بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

كعب بن زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رِياح بن العوَّام بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خَلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هَرمة بن لاطِم بن عثمان بن مُزَينة قيل أنّهُ وُلِدَ في سنة 13 ق. هـ، يُكَنّى” بأبي المُضرَّب”.

أبوه” زُهير بن أبي سلمى”، وأخوه بُجَير، وابنه عُقبة، وحفيده العوّام كلهم شعراء. وأمّه امرأة من بني عبدالله بن غَطَفان، يقال لها” كَبشة بنت عمار بن عَديّ بن سُحَيم”، وهي أمُّ كلُّ ولد زُهير.

حياته وشِعره

شاعر مُخَضرم؛ عاش عصرين مختلفين هما عصر ما قبل الإسلام وعصر صدر الإسلام. عالي الطَّبقة، كان مِمَّن اشتُهر في الجَاهليّة، ولما ظهر الإسلام هجا النبي_ صلى الله عليه وسلم_، وأقام يُشبِّب بنساء المسلمين، فأهدَرَ النبي دَمهُ، فجاءه كَعب مُستَأمِناً وقد أسلَم وأنشده لاميّته المشهورة التي مطلعها: بانت سُعاد فقلبي اليوم مَتبول، فعفا عنه النبي، وخلعَ عليه بُردَته( عباءته).

وما زالت البُردَة في أهلِ كعب بن زهير، حتى اشتراها معاوية بن أبي سفيان منهم بعشرين ألف درهم، ثمَّ بِيعت للخليفة العبّاسيّ” أبو جعفر المنصور” بأربَعينَ ألفاً، وتوارثها الخلفاء، حتى آلَت مع الخلافة إلى بني عثمان.

هو من أعرَقِ الناس في الشعر؛ من أشهر قصائده اللَّامية التي مطلعها بانت سعاد. وقد كَثُر مُخمّسُو لاميّته ومُشطّروها، وتُرجمت إلى غير العربية.

تلقَّن كَعب الشعر عن أبيه مَثلهُ مثلَ أخيه بُجير، وكان زهير يُحفِّظهم الشِّعر من شعره. ويقولون عن كعب أنّه كان يَخرج به أبوه إلى الصحراء فَيُلقي عليه بيتاً أو سطراً ويطلب أنْ يُجِيزهُ تمريناً له. كما أنَّ كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحُطيئة.

حاول كعب أنْ يَنظُم الشعر منذُ حَداثتِهِ، فَرَدعهُ أبوه، مخافة أنْ يأتي بالضعيفِ من الشّعر، فَيٌشوّه مَجد الأسرة، وما زال يُهذّب لِسانه، ويٌجهّز شاعريّته برواية الشِّعر، حتى استقام له النَّظم.

وَرِث موهبة الشعر عن والده الشاعر” زُهير بن أبي سلمى”، الذي اجمع النُّقاد والأدباء على أنّه من أعظم شعراء عصره. وكان” عمر بن الخطاب” لا يُقدِّم شاعراً على زهير، وكان يقول: أشعر الناس الذي يقول: ومن ومن ومن، مشيراً بذلك إلى مجموعة من الحِكَم في مُعلَّقة زهير المشهورة بدأ كلا منها بكلمة“ من” مثل قوله:

ومن هَابَ أسباب المنايا يَنَلنهُوإنْ يَرقَ أسباب السماء بِسُلَّمِ
ومن يكُ ذا فضلٍ فَيبخل بفضلهِعلى قومه يُستَغن عنه ويُذممِ

شاعِرٌ منذ الصِّغَر

ونشأ كعب في أحضان والده الشاعر ووسط أسرة تَقرُض جميعها الشعر، والذي كان لهُ الأثر في أنْ يَنظُم الشعر وهو صغير.

تحرَّك كعبٌ وهو يتكلّم بالشِّعر؛ فكان زهير ينهاه مَخافةَ أنْ يكون لم يَستَحكِم شعره، فيُروى له ما لا خيرٌ فيه، فكان يَضرِبه في ذلك. فكلَّما ضَربهُ تَزيَّد في الشِّعر، فطال عليه ذلك فأخذهُ فحبسهُ فقال: والذي أحلِف به، لا تتَكلّم ببيت شعرٍ إلّا ضربتُك ضرباً يُنكّلك عن ذلك. فمكث محبوساً عدّة أيام. ثمَّ أخبِر أنَّه يتكلَّم به. فدعاهُ فضربهُ ضرباً شديداً ثمَّ أطلقه وسَرّحهُ في بَهَمهِ وهو غلَيِّم صغير. فانطلق فرعى، ثم راح عشيَّة وهو يرتجز:

كأنّما أحدو ببَهمي عِيرامن القرى مَوقرة شَعيرا

فخرج إليه زهير وهو غضبان، فدعا بناقتهِ فَكفَلها بكِسائه، ثمَّ قَعد عليها حتى انتهى إلى ابنه كعب، فأخذ بيدهِ فأردَفهُ خلفه. فقال زهير حين برز إلى الحيّ:

إني لتعديني على الهمِّ جَسرةٌتَخُبُّ بوصَّالٍ صرُومٍ وتُعنِقُ

ثم ضرب كعباً وقال له: أجز يا لُكَعُ( أحمق). فقال كعب:

كبُنيانَةِ القَرئِيِّ موضِعُ رَحلهاوآثارُ نِسعيها من الدَفِّ أبلَقُ

فأخذ زهير بيد ابنه كعب ثم قال له: قد أذنت لك في الشعر يا بني.

وفاته

الكثير من مَراجع التاريخ والأدب، أكَّدت أنَّ كعب بن زهير بن أبي سلمى توفي نحو سنة 662م / 24 هجرية.

قصة المقولة

جاء من طريقِ أبي نُعَيم في كتابهِ” معرفة الصحابة”، من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قال حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ ذِي الرُّقَيْبَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سَلْمَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:( خَرَجَ كَعْبٌ وَبُجَيْرٌ أبناء زهير حتى أتيا أبرَق العزَاف( مكان) فَقَالَ بُجَيْرٌ لِكَعْبٍ: اثْبُتْ فِي غَنَمِنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ حَتَّى آتَيَ هَذَا الرَّجُلَ، يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْمَعَ مَا يَقُولُ قَالَ: فَثَبَتَ كَعْبٌ وَخَرَجَ بُجَيْرٌ فَجَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَعْرَضَ مَنْ عَلَيْهِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا، فَقَالَ:

أَلَا أَبْلِغَا عَنِّي بُجَيْرًا رِسَالَةً … عَلَى أَيٍّ شَيْءٍ وَيْحَ غَيْرِكَ دَلَّكَا

عَلَى خَلْقٍ لَمْ تَلْفَ أُمًّا وَلَا أَبًا … عَلَيْهِ وَلَمْ تُدْرِكْ عَلَيْهِ أَخًا لَكَا

سَقَاكَ أَبُو بَكْرٍ بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ … وَأَنْهَلَكَ الْمَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلَّكَا

فَلَمَّا بَلَغَتْ أَبْيَاتُهُ هَذِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، غَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْدَرَ دَمَهُ، وَقَالَ: مَنْ لَقِيَ كَعْبًا فَلْيَقْتُلْهُ.

قَالَ: فَكَتَبَ بِذَلِكَ بُجَيْرٌ إِلَى أَخِيهِ يَذْكُرُ لَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: النَّجَاةَ، وَمَا ذَاكَ أَنْ يَقْتُلَهُ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَأْتِيهِ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ إِلا قَبِلَ مِنْهُ وَأَسْقَطَ مَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَأَسْلِمْ وَأَقْبِلْ.

فَأَسْلَمَ كَعْبٌ وَقَالَ قَصِيدَةً، الْقَصِيدَةَ الَّتِي مَدَحَ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ بِبَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ، مَكَانَ الْمَائِدَةِ مِنَ الْقَوْمِ، مُتَحَلِّقِينَ مَعَهُ حَلْقَةُ دُونَ حَلْقَةٍ، وَحَلْقَةً دُونَ حَلْقَةٍ يُقْبِلُ إِلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً فَيُحَدِّثُهُمْ، وَإِلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً فَيُحَدِّثُهُمْ، وَإِلَى هَؤُلاءِ مَرَّةً فَيُحَدِّثُهُمْ.

قَالَ كَعْبٌ: فَأَنَخْتُ رَاحِلَتِي بِبَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَعَرَفْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصِّفَةِ، فَتَخَطَّيْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِ فَأَسْلَمْتُ.

فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، الأَمَانَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ.

قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَيْفَ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَأَنْشَدَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

ألا أبلغا عني بُجيراً رسالة … …عَلَى أَيِّ شَيْءٍ وَيْحَ غَيْرِكَ دَلَّكا

عَلَى خُلُقٍ لَمْ تَلْفَ أُمًّا وَلا أَبَا … عَلَيْهِ وَلَمْ يُدْرَكْ عَلَيْهِ أَخٌ لَكَا

سَقَاكَ أَبُو بَكْرٍ بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ  …  وَأَنْهَلَكَ الْمَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلَّكَا

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا قُلْتُ هَكَذَا. قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ:

 سَقَاكَ أَبُو بَكْرٍ بِكَأْسٍ رَوِيَّةً … وَأَنْهَلَكَ الْمَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلَّكَا

 قَالَ: مَأْمُونٌ، وَاللَّهِ. وَأَنْشَدَهُ الْقَصِيدَةَ كُلَّهَا والتي يقولُ فِيها:

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُمُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ
وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلواإِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةًلا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْكأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ
شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍصافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُمِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّها صَدَقَتْمَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَ النُّصْحَ مَقْبولُ
لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهافَجْعٌ ووَلَعٌ وإِخْلافٌ وتَبْديلُ
فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِهاكَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ
ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْإلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْإنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ
كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلاوما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ
أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُهاوما إِخالُ لَدَيْنا مِنْكِ تَنْويلُ
أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لايُبَلِّغُهاإلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ
ولَنْ يُبَلِّغَها إلاّغُذافِرَةٌلها عَلَى الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ
مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْعُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍإذا تَوَقَّدَتِ الحَزَّازُ والمِيلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْم مُقَيَّدُهافي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَلْباءُ وَجْناءُ عَلْكوم مُذَكَّرْةٌفي دَفْها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ
وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُهُطَلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَرْفٌ أخوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍوعَمُّها خالُها قَوْداءُ شْمِليلُ
يَمْشي القُرادُ عَليْها ثُمَّ يُزْلِقُهُمِنْها لِبانٌ وأقْرابٌ زَهالِيلُ
عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍمِرْفَقُها عَنْ بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كأنَّما فاتَ عَيْنَيْهاومَذْبَحَهامِنْ خَطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَمُرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍفي غارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَنْواءُ في حَرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بِهاعَتَقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌذَوابِلٌ مَسُّهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماًلم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعيلُ
كأنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إذا عَرِقَتْوقد تَلَفَّعَ بالكورِ العَساقيلُ
يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداًكأنَّ ضاحِيَهُ بالشَّمْسِ مَمْلولُ
وقالَ لِلْقوْمِ حادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْوُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيْطَلٍ نَصِفٍقامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ
نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَهالَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَفْرِي الُّلبانَ بِكَفَّيْها ومَدْرَعُهامُشَقَّقٌ عَنْ تَراقيها رَعابيلُ
تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُإنَّك يا ابْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُلا أُلْفيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبا لَكُمُفَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُيَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنيوالعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراًوالعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَالْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاة ولَمْأُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ
لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِهأرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ
لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكونَ لَهُ مِنَالَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ
حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُفي كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُوقيلَ إنَّكَ مَنْسوبٌ ومَسْئُولُ
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُمِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُمالَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُأنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَوِّضامِزَةًولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ
ولا يَزالُ بِواديهِ أخُو ثِقَةٍمُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الرَّسُولَ لَنورٌ يُسْتَضاءُ بِهِمُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ
في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْبِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا
زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌعِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْمِنْ نَسْجِ دَأوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌكأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُقَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُوما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

شارك المقالة: