استندوا إلي؛ فإني لكم فند

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

الفند الزّمّاني هو شَهل بن شيبان بن ربيعة من بني زمان بن مالك من بكر بن وائل. لُقِّب بالفِنْد، وهو القطعة الكبيرة من الجبل، لأنّه قال لأصحابه في حرب البسوس:” استندوا إليّ فإنّي لكم فِنْد”، وهو أحد فرسان ربيعة المَعدودين ومن شعرائها في الجاهلية. أبلَى في حرب البسوس بلاءً حسناُ وكان عمره قرابة المائة وكان يُعَدٌّ بألف رجل.

شِعرهُ قليل، سَهلٌ عَذب، وأكثره في الحماسة التي يتخلّلها شيء من الحِكمة. وتوفّي سنة 92 قبل الهجرة.

سيرته

كان أحد فرسان قبيلة ربيعة المشهورين المَعدودين، وشَهِد حرب بكر وتغلب وقد قارب المائة سنة، فأبلى بلاءً حسناً، وكان مشهده في يوم التَّحالِق الذي يقول فيه طَرَفة بن العبد:

سَائِلوا عنَّا الذي يَعرفُـنـابِقوانا يوم تِحلَاق اللِّمَـم
يوم تُبدي البِيض عن أسؤقِهَاوتلفُّ الخيل أعرَاج النّعـم

من أشعاره

كان من أشعارهِ حينما اضطَرّ إلى الخَوضِ في حرب البسوس، فقال:

صَفَحنا عن بني ذُهلٍ     وقلنا القوم إخوانُ

عسى الأيّام أنْ يُرجِعنَ      أقواماً كما كانُوا

فلمّا صَرَّح الشرّ             وأمسى وهو عريانُ

ولمْ يَبْقَ سوى العدوان        دِنّا لهم كما دانُوا

قصة المقولة

أرسَلت بنو شَيبان في مُحَاربتهم بني تَغلب إلى بني حنيفة يَستَنجدُونهُم، فَوجَّهوا إليهم بالفِندِ الزَّماني في سبعين رجلاً، وأرسلوا إليهم إنّا قَد بَعثنا إليكم ألف رجل. فلمَّا أقبلَ إلى بني شيبان، قال لهم:” استَندُوا إليّ فإنّي لكم فِنْد”

وقال ابن الكلبي: لمَّا كان يوم التَّحالق، أقبل الفِند الزَّماني إلى بني شيبان، وهو شيخ كبير قد جاوز مائة سنة، ومعه بِنتَان له شَيطَانتانِ من شياطين الإنس، فَكشفت إحداهُما عَنها وتَجرَّدَت، وجعلت تصيح ببني شيبان ومن معهم من بني بكر:

وعَا وعَا وعَا وعَا
حَرُّ الجَواد والتَظى .
ومُلِئت منهُ الرُّبا .
يا حَبَّذا يا حبَّذا.
المُلحِقون بالضُّحى .

ثمَّ تَجرَّدت الأخرى مثل أختِها؛ والتقى الناس يومئذ، فأصعَدَ عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ابنته على جَملٍ له في ثَنيَّة قُضَّة، حتى إذا توسَّطَها ضَرَب عُرقُوبَي الجَمل، ثمَّ نادى:

أنا البَرَك أنا البَرَك
أنزل حيث أُدْرَك

ثمَّ نادى: لا يَمُرُّ بي رجل من بكر بن وائل إلّا ضَربتهُ بسيفي هذا، أفِي كلِّ يومٍ تَفِرُّون فَيعطِفُ القوم؟ فقاتلوا حتى ظَفِروا فانهزمت تغلب.

وَلَحِق الفِند الزَّماني رجلاً من بني تغلب يقال له: مالك بن عوف، قد طعنَ صبيَّاً من صِبيان بكر بن وائل، فهو في رأسِ قَناتهِ( رُمحهِ)، وهو يقول: يا وَيسَ أمّ الفَرخ، فَطعنهُ الفِند وهو وراءه رِدفٌ له، فأنفَذهَا جميعاً، وجعل يقول:

أيَا طَعنةً مـا شَـيخ كبير يُفـنِ بـالـي
تَفتـَّيتُ بـهـا إذ كَرِهَ الشَّكّة أمثـالـي
تُقيم المأتم الأعـلـى على جُهدٍ وإعـوالِ
كَجَيبِ الدِّفنس الوَرهاء رِيعَت بعد إجفالِ

شارك المقالة: