قصة اختطاف

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول سيدة تعرض ابنها إلى عملية اختطاف، فقرّرت أن تطارد الخاطفين بنفسها حتى تتمكن من تحرير طفلها منهم.

قصة اختطاف

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى السيدات التي تدعى كارلا، وقد كانت تلك السيدة مطلقة منذ فترة لا بأس بها، وهي في الوقت الحالي تعيش حياتها بكل هدوء واستقرار تام، حيث أنها كانت تقيم مع ابنها الوحيد والذي يدعى فانكي، وقد كان ابنها في عمر الستة سنوات، وهي بعد أن حصلت على الطلاق كانت قد تعمل على قضية حضانة ابنها، وخلال تلك الفترة كانت تبحث عن عمل من أجل أن تتمكن من أن تعيل نفسها وابنها، ولم تمكث طويلاً حتى عرض عليها أن تقوم بالعمل كنادلة في أحد المطاعم، وبالفعل وافقت على ذلك العرض، إذ أرادت أن تصبح سيدة مستقلة بذاتها وتؤمن حياة كريمة لابنها الوحيد، وقد استمرت في هذا العمل لفترة جيدة.

وفي يوم من الأيام فكرت السيدة كارلا بأن تقوم باصطحاب ابنها إلى إحدى الحدائق المحلية الشهيرة؛ وذلك من أجل التنزه واللعب والاستمتاع بوقته، فقد كانت طوال وقتها في العمل وتضعه عند إحدى جاراتها في المنزل، وبينما كانت تنتقل بابنها بين الألعاب البسيطة المتواجدة في الحديقة رن هاتفها، وفي تلك اللحظة اضطرت إلى أن ترد على تلك المكالمة، وهذا ما جعلها تترك ابنها للحظات حتى تتمكن من سماع تفاصيل تلك المكالمة بشكل جيد، إذ أنها كانت مكالمة هاتفية مهمة للغاية بالنسبة لها، حيث أنه من كان على الهاتف هو محاميها؛ وفي ذلك الوقت كان يعمل على قضية حضانة ابنها.

وفي تلك الأثناء بعد أن انتهت السيدة من مكالمتها وعادت من أجل أن تجلس على أحد المقاعد في الحديقة التفتت من حولها فلم تجد ابنها، وكل ما وجدته هي اللعبة التي كانت بين يديه، وهنا سرعان ما همت كارلا بالبحث عنه هنا وهناك في كل مكان وفي كل زاوية في الحديقة، إلى أنها بحثها كان دون جدوى، وهنا فكرت في أن تقوم إلى الخروج من الحديقة وأن تبحث في الطرقات، وأول ما وصلت إلى باب الحديقة وجدته برفقة سيدة لم تكن قد شاهدتها من قبل.

وتلك السيدة الغريبة كانت في تلك اللحظة تقوم بإجباره على الدخول إلى سيارتها ذات اللون الأخضر، وبالفعل تمكنت السيدة من اجباره على دخول السيارة قبل أن تصل إليه السيدة كارلا، وقد حاولت كارلا اللحاق بهم، لكن السيارة قد سارت بسرعة جنونية، وهنا سرعان ما توجهت نحو سيارتها واعتلتها وأخذت بمطاردتهم، وفي تلك اللحظة حاولت كارلا البحث عن هاتفها في جيوبها من أجل إجراء مكالمة هاتفية مع مركز الشرطة وطلب المساعدة، ولكن لاحظت أنها نسيته في تلك الحديقة.

وفي ذلك الوقت حاولت أن تطلب المساعدة من السيارات المجاورة، ولكن في كل مرة كانت تشير لأحد السائقين يقوم الخاطفون إلى جانب تلك السيدة الغريبة في إحباط محاولاتها، وفي تلك اللحظة فكرت كارلا بأن تقوم بنفسها بمحاولة الاقتراب من سيارة الخاطفون ومنعهم من متابعة مسيرهم وإجبارهم على التوقف.

وحينما لاحظوا الخاطفون ذلك الأمر الذي قد أزعجهم وهدد حياتهم باحتمالية وقوع حادث سير مروع قاموا بتهديديها بقتل ابنها من خلال إخراج سكين وضربه في عنقه، وعلى إثر ذلك اضطرت كارلا إلى التوقف عن ملاحقتهم، وسرعان ما تغير اتجاهها بالسير من طريق مختلف؛ وذلك لأنها كانت مصممة على ملاحقتهم، وإنما أرادت أن تموه لهم أنها كفت عن ملاحقتهم، بالإضافة إلى خوفها على ابنها الوحيد جعلها تصل إلى سيارة الخاطفون من طريق أخر.

وفي تلك الأثناء ظهر أحد عناصر الشرطة وهو يعتلي دراجته النارية، وقد طلب من أم الطفل أن تتوقف عن السير من تلك الطريق؛ وذلك لأنها بذلك خرقت قوانين السير، وهنا حاولت أن تخبر الشرطي أن ابنها تعرض لعملية خطف وهو موجود في تلك السيارة المجاورة لها، وقد استخدمت في توصيل الأمر إلى الشرطي من خلال لغة الإشارة والتمتمة، ولكن لا يفهم الشرطي أي من تلك الإشارات، وهنا حينما لاحظوا الخاطفون ذلك اعتقدوا أنه قد فهم إشارات السيدة كارلا وسرعان ما قاموا الخاطفون بسحق الشرطي بسيارتهم وقتله.

ثم بعد ذلك قام الخاطفون بالسير بسرعة جنونية إلى أن وصلت إلى أحد الحقول الموجودة على أطراف المدينة، والسيدة كارلا لم تفقد تتبع تلك السيارة ولو للحظة وقد سارت بذات السرعة التي ساقوا بها وأول ما وقفت إلى جانب سيارتهم خرجت من سيارتها ووقفت أمامها وهي تبدو كجسد من الحديد الصلب من شدة شجاعتها وجرأتها، وفي تلك اللحظة خرجت السيدة الغريبة من السيارة وبدأت بالحديث مع كارلا وأول ما تفوهت السيدة الغريبة طلبت منها أن تقوم بدفع فدية من أجل استرجاع ابنها.

وقد كانت الفدية التي طلبتها تقدر بعشرة آلاف دولار، وافقت أم الطفل على الفور وهنا عرضت على السيدة الغريبة أن تقوم باعتلاء السيارة معها وترافقها إلى منزلها من أجل أن تقدم لها المبلغ المطلوب، وبالفعل هذا ما حدث فقد رافقت الغريبة أم الطفل في سيارتها، وأثناء طريقهن حينما وصلتا إلى أحد الأنفاق حاولت السيدة أن تقوم بضرب كارلا والتخلص منها، إلا أن والدة الطفل كانت سيدة واعية ومدركة لكل حركة تتحرك بها الغريبة، وهنا سرعان ما قامت بالنجاح في التخلص منها وطردها خارج السيارة.

وهنا قامت السيدة الغريبة بإعطاء إشارة إلى فريق الخاطفون، ولكن والدة الطفل قبل أن تعود إليهم وتتابع مطاردتهم توجهت نحو قسم الشرطة وقامت بعمل بلاغ حول خطف ابنها، وهنا طلبت منها ضابطة القسم أن تنتظر بعض الوقت، استجابت والدة الطفل إلى طلبها، وفي تلك اللحظات سمعت من العديد من الموجودين في القسم أن هناك العديد من البلاغات التي تم تقديمها بشأن اختفاء الأطفال في تلك المنطقة دون أن يتم العثور على أي طفل منهم.

وفي النهاية حينما سمعت والدة الطفل بكل تلك الحوادث من الاختطاف للأطفال واختفائهم عزمت على أن تقوم بملاحقة ومطاردة الخاطفون بنفسها،  وقد توصلت إليهم على الرغم من أنهم خلال تلك الفترة كانوا قد استبدلوا سيارتهم بسيارة أخرى، وبعد أن قامت بمطاردتهم لفترة طويلة تمكنت من التخلص من أحد أفراد الخاطفون وقتله، ثم بعد ذلك استمرت في مطاردة بقية فريق إلى أن وصلت إلى أحد المنازل التي قاموا بإخفاء ابنها فيها، وأول ما تمكنت من الدخول إلى ذلك المنزل اكتشفت أن هناك عدد كبير من الأطفال الذين تم اختطافهم، وأخيراً تمكنت والدة الطفل بعد عدة محاولات لها من تحرير ابنها وقتل الخاطفون، وفي تلك الأثناء وصلت عناصر الشرطة، وبعد إجراء التحقيقات والتحريات اكتشاف أن هناك شبكة دولية لخطف الأطفال.

المصدر: كتاب ألوان من القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: