رواية النائم يستيقظ The Sleeper Awakes Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من روايا الخيال العلمي التي صدرت عن الأديب هربرت جورج ويلز، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رجل دخل في غيبوبة بما يقارب مئة وثلاث سنوات، وحينما أفاق من غيبوبته حدثت تغيرات كبيرة، حتى أنه أصبح من أثرى رجال مدينة لندن، لقد تم العمل على نشرها عام 1910م.

الشخصيات

  • السيد غراهام
  • أوستروج
  • السيدة هيلين

رواية النائم يستيقظ

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى في التسعينات من القرن الثامن عشر، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى غراهام، يعيش ذلك الرجل في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة لندن، يعاني غراهام من عدة مشاكل صحية ومن أفظع تلك المشاكل كانت مشكلة الأرق، وتلك الحالة كانت تضطره إلى الخوض في تجارب العديد من أنواع الأدوية حتى أنه قام بتناول المواد الممنوعة، وفي يوم من الأيام من شدة الأدوية والعقاقير التي تناولها دخل في حالة غيبوبة طويلة، ولم يفيق منها حتى جاءت المئوية الأولى من الألفية الثانية، وبعدما أفاق من غيبوبته بأيام علم أنه حصل على ورثة ضخمة، وأنه خلال غيبوبته تم وضع كافة الأموال التي ورثها في صندوق، وعلى مر السنين كان يتم استخدام أمواله من قِبل المسؤولين والأمناء لتأسيس نظام عالمي اقتصادي واسع.

وفي تلك اللحظة التي أفاق بها غراهام من غيبوبته كان في حالة ارتباك وقلق شديدين؛ وذلك بسبب الحالة التي أحدثها كافة أفراد المجتمع حينما سمعوا باستيقاظه، إذ لم يكن ذلك الأمر من الأمور المتوقعة على الاطلاق ولا لأي شخص من الأشخاص، كما أن القلق استوطن كافة البشر في ذلك المجتمع، وانتشر خبره استيقاظه، مما جعل المبنى الذي هو به يحيط بالعديد من جموع السكان الذين يطالبون برؤية ذلك النائم.

وقد عجت الغوغاء بالمكان وأخذوا ينادوه بالنائم الأسطوري، وحينما حاول غراهام توجيه العديد من الأسئلة للكادر الطبي الذي يحيط به، لم يجيب أياً منهم على أسئلته، وعلاوة على ذلك قاموا بوضعه تحت الإقامة الجبرية، وبطريقة غير مباشرة تمكن غراهام من معرفة أنه له الحق في أن يتولى الحكم على النظام الاقتصادي في الغالبية العظمى من دول العالم؛ وذلك بناءً على أمواله التي تم استثمارها في النهوض بالاقتصاد.

وفي يوم من الأيام كان هناك شخص من المتمردين على النظام الاقتصادي يدعى أوستروج وتحت سلطته العديد من المساعدين له، وبدوره يقوم أوستروج بتقديم المساعدة إلى غراهام حتى يتمكن من الهروب، وقد أشار إلى أن الاقتصاديين بحاجة إلى شخص مثل جراهام يقيم ثورة على النظام الاقتصادي، ولكن ما كان غريب في الأمر هو أن غراهام كان غير مقتنع بفكرة الهروب، ولكن مع ذلك كان في ذات الوقت غير راغب في البقاء في الإقامة الجبرية، وهذا ما دفع غراهام للهروب معهم.

وأول ما تم تهريب غراهام تم إيصاله إلى إحدى القاعات الضخمة والتي يتم بها التخطيط من أجل القيام بالثورة الاقتصادية، ولكن سرعان ما تعرض غراهام ومن معه للهجوم من قبل شرطة الولاية، مما أدخل غراهام في حالة من الارتباك جعلته ينفصل عن الثوار، وبينما سار للتجول في شوارع المدينة التقى مع رجل عجوز، ومن خلال حديث دار بينهم سرد العجوز لغراهام قصة النائم الذي استثمر الأمناء والمسؤولين ثروته في شراء الصناعات وتأسيس كيانات اقتصادية لنصف دول العالم، وفي تلك الأثناء من خلال حديث العجوز أشار إلى أنه يعتقد أن النائم هو مجرد هيئة تصويرية؛ وذلك من أجل أن يتم غسيل أدمغة السكان.

وبعد أيام قليلة التقى غراهام مع أوستروج، وخلال اللقاء أشار له أوستروج أن المتمردين قد انتصروا، وأن الناس يطالبون بأن يحكم النظام الاقتصادي النائم، وافق غراهام على مطالب الناس وأول ما ترأس الاقتصاد بدأت اهتماماته تركز على الطائرات وتعلم كيفية الطيران، وخلال إحدى رحلات الطيران شاهد إنه لا أحد يعيش في البلدات الصغيرة بعد الآن، وقد أوضح أن القطاع الزراعي هو تماماً مثل القطاع الصناعي، كما أدرك أنه لا يوجد الآن سوى أربع مدن ضخمة في بريطانيا، تعمل جميعها بواسطة طواحين الهواء الضخمة.

وبعد الانغماس في الحياة العملية انتهت الهموم من حياة غراهام، وأول ما ظهر ذلك الأمر عليه جلياً كان حينما أخبرته إحدى السيدات وتدعى هيلين أن الثورة الصناعية التي قام بها لم تغير شيئًا، وحينما يدور نقاش بينه وبين أوستروج حول ذلك الأمر اعترف له أوستروج أن هناك طبقات من المجتمع ما زالت مهيمنة ومستغلة، ولكن غراهام يدافع عن تلك الطبقات، ومن خلال ذلك النقاش تبين لغراهام أن أوستروج كان يسعى في الحقيقة إلى أن يتولى الحكم على كافة الدول وأن يجعل غراهام تحت سيطرته.

ولكن أوستروج أوضح أن هناك في العديد من المدن الأخرى استمر العمال في التمرد حتى بعد سقوط المجلس الاقتصادي القديم، وأنه قام باللجوء إلى قوة من الشرطة الأفريقية من أصحاب البشرة السوداء من أجل إعادة العمال إلى صفوفهم، وهذا الأمر قد أثار الغضب بداخل غراهام وطالبه بإبعاد شرطته عن مدينة لندن، وافق أوستروج على طلبه، ومن هنا قرر جراهام فحص هذا المجتمع من جديد بنفسه.

وفي أحد الأيام زار غراهام مدينة لندن متخفيًا؛ وذلك حتى يرى كيف يعيش العمال حياتهم مروعة، إذ رأى أنهم يكدحون في العمل على الرغم من أنهم من الماهرين في المصانع، ويتقاضون رواتبهم مقابل الحصول على الطعام فقط مقابل كل يوم عمل، دون أي أمان وظيفي، وكانوا العمال يتحدثون بلهجة قوية لدرجة أن غراهام لا يستطيع فهمها، والأمراض الصناعية تنتشر وتزداد يوماً بعد يوم، وهم يرتدون زي موحد بألوان مختلفة حسب تجارتهم، لم تعد وحدة الأسرة موجودة ويتم رعاية الأطفال في مؤسسات ضخمة، وتهيمن على الحياة آلات الثرثرة التي تنشر بالأخبار، وكان يعتبر الموت هو أرحم لهم من تلك الحياة.

وفي تلك الأثناء علم غراهام أن أوستروج أمر قواته بالذهاب إلى مدينة لندن مرة أخرى من جديد، حينها واجه غراهام أوستروج والذي بدوره يحاول اعتقال غراهام، ولكن نهض العمال مرة أخرى وساعدوا غراهام على الهروب، وأثناء الهروب التقى هيلين وأخبرته أنها هي التي توصلت إلى حقيقة خيانة أوستروج.

وفي النهاية هرب أوستروج وانضم إلى قواته التي سافرت إلى لندن، حينها كانوا رجاله يمتلكون عددًا قليلاً فقط من المطارات ويسيطرون عليها، ولكن عثر العمال على مدافع مضادة للطائرات، ولكنهم احتاجوا وقت لتركيبها، وكان لديهم طائرة واحدة فقط، ولكن ما حدث هو أن غراهام قدم كامل ثروته للمتمردين على أوستروج وشرع في التحليق بالطائرة واللحاق بالغزاة، وتمكن من إسقاط بعض منهم، وهنا عمل الثوار على تشغيل المدافع المضادة للطائرات وبدأوا في إسقاط الغزاة واحد تلو الآخر، وأخيراً هاجم غراهام طائرة أوستروج ولكنه فشل وتحطمت طائرته.

العبرة من القصة هي أنه مهما مارس الإنسان الماكر من حيل خادعة، لا بد وأن يأتي ذلك اليوم الذي ينال به جزاء مكره.

المصدر: كتاب رواية النائم يستيقظ - هربرت جورج ويلز - 1910م


شارك المقالة: