لا يمكنك أن تصنع عجة بدون أن تكسر البيض - You can not make an omelet without breaking an egg

اقرأ في هذا المقال


لابد للإنسان أن يكون على أتم الاستعداد للتضحية من أجل أن يحصل على ما يريده، فعلى سبيل المثال إذا أراد أن ينتقل من مكان إلى مكان آخر، فعليه أن يكون مستعد لما يحتاجه المكان الجديد من تكاليف، وإذا أراد أن ينعم الإنسان بالحرية المطلقة، فيتوجب عليه التضحية بالمال والجهد وأحياناً يتطلب الأمر التضحية بالروح ذاتها؛ من أجل الحصول على ما يريد من حرية كاملة.

قصة مثل “لا يمكنك أن تصنع العجة بدون أن تكسر البيض”:

رويت قصة المثل في مجوعة من الرجال الأقوياء الأشداء، كانوا يلبثون في كهف تحت الأرض، مخفي بين مجموعة من سلاسل الجبال والأشجار التي تغطي ذلك المكان في مدينة جميلة، وفجأة تحولت تلك المدينة إلى مجموعة من الخراب والحطام، فأصبح كل شيء مدمر على أيدي الأعداء الذين قاموا باحتلال الوطن، وخلال هذا الهجوم للأعداء خرجوا هؤلاء المجموعة من الرجال؛ للدفاع عن عرضهم وموطنهم.

كان عدد الرجال ما يقارب عشرين رجل، كانت تتباين مستوياتهم الاقتصادية قبل الحرب، ولكن في هذه الحرب أصبح لا يعرف غنيهم من فقيرهم، فهم جميعاً أبناء مدينة واحدة ووطن واحد يريدون الدفاع عنه، وذات مرة من خلف أحد النوافذ التي كسرت بسبب الرماد والأتربة التي نتجت عن حرق المنازل والأماكن القريبة منهم، بادر إلى مسامعهم أصوات طائرات كانت تحلق في السماء، ومن المؤكد أنها طائرات العدو، تبحث عنهم في كل مكان بالمنطقة وعن أي أحد ما زال حي أيضاً.

أخذت الطائرات وقت طويل في التحليق، إذ كان يدرك العدو أن هناك من كان مختبىء في ذلك المكان، فانتظرت أن يخرج أحدهم، حتي تتمكن من أن تقوم بإطلاق النار عليه وعلى بقية الموجودين، قام قائدهم بالخروج عليهم وأخبرهم بما يدور في الخارج، وطلب رأيهم بشأن الموقف، فقام أصغرهم في العمر بالهتاف بالمواجهة، ولكن القائد رفض اقتراحه كلياً، مبرراً ذلك بأنه من الممكن أن يقضى عليهم جميعاً، فلا يبقى منهم أحد، خصوصاً أنهم لا يعلمون عدد من هم بالخارج من الأعداء.

قام أحد من المجموعة بالقول، أنهم لن يتوقفوا عن البحث عنهم، وبالتأكيد لن يقوموا باطلاق النار إلا باتجاه أهداف محددة، وهذا يعني أنهم لا يعلمون كم عددنا وحجم أسلحتنا، فاقترح بأن يخرج قسم منهم مضحيين بأنفسهم من أجل الآخرين، حيث يسحبون العدو إلى منطقة بعيدة عن ذلك المكان، وذلك في سبيل بقاء باقي المجموعة لإكمال مهمة تحرير الوطن.

انبهر القائد بهذا الرأي الصائب والحكيم، وتوجه بالسؤال إلى باقي المجموعة حول من يريد التضحية في سبيل الآخرين، ولما سمع أحد الشباب هذا القول تذكر كيف أن قام العدو بالنيل من حبيبته وأهله وقرر أن يكون أو المضحيين بأنفسهم من أجل الوطن، فرفع يده وهو يملأه الحماس، ثم سرى الحماس في أجساد زملائه، فرفعوا أيديهم خمس رجال.

خرجت مجموعة المضحيين من مكان مخفي، ليذهبوا بعيداً عن مكان زملائهم، فساروا في مشهد مهيب، حيث قاموا بعدها بإشعال نار؛ من أجل لفت أنظار العدو، فما لبث أن رآهم حتى قامو بإطلاق صواريخهم وماتوا جميعاً، وقام بعدها رفاقهم باستلام جثثهم بعد تضحيتهم من أجل الوطن وفي سبيل الحرية.

المصدر: كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - مجلة الكتب العربيةكتاب أمثال ومقولات - حمدي عثمان - 2020كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - الماستركتاب قاموس الأمثال الإنجليزية - محمد عطيه


شارك المقالة: