حركة الترجمة في العصر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


عند الحديث عن الترجمة فإن الأمر يطول جدّاً؛ وذلك بسبب أن للترجمة في كل عصر سمات وتطوّرات خاصة به، بدأت الترجمة منذ عصر ما قبل الإسلام وهو العصر الجاهلي، واستمرّت خلال العصر العباسي والأموي حتى وقتنا هذا، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن حركة الترجمة في العصر الجاهلي.

الترجمة في العصر الجاهلي

بدأت حركة الترجمة في العصر الجاهلي على شكل الترجمات المختلفة إلى اللغة العربية، ومن أشهر ما تم ترجمته في العصر الجاهلي هو ترجمة الإنجيل، بالإضافة للنشاط التجاري الذي كان ظاهراً وجليّاً في العصر الجاهلي والذي استدعى وجود الترجمة؛ وذلك من أجل سهولة التواصل مع الدول المجاورة.

كما أن الكتب المقدسّة في العصر الجاهلي مثل كتاب التوراة والإنجيل غيره، كان هنالك الكثير من اليهود الذين يتحدثّون العربية ويقرؤون هذه الكتب المقدسّة باللغة العربية، وهم من يقطنون شمال الجزيرة وجنوبها، وكان هنالك أيضاً بعض الأشخاص الذين كانوا لا يعبدون الأصنام ومن أشهرهم (ورقة بن نوفل).

كان ورقة بن نوفل من أكثر الأشخاص الذين يكرهون عبادة الأوثان، وكان يتبع الدين النصراني، وبسبب حبه للتعرّف على الدين الإسلامي القادم؛ فقد كان يتقن الكثير من اللغات، الأمر الذي ساعده بقراءة العديد من الكتب بعدّة لغات، وقام بترجمة الكثير من النصوص المتواجدة في التوراة والإنجيل إلى العربية الفصحى، وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم أكثر من قرأ هذه النصوص بالعربية، لأنّه التقى بورقة بن نوفل وغيره من المستشرقين العرب.

وعلى الرغم من أن الترجمة كانت تقتصر فقط على التعاملات التجارية في العصر الجاهلي أكثر من ترجمة الكتب، إلّا أن الفضول الكبير لدى المستشرقين لمعرفة الأديان المختلفة والعقائد حثّهم على تعلّم اللغات للوصول إلى الترجمة، وبذلك كانت حركة الترجمة في العصر الجاهلي نوع من أنواع التواصل الثقافي.

ولا ننسى دور الترجمة بسبب التعاملات التجارية مع الفرس والهنود وغيرهم من الدول التجارية، وأثرها في تعزيز المكانة التجارية والاقتصادية لدول شبه الجزيرة العربية في ذلك العصر، ومع ذلك يمكننا القول أن الترجمة لم تبرز بشكل كافي في ذلك العصر، بل إنّها ازدهرت وتطوّرت في العصور التالية للعصر الجاهلي.


شارك المقالة: