شنشنة أعرفها من أخزم

اقرأ في هذا المقال


لا يوجد شك أنّ الأمثال لها دور كبير في إظهار مدى فصاحة الشخص المتكلم أو الكاتب، وفي تمكينهما من أن يعبّرا ويبيّنا بعبارة موجزة عن الكثير من الأفكار، فما يكاد يسمع أهل اللغة والأدب مثلًا أو يقرؤونه، حتى تتداعى وتنهمر المعاني في أذهانهم فتغني المتحدث والكاتب عن كثير من الكلمات والألفاظ بما فيها من جمال تصوير وعمق في المعنى.

فيم يطلق مثل “شنشنة أعرفها من أخزم”

يعجّ التراث العربي بالأمثّال المشهورة والسائرة، والتي تناقلتها الأجيال عبر الأزمنة المختلفة، فهناك حكاية لكل مثل عربي حدثت في الماضي، ومن تلك الأمثال ما قيل في بيت شعري قديم، ومنها ما قيل مباشرة بسبب حدوث قصة ما، وقد انتشر المثل وتناقلته الأجيال، ومن تلك الأمثال هو المثل العربي الشهير، الذي يقول: “شنشنة أعرفها من أخزم”، وللمثل قصة سأوردها لاحقًا، ويُضرب مثل “شنشنة أعرفها من أخزم”، في قرب الشّبه، أي قرب الشبه في الحكمة، أو الطباع، أو العادات، أو الذكاء، أو الفطنة.

قصة مثل “شنشنة أعرفها من أخزم”

قبل أن أقدم لكم حكاية المثل المشهور، سأوضح معنى كلمة “الشنشنة”، والتي هي: الطبيعة والعادة، قال شمر: وهو مثل قولهم: العصا من العصية، ويروى: نشنشة، وكأنه مقلوب شنشنة، والمثل شطر من بيت شعر، قال ابن الكلبي إن الشعر لأبي أخزم الطّائي، وهو جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له ابن يُقال له أخزم، وقيل: إنه كان عاقًا، فمات وترك بنين فوثبوا يومًا على جدهم أبي أخزم فأدموه، والبيت الشعري، يقول:
إنّ بَنيّ ضرجوني بالدم، شنشنة أعرفها من أخزم، وفي رواية أخرى، قيل: إنّ بَنيّ زمّلوني بالدم، شنشنة أعرفها من أخزم، فصارت جملة “شنشنة أعرفها من أخزم” مثلًا تناقلته الأجيال، وزملوني مثل ضرجوني في المعنى، أي لطخوني، يعني هؤلاء الأولاد أشبهوا أباهم العقوق.

رواية أخرى لمثل “شنشنة أعرفها من أخزم”

في الحديث قيل إنّ عمر بن الخطاب قال لابن عباس، رضي الله عنهما، لما شاوره فأُعجب بإشارته: “شنشنة أعرفها من أخزم”، بسبب أنّه لم يكن لواحد من قريش مثل رأي العباس، رضيّ الله عنه ، فشبهه بأبيه في جودة الرأي.

مواقف يقال بها مثل شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم”:

مثل عربي مشهور يُستخدم للتعبير عن:

  • تشابه السلوك بين الأب وابنه.
  • وراثة الصفات والخصائص من جيل إلى آخر.
  • قدرة الإنسان على تمييز السلوكيات المألوفة.

شارك المقالة: