رواية محبوبة - Beloved Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر المؤلفة والأديبة توني موريسون وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز من ظهر في كتابة وتأليف القصص القصيرة والروايات، ومن أبرز الروايات التي اشتهرت بها هي رواية محبوبة، تم إصدارها في عام 1987م وقد تم ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات العالمية، كما تم تجسيد الرواية في العديد من الأفلام السينمائية.

نبذة عن الرواية

تم البدء في كتاب الرواية بعد الحرب الأهلية التي حصلت في الولايات المتحدة من سنة 1861 إلى سنة 1865م، وقد تم اقتباسها هي من قصة سيدة زنجية أمريكية من أصول أفريقية تعرف باسم مارجريت جارنر، وقد كانت واحدة من الأشخاص الذين فروا من مناخ العنصرية في الجنوب الأمريكي في نهاية يناير عام 1856، حتى تستقر بعد ذلك في أوهايو تلك الدولة الحرة في ذلك الوقت.

رواية محبوبة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول سيدة تدعى سيث ولها ابنة تدعى دنفر، حيث أنه بعد أن لاذتا في الفرار من العبودية التي كانت تمارس عليهن، حيث توجهتا إلى مدينة أخرى وأخذ سكن خاص بهن، ولكن في ذلك الوقت كان قد سكن منزلهن الواقع في مدينة سينسيناتي شبح، وفي تلك الأثناء اعتقدتا بأنّ ذلك الشبح هو روح ابنة سيث المتوفية منذ زمن، إذ أن وجود تلك الروح وقيامها بتحريك للأثاث في البيت وتطايره حول الغرفة التي تقيم بها دنفر، في أغلب الأحيان كان يعتقد أنه السبب خلف وحدة دنفر وعزلتها عن الآخرين وخجلها، كما كان يعتقد أنه السبب في جعلها سجينة في البيت.

فقد كانت لا تخرج على العالم الخارجي أبداً، وهذا ما جعلها لا تمتلك أصدقاء، كما أن أبناء سيث الذين يعرفون بأسماء هوارد وبوجلر قد عزما على مغادرة المدينة في عمر الثالثة عشر، وبعد مغادرتهم بفترة قصيرة ماتت جدتهم والدة هال زوج سيث، ولم يبقى سوى سيث وابتها دنفر، وفي تلك الأثناء وصل شخص إلى مدينة يدعى الطبيب بول، وقد كان ذلك الطبيب يعرف كل من سيث ووالدة زوجها من قِبل، إذ كان يعمل يوماً بجانبهم وبجانب غيرهم من الرقيق الآخرين الذين يقيمون في مزارع سويت هوم، وعند وصول الطبيب إلى بيت سيث حاول جاهداً أن يجعل هذا البيت بيتاً بهيجاً مليئاً بالحياة والحيوية.

وفي أحد الأيام وبينما كان الطبيب يجري محاولة حتى يجعل أسرة سيث تنسى الماضي الذي كانت تعيشه، أجبر بول الروح الموجودة في المنزل على الخروج، وبالفعل بدت محاولاته وكأنها ناجحة في بداية الأمر حتى أنه تمكن من أن يخرج دنفر من عزلتها ووحدتها لأول مرة بعد مرور عدة سنوات، إلا أنهم تفاجأوا أثناء عوتهم في الطريق إلى أن هناك بامرأة شابة تجلس أمام البيت اسمها ويطلق عليها اسم محبوبة، دارت في ذهن بول الكثير من الشكوك حولها، وعلى أثر ذلك حذر سيث من تصديق الأمر، لكن سيث انجذبت إلى المرأة وتجاهلت كلام بول، ومنذ تلك اللحظة اضطر بول إلى مغادرة البيت بشكل تدريجي؛ وذلك بسبب بدء ظهور أمور خارقة للطبيعة.

حيث أنه في أحد الأيام قامت محبوبة بمحاصرة بول، وقد كان ذلك بعد أن اعتاد على النوم في مكان بعيد عن الغرف، إذ كان في سقيفة البيت، وبينما كانت قد بدأت علاقة بين بول ومحبوبة بدأت ترتاد على ذهنه بعض الذكريات المرعبة من الماضي، وهنا حاول الطبيب إخبار سيث بما يحدث معه.

ولكن في تلك اللحظة كان يشعر بالذنب جراء العلاقة بينه وبين محبوبة مما جعله عوضاً عن الإفصاح عن ذلك بتغير محور الحديث وطلب منها أن يتزوجا فقد أراد أن يكون أسرة معها، وقد كان في ذلك الوقت يتصدى إلى تأثير محبوبة عليه، وهذا الأمر جعل سيث تبدو سعيدة جداً، لكن حينما أخبر الطبيب أصدقائه في العمل عن رغبة في الزواج من سيث رفضوا ذلك وبرروا رفضهم بنظرة المجتمع إلى سيث، وقد كشف أحد أصدقاء بول والذي يدعى ستامب بيد عن السبب خلف رفض المجتمع لسيث.

وفي ذلك الوقت قامت سيث بسرد قصتها على الطبيب، حيث قالت: بعد أن قررت الهروب من الجنوب إلى الشمال حيث كان أطفالها ينتظرونها في منزل أم زوجها والتي تدعى بيبي سجز، تفاجأت بأن من كان ينتظرها أيضاً هو سيدها في العمل والذي بدوره كان ينتظرها من أجل محاولة اعادتها هي وأطفالها إلى المناطق الجنوبية، وفي تلك اللحظة سرعان ما أمسكت سيث بأطفالها وفرت معهم إلى مرآب كان يوجد به أدوات حادة، حيث كانت تريد أن تقوم بقتلهم جميعاً، إلا أنها في ذلك الوقت تمكنت من قتل أكبر بناتها باستخدام منشار، وهنا بررت سيث فعلتها تلك بقولها أنها كانت تحاول أن ترسل بأولادها إلى مكان أكثر أماناً من الواقع الذي يعيشونه، وحينما سمع بول بهذا الكلام تجرع مرارة الحقيقة وقام بمغادرة المنزل.

ويوماً بعد يوم أخذت سيث بتصديق أن محبوبة هي ذاتها ابنتها التي قامت بقتلها، والذي كان مكتوب على قبرها ذات الاسم، ومنذ تلك اللحظة بدأت سيث بالعمل على إنفاق كل ما تملكه في سبيل إرضاء محبوبة، إذ أرادت سيث بذلك أن تخرج نفسها من دائرة الذنب، وفي أحد الأيام شعرت محبوبة بالغضب وبدأت تزداد طلباتها يومياً، كما أصبحت تنتابها نوبات قوية من الغضب في كل مرة لا تعترض سيث طريقها.

ومع مرور الوقت كان وجود محبوبة من الأمور التي تؤثر بشكل سلبي على حياة سيث، حيث أن وجود محبوبة استنزف حياة سيث بالكامل، إلى أن وصل بها الأمر أن تضحي بطعامها من أجل إرضاء محبوبة وتلبية رغباتها وطلباتها، وفي حين أن محبوبة كانت تزداد تضخماً، بينما تضاءلت سيث حجماً، وفي أحد الأيام بينما كانت الأحداث تتصاعد يوماً بعد يوم، عزمت دنفر الابنة الأصغر لسيث الهرب نحو المجتمع الزنجي؛ وذلك من أجل طلب المساعدة.

وتلبية لطلب دنفر حضرت بعض النساء من القرى المجاورة من أجل تطهير البيت من الروح التي أدت إلى أذية والدتها، وفي ذات الوقت كان قد وصل رجل من البيض إلى بيت سيث، وقد كان ذلك من أجل دنفر فقد سألته عن عمل بدون علم سيث، وقد كان ذلك الشخص هو ذاته من قام بتقديم البيت كهدية لبيبي سجز والدة زوج سيث، وذلك حتى تأوي إليه بعد أن قام هال زوج سيث بتحررها من مالكيها، وعلى غفلة بما يحصل انقضت سيث على الرجل وبيدها ملقط  كبير من الحديد، حيث أنه في تلك اللحظة كانت سيث مشوشة للغاية، إذ كانت تستعيد ذكريات المالك الأبيض، وهنا اختفت محبوبة، ويتوجه الكاتب بعد ذلك في أحداث الرواية ليتحدث عن دنفر كعضو فعال في المجتمع، كما رجع الطبيب حتى يجدد الوفاء في حبه لسيث.

المصدر: Beloved Novel


شارك المقالة: