علي بابا والأربعون لصاً

اقرأ في هذا المقال



على الرغم من أن هذه النسخة من القصة تحمل عنوان تاريخ علي بابا، وتاريخ الأربعين لصًا الذين قتلوا على يد رجل واحد، فقد اخترنا استخدام العنوان الأقصر والأكثر شيوعًا، علي بابا والأربعين لصًا بواسطة Arabian Nights. تم سرد القصة في العديد من الإصدارات، مع اختلافات طفيفة في العنوان والتفاصيل. لقد اخترنا ألف ليلة وليلة، سلسلة ويندرمير، التي رسمها ميلو وينتر (1914). ربما لم تظهر هذه القصة حتى الترجمات الأوروبية ظهرت هذه القصة في الترجمات الأوروبية، ولا سيما بواسطة أنطوان غالان.

الشخصيات:

  • علي بابا.
  • قاسم.
  • موريجانا.
  • اللصوص.

قصة علي بابا والأربعين لصاً:


كان هناك شقيقان يعيشان في بلدة فارس، أحدهما يدعى قاسم والآخر علي بابا، قسّم والدهم ميراثًا صغيرًا بينهم بالتساوي ثمّ تزوج قاسم من امرأة ثرية وأصبح تاجراً ثرياً وتزوج علي بابا من امرأة فقيرة مثله، وعاش بقطع الخشب وكان يحمله على ثلاثة حمير إلى المدينة لبيعها.
عندما كان علي بابا في الغابة وكان يقطّع الخشب رأى من بعيد سحابة كبيرة من الغبار، بدا وكأنها تقترب منه ثمّ لاحظها باهتمام، وميزها، بعد فترة وجيزة مجموعة من الفرسان الذين اشتبه في أنهم ربما لصوص، ثمّ قرر ترك حميره لتنقذ نفسها وقام بالهروب وحده وصعد شجرة كبيرة، مغروسة على صخرة عالية، كانت أغصانها سميكة بما يكفي لإخفائه، ومع ذلك استطاع رؤية كل ما يمر من تحته دون أن يكتشفوه.
وصل الفرسان الذين بلغ عددهم أربعون فردًا، وجميعهم كانوا مسلحين جيدًا، إلى أسفل الصخرة التي كانت تقف عليها الشجرة، وترجلوا هناك ثم فكّ كل رجل حصانه وربطه بشجيرة، ثم نزع كل واحد منهم حقيبته التي بدت لعلي بابا من وزنها مليئة بالذهب والفضة. جاء قائدهم تحت الشجرة التي كان يختبئ فيها علي بابا، وشق طريقه وسط بعض الشجيرات وهو يقول هذه الكلمات: افتح يا سمسم! وحالما قال رئيس اللصوص هذا، فُتح باب في الصخر وبعد أن أدخل كل قواته أمامه، ثمّ تبعهم عندها أغلق الباب من تلقاء نفسه.
مكث اللصوص بعض الوقت داخل الكهف، وبقي خلالها علي بابا في الشجرة خوفًا من القبض عليه ثمّ أخيرًا فُتح الباب مرة أخرى، وخرج القبطان أولاً، ثمّ غادر الجميع معه ثمّ سمعه علي بابا وهو يغلق الباب بنطق هذه الكلمات: أغلق يا سمسم! ذهب كل الرجال في الحال وعادوا بالطريقة التي أتوا بها. وبعد ذلك نزل علي بابا بعد أن تأكد من ابتعادهم، وعندما تذكر الكلمات التي استخدمها قبطان اللصوص لفتح الباب وإغلاقه، كان لديه فضول لمحاولة ما إذا كان نطقه له نفس التأثير. فذهب بين الشجيرات، ورأى الباب وراءها فوقف أمامه، وقال: افتح يا سمسم! ففتح الباب على الفور على مصراعيه.
فوجئ علي بابا، الذي توقع كهفًا مظلمًا كئيبًا برؤية غرفة فسيحة مضاءة جيدًا، يدخلها الضوء من فتحة في أعلى الصخرة وفيها جميع أنواع المؤن، رزم غنية من الحرير، والسجاد الثمين، مكدسة فوق بعضها البعض، وسبائك الذهب والفضة في أكوام كبيرة، والنقود في أكياس، جعله مشهد كل هذه الثروات يفترض أن هذا الكهف لا بد أنه مخزناً لمسروقات هؤلاء اللصوص. دخل علي بابا بجرأة إلى الكهف، وجمع أكبر قدر من العملة الذهبية التي كانت في أكياس ووضعها على ظهور حميره الثلاثة وغطى الأكياس بالخشب بطريقة لا يمكن رؤيتها وبعدما أنهى وقف أمام الباب، ونطق الكلمات: أغلق يا سمسم! فأُغلق الباب من تلقاء نفسه ثم شق طريقه إلى المدينة.
وعندما عاد علي بابا إلى المنزل، قاد الحمير إلى ساحة بيته الصغيرة، وأغلق البوابات بحذر شديد، وتخلص من الخشب الذي كان يغطي الحمولة، وحمل الحقائب إلى منزله، وقام بإدخالها مع زوجته ثم أفرغ الأكياس التي مُلئت بكومة كبيرة من الذهب حيث أبهرت عيون زوجته، ثم أخبرها بالمغامرة بأكملها من البداية إلى النهاية، وقبل كل شيء أوصى زوجته أن تبقي أمر هذا الكنز سراً. ابتهجت الزوجة كثيرا بحسن حظهم، وكانت تحسب كل الذهب قطعة قطعة فأخبرها علي بابا أنّه سيحفر حفرة، ويدفن كل هذا الكنز.
ركضت زوجة علي بابا إلى صهرها قاسم، الذي كان يعيش بجوارهم وطلبت من زوجته أن تقرضها الميزان لبعض الوقت عندها سألتها زوجة قاسم عن سبب هذا الطلب فأخبرتها أنّها تريد قياس وزن بعض الحبوب وستعيده في الحال، ولكن زوجة قاسم لم تقتنع بكلامها لأنها كانت تعرف فقرعلي بابا، وكانت متشوقة لمعرفة نوع الحبوب التي تريد زوجته توزينها، فوضعت ببراعة بعض الشحم في أسفل الميزان ليلتصق بها الحبوب، وأحضرته إليها ثمّ عادت زوجة علي بابا إلى المنزل، وبدأت بملئ الميزان بالذهب، وكانت تقيس بذلك كمية الكنز الي أحضرها زوجها، ثمّ قامت بإعادة الميزان مرة أخرى ولكن دون أن تنتبه أن قطعة من الذهب قد التصقت بقاع الميزان حيث وضعت زوجة قاسم الشحم.

بعد ان أعادت زوجة علي بابا الميزان وشكرت زوجة قاسم وغادرت، نظرت زوجة قاسم إلى أسفل الميزان، وكانت مفاجأة لا توصف عندما وجد قطعة من الذهب ملتصقة به، امتلك الحسد صدرها وعلى الفور أخبرت زوجها وتساءل الاثنان من أين لعلي بابا كل هذه الثروة حتى يقيسها بالميزان وبدلاً من أن يكون مسرورًا، ولشدة حسدهما أخيه على هذا المال لم يستطع هو وزوجته النوم طوال تلك الليلة، وذهب قاسم لعلي بابا في الصباح قبل شروق الشمس وأخبره أنّه متفاجئ منه حيث أنه يتظاهر بالفقر البائس، ومع ذلك يقيس الذهب بالميزان وأخبره كيف وجدت زوجته الذهب أسفل الميزان.
من خلال هذا الحديث، أدرك علي بابا أن قاسم وزوجته، من خلال حماقة زوجته عرفوا بأمرهم لذلك و دون أن يظهر أدنى مفاجأة أو متاعب اعترف بكل شيء، وقدم لأخيه جزءًا من كنزه ليحفظ السر ولكنّ قاسم أراد أن يعرف بالضبط مكان هذا الكنز، وكيف يمكنه الذهاب بنفسه لذلك الكنز وهدده بإخباره وإلا سيذهب ويبلغ الجميع عنه، وعندها سيفقد علي بابا كل ما لديه من كنز وعندها أخبره علي بابا بكل ما يريد، حتى الكلمات نفسها التي كان سيستخدمها للدخول إلى الكهف.
استيقظ قاسم في صباح اليوم التالي قبل شروق الشمس بوقت طويل، وانطلق إلى الغابة مع عشرة بغال تحمل صناديق كبيرة صمم لملئها، واتبع الطريق الذي أشار إليه علي بابا ولم يمض وقت طويل حتى وصل إلى الصخرة، واكتشف المكان من الشجرة وغيرها من العلامات التي أعطاه إياه أخوه وعندما وصل إلى مدخل الكهف، لفظ الكلمات: افتح يا سمسم! ثمّ فُتح الباب على الفور، وعندما دخل، أُّغلق عليه الباب ووضع بسرعة أكبر عدد ممكن من أكياس الذهب التي يمكن أن يحملها عند باب الكهف لكنّه نسي الكلمة التي يحتاج إليها لفتح الباب مرة أخرى، ولكن بدلاً من “سمسم” قال: “افتح يا شعير!” وقد اندهش كثيرًا عندما اكتشف أن الباب ظل مغلقًا بسرعة.
سمى عدة أنواع من الحبوب، لكن الباب لم يفتح ولم يتوقع قاسم مثل هذه الحادثة أبدًا، وكان خائفاً جدًا من الخطر الذي يواجهه، فكلما سعى أكثر لتذكر كلمة “سمسم” ، كلما ارتبكت ذاكرته، ونسيها ثمّ مشى مشتت الذهن صعودًا ونزولاً في الكهف، دون أن يهتم للثروات التي كانت حوله من خوفه من البقاء محبوساً في الكهف، وفي الظهرعاد اللصوص إلى كهفهم وعند وصولهم رأوا بغال قاسم منتشرة حول الصخرة، فانزعجوا من ذلك وركضوا بأقصى سرعة إلى الكهف ثمّ أبعدوا البغال، و دخلوا مباشرة، مع سيوفهم في أيديهم إلى الباب، الذي فتح على الفور لقبطانهم بعد نطق الكلمات المناسبة.

سمع قاسم ضجيج أقدام الخيول، فتوقع فورًا وصول اللصوص، وهرع إلى الباب، وما إن رأى الباب مفتوحًا، فركض وهاجم القائد لكنه لم يستطع الهروب من اللصوص الآخرين، الذين سرعان ما قتلوه ثم بدأوا بفحص الكهف فوجدوا جميع الحقائب التي أحضرها قاسم وملئها بالذهب أمام الباب، لكنهم لاحظوا نقصاً في كنز الكهف وهو ما أخذه علي بابا من قبل ثم عقدوا مجلسًا للتشاور، فتوقعوا أن قاسم، ثمّ استغربوا كيف أستطاع قاسم معرفة الكلمات السرية التي يمكنه من خلالها الدخول.
ولإرهاب أي شخص سيحاول الدخول مرة أخرى، قرروا تقطيع جسد قاسم إلى أربعة أرباع – تعليق اثنين على جانب واحد، واثنان على الجانب الآخر، داخل باب الكهف ثمّ ركبوا خيولهم وذهبوا لقطع الطرق مرة أخرى، ولمهاجمة القوافل التي قد يقابلونها، في هذه الأثناء كانت زوجة قاسم خائفة للغاية عند حلول الليل ولم يعد زوجها. فركضت إلى علي بابا بقلق شديد وأخبرته أنّ زوجها غادر للغابة منذ الصباح ولم يعد للآن ولكنّ علي بابا طمأنّها لأن قاسم بالتأكيد لن يدخل إلى المدينة وهو يحمل الكنز مبكراً سيبقى حتى منتصف الليل ويعود لكي لا يراه أحد، وعندما حل الصباح ولم يعد قاسم ذهبت زوجته لعلي بابا مرة أخرى وطلبت منه أن يذهب للبحث عن زوجها وهي تبكي من خوفها.

غادر علي بابا فورًا بحميره الثلاثة ثمّ ذهب إلى الغابة، وعندما اقترب من الصخرة ولم ير أخاه ولا بغله في طريقه، وإنّما عثر على بعض الدماء بالقرب من الباب، قرر دخول الكهف ونطق الكلمة وفتح الباب، حينها أصابه الرعب من المشهد الكئيب لجسد أخيه المقطع في الكهف، فحمل جثة أخيه على الفور مع كمية من الذهب وغطاهم بالخشب ثم قام بإغلاق الباب وخرج، وانتظر في الغابة إلى منتصف الليل، وعندما عاد إلى المنزل قاد الحمارين المحملين بالذهب إلى فناء منزله الصغي، وطلب لزوجته تفريغها، وقاد الحمارالآخر إلى منزل زوجة أخيه.

ما إن رأت زوجة قاسم جثة زوجها حتى أصابها الجنون من شدة حزنها فأخبرها علي بابا أن تبقي أمر موت زوجها بتلك الطريقة سرياً لأنّه إذا انتشر خبر موته مقطعاً سيعرف اللصوص مكانهم وسيأتون لقتلهم جميعاً، ثمّ استعان بطبيب يدعى السيد مصطفى الذي قام بخياطة جثة قاسم وغسله ودفنه دون أن يراه أحد كما لو أنه مات موتًا طبيعيًا، وفي تلك الأثناء زار الأربعون لصًا مرة أخرى كهفهم في الغابة حيث كانت مفاجأة كبيرة عندما لم يعثروا على جثة قاسم مع بعض حقائبهم الذهبية. عندها تأكد اللصوص أن الرجل الذي قتلوه كان له شريك و يجب العثورعليه لاسترداد كنزهم المسروق منه، فقرروا البحث عنه.

في تلك الأثناء انتقل علي بابا وزوجته للسكن مع زوجة أخيه في بيتها لمواساتها وحمايتها في حال جاء اللصوص، في ذلك الحين أرسل اللصوص أحدهم لتعقب الرجل الذي قتلوه ليعرف ما اسمه وأين يعيش، ومن هم أقاربه، وبعدما دخل هذا اللص المدينة بحث هناك ليعرف عن أي شخص مات مؤخراً وبعد جهد كبير وصل قابل مصطفى الرجل الذي قام بخياطة جثة قاسم ودفنه، حاول اللص إغراء مصطفى بالمال لإعطائه معلومات عن الرجل الميت ولكن علي بابا كان قد حذر مصطفى من قبل ليبقي موت أخيه سراً.
حينها أدرك مصطفى أنّه أحد اللصوص ثمّ قام باستدراجه ليخبره عن منزل رجل مات قبل فترة ولكنّه طلب منه أن يُعصّب عينيه، وبعد وصولهم لمنزل قاسم حيث سكن علي بابا قام اللص قبل دخوله بوضع علامة بالرمل على الباب حتى يتمكن اللصوص الآخرون من العودة إليه في تلك الليلة وقتل كل من في المنزل. ولكنّ خادمة قصر قاسم موريجانا قامت بإخبار علي بابا بخطة اللص بعد أن رأت أنه وضع علامة على باب بيتهم، فأخبرها علي بابا بالذهاب ووضع نفس العلامة على أبواب جميع المنازل في الحي بنفس الطريقة وبعدما عاد الأربعون لصًا في تلك الليلة لتعقب رجلهم، لم يتمكنوا من تحديد المنزل الذي دخله،عندها كان علي بابا قد قتل اللص الفاشل.
وفي اليوم التالي بعثت العصابة لصاً آخر حيث زار السيد مصطفى وحاول مرة أخرى الوصول لبيت قاسم ولكن كان علي بابا بانتظاره وقتله مرة أخرى، عندها قرر زعيم اللصوص أن يذهب بنفسه بعد خسارة رجاله ويبحث بنفسه. فتظاهر زعيم اللصوص بأنه تاجر زيت كان شريكاً لقاسم ويحتاج إلى رؤية علي بابا، وأحضر معه بغال محملة بـ ثمان وثلاثون وعاء زيت، أحدها مليء بالزيت، وسبعة وثلاثون يختفي اللصوص المتبقين داخلها.
وبمجرد أن نام علي بابا، خطط اللصوص لقتله مرة أخرى، ولكن كان علي بابا كان قد اكتشف خطتهم وكان بالمرصاد لهم حيث قام بقتل السبع وثلاثون لصًا في أوعية الزيت الخاصة بهم عن طريق صب الزيت المغلي عليهم ليلاً وعندما أتي زعيمهم لإيقاظ رجاله، اكتشف أنهم جميعًا ماتوا فهرب. تخلص علي بابا من اللصوص جميعاً وبقي هو الوحيد الذي يعرف سر الكنز الموجود في الكهف وكيفية الوصول إليه.


المصدر: https://en.wikipedia.org/wiki/Ali_Baba_and_the_Forty_Thieves,Ali Baba and the Forty Thieves,https://americanliterature.com/author/arabian-nights/short-story/ali-baba-and-the-forty-thieves,Ali Baba and the Forty Thieves ,https://www.pitt.edu/~dash/alibaba.html,Ali Baba and the Forty Thieves ,


شارك المقالة: