رواية لعبة الخرزة الزجاجية The Glass Bead Game Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الألماني هيرمان هيسه، وتم العمل على نشرها عام 1931م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شخص كان يتعلم فن الموسيقى، إلا أنه في يوم من الأيام رغب في الانخراط في التفكير بالذات، وقبل وفاته قام بتدوين محطات من حياته من خلال ثلاث قصص في كتاب.

الشخصيات

  • سيد الموسيقى مدرب كنيشت
  • الشاب كنيشت
  • بليانو ديسغنوري صديق كنيشت
  • ماجستر لودي صديق كنيشت
  • الأب جاكوبوس معلم كنيشت
  • تيتو ابن يليانو

رواية لعبة الخرزة الزجاجية

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول رجل كان يطلق عليه لقب سيد الموسيقى، حيث أن ذلك السيد كان مقيماً في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة كاستاليا، وذات يوم قرر السيد أن يقوم بتجنيد شاب يدعى كنيشت كطالب له، إذ كان باستمرار يشير إلى أنه سوف يكون له تأثير طويل الأمد وعميق على كينشت طوال حياته، وفي فترة من الوقت مع اقتراب سيد الموسيقى من الموت في واحد من منازله والذي كان يقع في بلد آخر في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة مونتبورت،.

وفي تلك الأثناء أشار كنيشت بشكل غير مباشر إلى قداسة السيد، ومن هنا بدأ يطور كينشت علاقة صداقة أخرى ذات مغزى وغاية مع شخص يدعى بليانو ديسغنوري، وهو ما كان طالب زميل له تنحدر أصوله من إحدى العائلات التي لديها سلطة ونفوذ ويدرس بليانو مع كينشيت في مدينة كاستاليا كضيف، وفي كل يوم كان كينشيت يقوم بمناقشات قوية مع بليانو، والذي بدوره كان ينظر إلى مدينة كاستاليا على أنها مجرد برج عاجي، ولها تأثير ضئيل أو شبه معدوم على العالم الخارجي.

وعلى الرغم من أن كينشيت تلقى تعليمه في مدينة كاستاليا، إلا أنه ذات يوم شق طريقه نحو شخص يدعى ماجستر لودي، وهو ما كان غير معتاد على النظام، حيث كان لودي يقضي معظم وقته بعد التخرج خارج حدود المقاطعة، وفي تلك الأثناء يقوم بتأسيس مشروعه الأول من نوعه إلى إحدى الشركات والتي تعرف باسم بامبو قروف، وقد نتج عن ذلك المشروع تعلمه للغة الصينية.

ومن أجل أن يصبح كنيشيت تلميذًا وأخاً للودي، وهو ما كان في تلك الفترة شخص منعزل يدفع بكنيشيت إلى التخلي عن العيش في كاستاليا، وبعد مرور فترة وجيزة وكجزء من مهمة تعزيز النوايا الحسنة بين النفوس البشرية على اختلاف دياناتها وثقافاتها، تم إرسال كنيشت في عدة بعثات إلى دير يعرف باسم دير ماريافيلس البينديكتين، وهنا أقام علاقة صداقة مع شخص يدعى الأب جاكوبوس وهو ما كان مؤرخ عظيم، وتلك العلاقة أثرت بشكل عميق على كنيشت.

ومع تقدم الأحداث بدأ كنيشت في التشكيك في ولائه للنظام، كما ويزداد شكه بشكل تدريجي في أن للموهوبين عقليًا الحق في الانسحاب من مشاكل الحياة الكبيرة، وبدأ يرى كنيشت كذلك في أن مدينة كاستاليا على أنها نوع من البرج العاجي، بالإضافة إلى أنه مجتمعها مجتمع أثيري ومحمي مكرس للمساعي الفكرية البحتة، ولكنه غافل عن مشاكل الحياة خارج حدوده، يؤدي هذا الاستنتاج إلى حدوث أزمة شخصية، ووفقًا لآرائه الشخصية فيما يتعلق باليقظة الروحية، فإن كنيشت يفعل ما لا يمكن تصوره.

إذ أنه استقال من منصبه وطلب ترك النظام كذلك، من الناحية الظاهرية كان طلبه ذلك يبدو من أجل أن يصبح ذات قيمة وخدمة للثقافة الأوسع، ولكن رفض الرؤساء الأمر بتنفيذ طلبه، وهذا الرد دفع كنيشت إلى مغادرة كاستاليا، وأول ما خرج منها حصل في البداية على وظيفة كمدرس لابن صديق طفولته دسغنوري النشط والقوي الإرادة ويدعى تيتو، وبعد مرور أيام قليلة فقط، انتهت قصة كنيشت بتعرضه لحادثة غرق في إحدى البحيرات الجبلية أثناء محاولته اتباع ابن صديقه تيتو أثناء قيامه بالسباحة، وهذه المهارة لم يكن كنيشت يعرفها أو مارسها في يوم من الأيام.

وبعد وفاة كنيشت قام المسؤولون وكتكريم له بتأليف كتاب عرضوا بعض الأمور حول حياة كنيشت، وتم تقسيم ذلك الكتاب إلى ثلاثة  أقسام، وفي القسم الأول تم عرض العديد من أعمال من أشعار كانت قد صدرت عنه من فترات مختلفة من حياته، ثم بعد ذلك تم سرد ثلاثة قصص من حياته قام كنيشت بتدوينها على ورق قديم وبالي، وقد كان يشير من خلال تلك القصص إلى أنه في الكثير من الأحيان كانت تراوده أمال وأفكار حول مجموعة من التخيلات في أن يكون ولد في مكان آخر غير تلك المدينة التي ولد بيها والتي كانت من أكثر الأمور التي انعكست الحياة بها عليه وكامل تفاصيل حياته.

وفي القسم الثاني كان يأمل كنيشت في لو أنه ولد بغير ذلك الزمان، وعلى أوراق أخرى تم إيجاد أحاديث لكنيشت حول عن شخص كان يطلق عليه اسم صانع المطر وهو رجل كاهن كان يصلي كثيراً من أجل استحضار المطر، إذ أن كنيشت الذي عاش منذ عدة آلاف من السنين، أشار إلى أنه ذات مرة فشلت قوى الشامان في استدعاء المطر، وهذا ما جعل كنيشت فكر ذات مرة أن يقدم نفسه كضحية من أجل مصلحة القبيلة، وفي جزء من تلك المؤلفات أشار كنيشت إلى أنه استند في مضمون مؤلفاته إلى حياة أحد القديسين ويدعى هيلاريون كما تحدث عن شخص يدعى جوزيفوس، وهو ناسك مسيحي مبكر اكتسب شهرة واسعة بالتقوى، ولكنه كان منزعج من الداخل من كراهية الذات ويسعى إلى الاعتراف، فقط ليجد نفس التائب الذي كان يبحث عنه.

بينما في القسم الثالث أشار كيشنيت في مؤلفاته إلى شاب يدعى داسا، وهو أحد الأمراء الذي تعرض لحادثة اعتداء من قِبل شقيقه عن طريق الخطأ، وباعتباره وريث لحكم المملكة في ذلك الوقت تنكراً في زي راعي غنم وداج في السهول من أجل إنقاذ حياته، وأثناء عمله إلى جانب الرعاة واجه داسا أحد أفراد اليوغيين في التأمل في الغابة، ورغب في تجربة ذات الهدوء مثل اليوغي، لكنه لم يتمكن من الاستمرار في البقاء، فترك الرعاة في وقت لاحق وتزوج من فتاة شابة جميلة، ولكن بعد مرور فترة وجيزة خدعه شقيقه مرة أخرى، ولكن في هذه المرة كان في حالة من الغضب البارد مما يجعله يقدم على قتل شقيقه، مما جعله يجد نفسه مرة أخرى في الغابة مع اليوغي العجوز، والذي بدوره أرشده من خلال تجربة حياة بديلة على الطريق الروحي والخروج من عالم الوهم والخيال.

وفي نهاية الكتاب عن حياة كنيشت تبين أنه تتأرجح حياة القصص الثلاثة جنبًا إلى جنب مع حياة السيد ماجستير لودي، بين الانبساطية والانطواء من خلال أثناء تطوير الوظائف النفسية الأساسية الأربعة لعلم النفس التحليلي: الإحساس والحدس والشعور والتفكير.

العبرة من الرواية هي أنه هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يرون أن هناك أحد يفهمهم في الحياة، مما يدفع بهم إلى اللجوء إلى تجسيد كل ما يشعرون به في قصص تعبر عما بداخلهم على أصوله.

مؤلفات الكاتب هيرمان هيسه

المصدر: كتاب رواية لعبة الخرزة الزجاجية - هيرمان هيسه - 1931م


شارك المقالة: