حكاية مثل أذكى من إياس

اقرأ في هذا المقال


إن الأمم التي تعيش على هذه البسيطة تمتلك موروثًا ثقافيًّا خاصًّا بها، وذلك الموروث يعبّر بدوره ويصور الكثير من الأحداث والمناسبات، والتي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل، مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر.

فيم يضرب مثل “أذكى من إياس”؟


يُعتبر مثل “أذكى من إياس” أحد أشهر الأمثال التي تُضرب في ذكاء الأشخاص وصدق حدسهم، وللمثل قصة حدثت مع القاضي إياس بن معاوية بن قرة المزني، والذي تولى قضاء البصرة في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز، وقد عُرف بين الناس في عصره بصدق الحديث ورجاحة العقل.

قصة مثل “أذكى من إياس”:


يُروى أن القاضي إياس بن معاوية سمع في يوم من الأيام نباح كلب، غير أنه لم يره، فقال: هذا الكلب قد رُبط على طرف بئر، فنظر الناس فألفوا الكلب كما حدثهم إياس، فسألوه كيف عرفت ذلك؟، فقال لهم: عندما نبح الكلب سمعت نباحه يدوي من مكان واحد، ثم بعد ذلك سمعت صدى يجيبه، فعلمت أنه بجوار بئر.
من مواقف إياس كذلك التي تدل على شدة ذكائه أنه لما قدمت إليه أربعة من النساء قال لهن: إما أن إحداكن حامل والأخرى مرضع والأخرى ثيب والأخرى بكر، فتعجبت النسوة من صدق حدسه، فلما سألوه كيف عرفت هذا؟، فقال: أما الحامل فكانت تكلمني وترفع ثوبها عن بطنها، فعرفت أنها حامل والمرضع كانت تكلمني وتضرب على ثديها فعلمت أنها مرضعة، والثيب فكانت تكلمني وعيناها في عيني فعلمت من ذلك أنها ثيب، أما البكر فكانت تكلمني وعيناها في الأرض، لا ترفع طرفها فعلمت أنها بكر.

من القصص المشهورة عن ذكاء إياس كذلك، أنه شاهد جارية في المسجد معها طبق مغطى بمناديل، فلما رآها قال: معها جراد، ولما سألوه كيف علمت ذلك قال: رأيته خفيفًا على يدها، وقد بلغ إياس شهرة عظيمة في الذكاء والفطنة ورجاحة العقل، حتى صار مضربًا للأمثال في الذكاء والفطنة، وبقي الناس يتداولون قصص ذكائه حتى وقتنا هذا.

المصدر: الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000


شارك المقالة: