قصة الإحسان للوالدين

اقرأ في هذا المقال


لا يعرف الشخص قيمة الوالدين الحقيقية إلّا عندما يكبر ويصبح هو الأب أو هي الأم، سنحكي في قصة اليوم عن أم يسكن معها والد زوجها المسن في حجرة خارج المنزل، ولكن ابنها الصغير قام بتمثيل غرفة خارجية لها عندما تكبر على دفتر الرسم بكل براءة؛ ممّا جعلها تندم على فعلتها وتشعر بأهميّة الإحسان للوالدين.

قصة الإحسان للوالدين

كان هنالك عائلة مكوّنة من الأب والأم والأبناء ويسكن معهم والد الأب في نفس المنزل، كانت هذه الأم لديها الكثير من المهام المنزلية للقيام بها، وفي يوم من الأيام جلست الأم مع أبنائها كي تراجع لهم دروسهم، وكان لديها ابن صغير لا يدرس؛ أعطته الأم ورقة وقلم وطلبت منه أن يرسم، كانت الأم تريد أن لا يشغلها ابنها الصغير عن عملها.

بينما كانت الأم جالسة تذاكر لأولادها تذكّرت أن والد زوجها وهو رجل مسنّ يسكن في حجرة مجاورة بأنّه لا يزال جائعاً، قالت الأم في نفسها: يجب أن أحضّر له طعام العشاء، ذهبت الأم وقامت بتحضير العشاء لوالد زوجها، كان لا يستطيع أن يغادر تلك الحجرة الموجودة في فناء المنزل؛ وذلك لضعفه ومرضه، عندما قدّمت له طعام العشاء قالت له: هل تريد منّي أن أقوم بعمل شيء آخر لك، قال لها والد زوجه المسن: كلّا يا ابنتي.

عادت الأم كي تجلس وتذاكر لأبنائها؛ وعندما نظرت لابنها الصغير وجدت أنّه يقوم برسم أشكال غريبة، يبدو أنّه قد رسم مربّع كبيرة وبداخله دوائر ومربّعات، فرحت الأم برسمة ابنها الصغير وقالت له: ماذا ترسم يا بني الصغير؟ قال لها: أنا أرسم بيتاً يا أمي، وهذه هي غرف المنزل، قالت له الأم: وأين ستجلس أنت يا صغيري؟ قال لها ابنها: في تلك الغرفة، وكان يشير بيديه البريئتين إلى المربعّات الموجودة، وترك مربّعا فارغ.

اندهشت الأم من ابنها الصغير وقالت له: ولماذا تركت مربعّاً فارغاً؟ قال لها: هذا المربع يا أمّي هو غرفة خارج المنزل، وأنا سأضعك بها عندما تكبرين تماماً كجدّي الذي يسكن في الغرفة الخارجية الآن، شعرت الأم باندهاش وحزن لكلام ابنها، وتخيّلت كيف لها أن تكبر ويفعل بها أبنائها هذا، وكيف ستعيش بدونهم، وتذكّرت أهميّة الإحسان للوالدين، وشعرت بالندم لما فعلته مع والد زوجها المسن؛ لأنّها شعرت بأهميّة الأنس مع الأولاد.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010


شارك المقالة: