فن كتابة الخطابة في العصر العباسي الأول

اقرأ في هذا المقال


كان للكتابة في العصر العباسي الأول الاهتمام الكبير، فتنوّعت أساليبها وأنواعها ومن هذه الأنواع فن الخطابة الذي ازدهر ببعض أنواعه وضعف بالبعض، وسنتحدّث في هذا المقال عن أهم أنواع الخطابة التي ظهرت في هذا العصر وعن خصائصها.

أنواع الخطابة في العصر العباسي:

أسلوب الخطابة الحفلية في العصر العباسي:

الخطابة الحفلية هي خطابة قصيرة يلقيها شخص لديه مهارة الخطابة في مناسبات مختلفة، ولم تكن الخطابة الحفلية منتشرة كثيراً كما كانت في العصر الأموي؛ وذلك لأن الوفود العربية قلّ عدد مجيئها على قصور الخلفاء، فاقتصرت على بعض المناسبات القليلة مثل التعزية، التهنئة، على سبيل المثال عندما يعطى شخص منصب ولاية جديد، فيقوم أحد الخطباء بالاحتفال به من خلال إلقاء كلمات تعبّر عن الفرح وتدعو للولاء والالتزام بطاعة هذا الوالي، وبسبب قلة الخطابة في ذلك العصر لم يجد الدارسين أيّ آثار واضحة لهذا الفن حينها.

أسلوب الخطابة السياسية في العصر العباسي:

كانت الخطابة السياسية في العصر العباسي عبارة عن بيان لحقوق العباسيين في خلافتهم مع الأمويين، ومن الأمثلة على ذلك خطاب لأبو العباس السفاح وهو خطيب عبّاسي، يوضّح في خطابه صلتهم وقرابتهم لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (بنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم، وبصّرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلاكهم).

فكانت خطبته تعبيراً عن الحق للعباسيين بالخلافة، لكن بعد ذلك ضعف استخدام الخطابة السياسية في العصر العباسي لرد الظلم؛ حيث قام العباسيين لاستخدام أسلوب السيف والخضوع والإذعان تجاه أي شخص ينكر حقوقهم في الخلافة، حتى أن مفهوم الأحزاب في هذا العصر كاد ان يختفي بشكل كامل؛ وذلك لأنّهم لم يكن يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية فأصبحت الخطابة السياسية بسبب ذلك نوع نادر جدّاً من الكتابة في هذا العصر.

أسلوب الخطابة الدينية في العصر العباسي:

كان للخطابة الدينية ازدهار واسع في العصر العباسي وكانت تلقى على ألسنة الخلفاء مثل: المهدي، وهنالك الكثير من الخطب التي تعتبر أقوال مأثورة، حتى صدر أمر بأن الخطابة لا يجوز أن يلقيها إلّا الخليفة لذلك ضعفت؛ لكن على الرغم من ذلك نشأت بيئة جديدة في العصر العباسي وهي بيئة الشيوخ والوعّاظ والنسّاك، فكانوا يلقون الكثير من الخطب التي تحثّ على الإيمان بالله تعالى.

فأصبحت منتشرة في المساجد بشكل أكبر منه في قصور الخلفاء، حيث شهدت الخطابة في المساجد في هذا العصر ازدهار ونشاط واسع، وكان من المعروف بأنّه لا يجوز أن يلقي خطبة الجمعة خليفة بل واعظ، ما عدا الخليفة المهدي الذي استمر بإلقاء خطب الجمعة لمدة سنة كاملة وظهر بعدها الصوفية الذين كان لهم دور كبير في تطور الخطابة الدينية في ذلك العصر.

من أهم خطباء العصر العباسي:

كان للخطابة بأغراضها وأهدافها المتعدّدة الأثر الكبير على النفوس في ذلك العصر، وكانت أكثر ما تلقى على ألسنة الخلفاء والولاة ومن أشهرهم:

  • محمد بن عبدالله العلوي واشتهر بعصر المنصور كان من المعارضين للحكم العباسي وقام بثورات ضدهم، كان يلقّب ب (النفس الزكية).

المصدر: تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الأول/ابراهيم علي أبو الخشاب/1987الخطابة وإعداد الخطيب/عبد الجليل عبده شلبي/1981فن الخطابة/انطوان كوال/1996الأدب العربي في العصر العباسي/احمد بن علي عمر/1930


شارك المقالة: