هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟

اقرأ في هذا المقال


المثل هو عبارة عن جملة ذات فائدة، من أهم سماتها أنها موجزة، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل محكَم البناء بليغ العبارة، شائع الاستعمال عند مختلف طبقات المجتمع، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة، فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من مشكلة قديمة، وتلك المشكلة القديمة انتهت إلى عبرةٍ لا تُنسى، وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال.

فيم يضرب مثل: “هل يصلح العطار ما أفسد الدهر”

“يُستخدم هذا المثل لوصف شخص يُحاول استكشاف أمر قديم، تجاوزه الزمن، وبات الناس يمارسونه دون وعي.”

عَجوزٌ تُرجّي أنْ تَكونَ فَتيَّةً
وقَد نَحِلَ الجَنبانِ واحدَودَبَ الظَّهرُ
تَدُسُّ إلى العَطّارِ مِيرةَ أهلها
وَهَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟


مثل “هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟”، الذي كان في الأصل شطرًا من بيت شعر، هو واحد من الأمثال الشعبية ذائعة الصيت التي انتشرت فيما مضى، والتي تُضرب في الذي يبحث عن الشيء بعد فوات أوانه، ويُقال إن هذا البيت للشاعر عروة الرحال، قالها فيما قال عن امرأة متصابية انخدع بمظهرها، واستخدامها للعطارة في التزيين، فالعطار قديمًا كان مثل خبير التجميل التي تعتمد عليه النساء في شراء مواد التجميل والعطور، ثم تقدم لخطبتها وتزوجها، وهناك من يقول أنها لأعرابي آخر.

ما قصة مثل “هل يصلح العطار ما أفسد الدهر”

يُروى أن رجلًا من الأعراب قد نزل بقوم في الحضر، وبين القوم كان هناك امرأة عجوز غير أنها كانت متصابية، تستعمل الكثير من مساحيق التجميل، وكما أنها تلبس أزياء الفتيات الصغيرات، فانخدع الأعرابي بمظهرها، إذ أنها تفننت في إظهار مظاهر الصبا، وإخفاء مظاهر الشيخوخة التي دبت في عروقها، وتمكنت من الإيقاع بالأعرابي في فخها فتقدم الرجل لخطبتها، وبالفعل تم الزواج، ثم تكشّفت له الحقيقة، وعلم أن حظه العاثر أوقعه في يد امرأة شمطاء في زي فتاة شابة، فأنشد يقول:

“عَجوزٌ تُرجّي أنْ تَكونَ فَتيَّةً
وقَد نَحِلَ الجَنبانِ و احدَودَبَ الظَّهرُ
تَدُسُّ إلى العَطّارِ مِيرةَ أهلها
وَهَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟
تزوجتها قبل المُحاق بليلةٍ
فعاد مُحاقا كله ذلك الشهرُ
وما غرني إلا خِضابٌ بكفّها
وكحلٌ بعينيها وأثوابُها الصفرُ”.

الشعر أعلاه ورد في ديوان “جران العود”، غير أنه لعروة الرحال كما أسلفنا، وقد ورد أيضًا بكتاب ابن طيفور “بلاغات النساء” على أنه لأبي العاج الكلبي، حيث حدثنا أبو زيد عمر بن شبة أن أبو العاج الكلبي، إذ قال لامرأته:

“عجوزٌ ترجّي أن تكون فتية
وقد لُحِب الجنبان واحدودب الظهر
تدسُّ إلى العطار مِيرة أهلها
ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر
أقول وقد شدوا عليّ حِجالها
ألا حبذا الأرواح والبلد القفر”.

وهل يصلح العطار ما افسد الدهر

1- في المعنى الحرفي: العطار: هو بائع العطور والمواد الطبية. الدهر: هو الزمن الطويل. في هذا السياق، لا يمكن للعطار أن يصلح ما أفسده الدهر. وذلك للأسباب التالية:

  • العطار لا يملك القدرة على تغيير الزمن.
  • العطار لا يملك القدرة على إصلاح كل شيء.
  • بعض الأمور التي يفسدها الدهر لا يمكن إصلاحها بأي طريقة.

مثال:

  • لا يمكن للعطار أن يعيد الشباب لشخص قد تقدم به العمر.
  • لا يمكن للعطار أن يعيد الحياة لشخص قد مات.

2- في المعنى المجازي: العطار: قد يرمز إلى أي شخص يحاول إصلاح شيء ما. الدهر: قد يرمز إلى أي شيء يسبب الضرر أو الفساد ، في هذا السياق، قد يكون من الممكن للعطار أن يصلح ما أفسده الدهر. وذلك للأسباب التالية:

  • بعض الأمور التي يفسدها الدهر يمكن إصلاحها بالجهد والمثابرة.
  • بعض الأشخاص لديهم القدرة على إصلاح الأمور التي يظنها البعض مستحيلة.

شارك المقالة: