، فظهر شعر المجون واللهو الذي ظهر في عصر ملوك الطوائف في مجالس اللهو والسمر آنذاك، وظهر نوع جديد في الرثاء وهو رثاء المدن التي سقطت بيد الأعداء وكذلك شعر الاستغاثة والاستصراخ، كما ظهر فن الموشحات والزجل الذي اشتهر به بلاد الأندلس وتميز في مجاله العديد من الشعراء.

ولم يغفل الشاعر الأندلسي عن نظم شعر يتحدث فيه عن حياته الخاصة وكذلك المهن التي يقوموا بها فهم لم يغفلوا عن أي جانب في حياتهم بل صوروها جميعها في أشعارهم، ومثال على ذلك الشاعر دانيال الكحال الذي كان طبيبًا للعيون، وكان يتناول جميع جوانب حياته في شعره.

2- النثر: سطع نجم أدباء العصر الأندلسي في مجال النثر، وقد تميزوا في هذا المجال واستحدثوا من الآداب النثرية الكثير من الخطابة، ومن القصص التأليفية، والمناظرات، والمقامة وغيره الكثير من الفنون النثرية.

خصائص الأدب الأندلسي

تميز الأدب الأندلسي مجموعة من السمات والخصائص التي ميزته عن باقي آداب العصور الأخرى ومن هذه الخصائص والسمات ما يلي:

1- تأثر الشعر الأندلسي بشكل كبير بالشعر الإسلامي وخاصة شعر المشرق العربي الذي انغمسوا فيه واصبحوا يقلدونه في جميع أغراض الشعر

2- ظهور أثر الطبيعة الأندلسية الخلابة في الشعر الأندلسي وقد كان للبيئة الأندلسية أثر كبير في نفوس شعراء الأندلس فهي الملهم الأول لهم في نظم الشعر.

3- تميز شعر شعراء الأندلس بالسهولة والبساطة وقدرته الرهيبة على تصوير الواقع والأحداث بشكل ميسر وواضح.

4- استخدام أروع الصور والتشبيهات موظفين الخيال في التعبير والتصورات.

5- كان الشعر الأندلسي يتميز بالإيقاع الموسيقي سواء أكان ذلك في ألفاظه أو تركيبته ويرجع ذلك ربما إلى الغناء الذي ظهر وانتشر بشكل كبير في مجالس اللهو والسمر آنذاك.

العصور التي مر بها الأدب الأندلسي

1- عصر الولاة: هو عصر ظهر فيه الفتن والحروب والصراعات.

2- عصر الإمارة: هو العصر الذي بدأ فيه بروز الأدباء ويرجع ذلك إلى اهتمام الحكام والملوك بالعلم والأدب.

3- فترة صراع الإمارة: في هذه الفترة تطور الأدب وازدهر بشكل كبير سواء ثقافيًا أو فكريًا أو اجتماعيًا، وكان جميع الأحداث التي تجري آنذاك.

4- عصر الخلافة: في هذا العصر سطع نجم الأدب وازهر بشكل واضح واهتم الخلفاء بالأدب والعلم آنذاك.

5- عصر ملوك الطوائف: وهي من أصعب العصور التي مرّت على أهل الأندلسي ومنها تم تقسيم الأندلس إلى دويلات وطوائف.

6- عصر المرابطين والموحدين: عمَّ الظلم وانتشر الفساد في هذا العصر وانتشرت الفوضى والاضطهاد لأهل الأندلس وتأثر بذلك الأدب الأندلسي.

7- عصر بني الأحمر: في هذا العصر بدأ الأدب الأندلسي بالضعف والانهيار.

أبرز أعلام الأدب الأندلسي

1- أبي الأجرب جعونة ابن الصمة.

2- عبد الرحمن الداخل.

3- يحيى بن حكم الغزال.

4- ابن دراج القسطلي.

5- ابن شهيد.

6- ابن حزم الأندلسي.

7- أبو إسحاق الإلبيري.

8- ابن خفاجة.

9- ابن سهل الإشبيلي.

10- لسان الدين الخطيب.

نماذج أدبية من الأدب العربي في الأندلس

شعر الغزل: تميز في هذا الشعر ابن زيدون وها هو ينظم أجمل الأشعار يصف فيها أيامه مع محبوبته ولادة فيقول:

أحسن عَلمِتَ حظَّك من ودادي

ولم تجهل مَحَلَّك من فؤادي

وقادني الهوى، فانقدت طوعًا

وما مكنت غيرك من قيادي

رضيت لي السَّقام لباسَ جسمٍ

كحلت الطَّرف منه بالسُّهادِ

وفي شعر وصف الطبيعة تميز الشاعر ابن خفاجة وكان متعلق جداً بالبيئة الأندلسية الخلابة حيث قال:

يا أهل أندلس لله دركم

ماء وظل وأشجار وأنهار

ما جنة الخلد إلا في دياركم

ولو تخيرت هذا كنت أختار

أما في مجال النثر تميز الفيلسوف الوزير لسان بن الخطيب في مجال كتابة الرسائل وفيما يلي رسالة كتبها لصديقه ابن خلدون وقال فيها:

” أما الشوق فحدث عن البحر ولا حرج، وأما الصبر فسل به أية درج، بعد أن تجاوز اللوى والمنعرج، لكن الشدة تعشق الفرج، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج، وأني بالصبر، على إبر الدبر، بل الضرب الهبر.”

وفي النهاية نستنتج أن الأدب الأندلسي تميز وازدهر في العصر الأندلسي وكان مواكبًا لجميع الأحداث والتطورات التي جرت على أرض الأندلس، وبرز فيه العديد من الأدباء والشعراء الذين أحدثوا نقلة نوعية بهذا الأدب العريق.


شارك المقالة: