وما یعقلها إلا العـالمون

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَـٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا یَعۡقِلُهَاۤ إِلَّا ٱلۡعَـٰلِمُونَ (٤٣)﴾ [العنكبوت ٤٢-٤٣]

لقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز مناسبات قريبة على حسب سباق الآيات وسياقها/ البعوضة فما فوقها.

وضرب الله مثلاً بالعنكبوت وغيره، ليفتح قلوب من أراد سعادته للتوحيد له، والتعلق بجنابه الرفيع، ونبذ ما عداه من الآلهة المزيفة، والأرباب الدخيلة؛ ولكن من الجهل غمر الأكثرية الساحقة من الناس، فسرحوا في هذه الدنيا كالأنعام: همهم الأول والأخير، البطون والجيوب ويتسافدون تسافد البهائم والقرود، فُحجبوا عن أمثال هذه الأمثال، إلّا الراسخين في العلم فقد استثناهم الله تعالى من تلك المجموعة، وأثنى عليهم أطيب الثناء، لأنّهم عقلوا عن الله ما جهله غيرهم.

عن عمرو بن عمرو بن مره قال: ما مررت بآية من كتاب الله تعالى لا أعرفها إلّا أحزنتنتي، لأنّي سمعت الله تعالى يقول ﴿ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَـٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا یَعۡقِلُهَاۤ إِلَّا ٱلۡعَـٰلِمُونَ (٤٣)﴾ [العنكبوت ٤٢-٤٣]

فالعالم من عقل عن الله قيعمل بطاعته، ويجتنب سخطه، ودلّت الآية على فضل العلم على العقل، ولا عالم إلّا وهو عاقل، وأمّا العاقل فقد يكون غير عالم.

المصدر: الحب الخالد- محمد الحجار تفسير ابن كثير - ابن كثير احياء علوم الدين - الغزالي


شارك المقالة: