قصة أحمد والحروف

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا أن نعلّم أولادنا أهميّة الكتابة والقراءة؛ فالكثير من الأطفال لا يعلمون أهميّتها في حياتنا، ويجدون أن تعلّمها أمر صعب، سنحكي في قصة اليوم عن طالب كان لديه امتحان الإملاء، ولكنّه لم يؤدّي أداءً جيّداً، نام وحلم حلماً غريباً جعله يدرك أهمية الحروف التي كان أظهر انزعاجه وعدم حبّه لها.

قصة أحمد والحروف:

كان هنالك طالب اسمه أحمد، أخبرته معلمة اللغة العربية أن يوم غد سيكون هنالك امتحان للإملاء، أحمد طالب نشيط ويحب الدراسة ودائماً ما يحصل على العلامات الجيدّة، درس أحمد وهيّأ نفسه لهذا الامتحان طوال الليل، ولكن في اليوم التالي عندما دخل الامتحان شعر أنّه لم يفلح به؛ فعاد للمنزل وهو غاضب، ووضع نفسه في الفراش وغطّى رأسه بالمخدّة وقال: أنا أكره الحروف.

لاحظ الجميع أن أحمد كان شديد الانزعاج، وفي صباح اليوم التالي جلس مع عائلته على مائدة الإفطار، وعندما بدأ بتناول البيض لاحظ أن طعمه يبدو غريباً بعض الشيء؛ فنظر لوالدته وقال: لماذا يبدو طعم البيض غريباً هكذا يا أمي؟ أجابته أمّه: لا أعلم يا بني لا بد أن الحروف قد اختفت ولم أستطع التمييز بين السكر والملح.

تعجّب أحمد من قولها، ولكنّه أكمل طعامه وذهب إلى المدرسة، عندما وصل للمدرسة كان الأمر غريباً؛ ففي كل الحصص الدراسية لم يستطع أحد من المعلّمين أن يكتب ولو حرفاً واحداً على اللوح، اندهش أحمد ممّا يرى، وفجأةً شعر أنّه يريد الذهاب للحمّام، فذهب مسرعاً ولكن بدت الأبواب كلّها مثل بعضهما في ممّرات المدرسة؛ فلم يستطع الانتظار وانزعج كثيراً.

كان من أسوأ الأيام بالنسبة لأحمد، عاد إلى المنزل وهو يشعر بالتعاسة من ذلك اليوم الممل، وعندما أراد ركوب الحافلة ظل واقفاً لفترة طويلة؛ فلم يظهر أي حروف أو كلام أو لافتات ولم يعرف أي حافلة سيركب، وأخيراً عاد إلى المنزل وتوجّه إلى غرفة الألعاب وكان يريد اللعب على الكمبيوتر.

عندما فتح أحمد الكمبيوتر بدت اللعبة وكأنّها غريبة، فلا يوجد كلام أو تعليمات كما كانت تظهر من قبل؛ لذلك لم يستطع اللعب وشعر بالغضب الشديد لما يحدث معه، ذهب إلى فراشه مسرعاً ووضع نفسه في الفراش وغطّى وجهه بالمخدة كما فعل في اليوم السابق.

وفجأةً جاءت أمّه لتوقظه من النوم، عندما استيقظ وجد أحمد ورقة الامتحان ما زالت بيده، وأنّه لا زال يرتدي الزي الرسمي، وعلم وقتها أن هذا كان حلماً مزعجاً لا أكثر، شعر وقتها بالاطمئنان بأن الحروف لا زالت موجودة، وندم على إظهار كرهه لها، وقرّر أن يدرس ويجتهد أكثر ليحصل على علامات جيدّة، ويقوم بأداء جيّد في الامتحانات القادمة.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: