قصة الحرس القديم

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الأمريكي، وقد دار محور الحديث فيها حول مجموعة من المحاربين الخالدين، والذين بدورهم حاولوا تخليص المجتمعات من تلك العصابات التي ترعب الناس الأبرياء.

قصة الحرس القديم

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول فريق تم توكيله بمهمة إلقاء القبض على إحدى الميليشيات، حيث أن تلك الميليشيا كانت تثير الرعب والذعر بين السكان المحليين وتقوم بعمليات خطف، وأولاً يتطرق الكاتب إلى تلك اللحظة التي تلتقي بها من إحدى أعضاء الفريق والتي تدعى آندري بشريكها في الفريق والذي يدعى بوكر في دولة المغرب، وهناك كذلك ينضمون إليهم بقية الشركاء في المهمة وهم كل من يدعى جو وآخر يدعى نيكي.

وقد كان يتم اعتبار أعضاء هذا الفريق من القتلة الخالدين الذين عاشوا لعدة قرون، وقد قضوا معظم حياتهم وهم في محاولة إخفاء أنفسهم قدر الإمكان في مناطق المغرب العربي، وأول ما تم إلقاء تلك المهمة على عاتقهم مضوا فترة طويلة في إمحاء صورهم من أذهان الناس وكل من يعرفهم؛ وذلك حتى يتناسى الجمع أشكالهم، وفي المغرب كان من المقرر أن يلتقي أعضاء الفريق مع أحد العملاء السابقين لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهو من كان يعرف باسم العميل جيمس كوبلي.

وأول ما اتفق الفريق مع العمل على كافة التفاصيل انطلقوا بالسفر إلى جنوب السودان، وبينما كانوا يستعدون من أجل دخول القاعدة الخاصة بالمليشيا، اكتشفوا أن تلك المهمة ما هي سوى فخ نُصب لهم، وأن أعضاء تلك المليشيا في انتظارهم؛ وذلك حتى يخرقوا أجسادهم بالرصاص، ولكن ما لم يكن يعرفه أحد أن أعضاء الفريق لديهم قوة خارقة تساعدهم في قذف طلقات الرصاص إلى خارج أجسادهم.

وعلى الرغم من أن أجسادهم نزفت، إلا أن قواهم الخارقة جعلتهم يقذفون الرصاصات خارج أجسادهم والتعافي من جروحهم، وهذا الأمر قد أذهل أعضاء المليشيا، كما اكتشفوا أن في ذلك المكان موجود كاميرا وضعها العميل جيمس من أجل تصويرهم بدقه وكشف سرهم، وهنا سرعان ما دمرت آندري الكاميرا وهربوا أربعتهم، ومنذ تلك اللحظة اتفقوا جميعاً على التعاون من أجل إلقاء القبض على المحقق جيمس.

ومن هناك انطلقوا إلى دولة أفغانستان، حيث أنه تم توجه فريق من مشاة البحرية الأمريكية إلى إحدى القواعد العسكرية من أجل إنقاذ مجموعة من النساء كان يحتجزهن أحد الزعماء الإرهابين، وقد كان ذلك الفريق بقيادة سيدة تدعى نايل فريمان، وقد ساعدتهم في تلك المهمة إحدى النساء لترشدها إلى الهدف الذي تبحث عنه.

وأول ما تم الوصول إلى هناك تقوم قائدة الفريق وكافة أعضاء الفريق بإطلاق النار على الزعيم، وأول ما أصابته القائدة حاولت مساعدته وعلاجه؛ وذلك لأنها كانت تريد أن تقبض عليه حيًا، ولكن زعيم العصابة سرعان ما أمسك أداة حادة وقطع حلقها، وهنا على الفور قامت إحدى شريكاتها في الفريق وتدعى دهيزي بمعالجة جرحها، ولكن نايل يغمى عليها، وفي تلك الأثناء كانوا القتلة الخالدون يرون نايل في رؤيتهم، فيدركون أن هناك شخص أخر حالة مثل حالهم موجود في مكان آخر من العالم، وسرعان ما يهمون بتغيير وجهتهم، من أجل العثور على زميلتهم الجديدة.

وفي تلك الخيمة الطبية التابعة إلى المشاة البحرية حيث كانت تتلقى نايل العلاج، وجدوا أعضاء فريقها أن جرح عنقها قد شفي تمامًا، وهذا الأمر قد أثار دهشة مشاة البحرية المتواجدين، وفي تلك الأثناء كان المحقق جيمس متواجد في مدينة لندن، وهناك كان يحضر عرض تقديمي يقوم به صاحب إحدى شركات الأدوية والذي يدعى ميريك، وقد كان مدير الشركة من الأصدقاء المقربين للعميل، وفي ذلك العرض صرح العميل لمدير شركة الأدوية أن شركته الخاصة توصلت إلى ابتكارات جديدة بإمكانها أن تعمل على إنقاذ أرواح البشر، وفي تلك اللحظة يقدم العميل ذلك الفيديو الذي يحتوي على للقتلة لميريك، والذي بدوره يبدي إعجابه بهذا الاكتشاف، لكنه طلب دليل مادي على ذلك الابتكار.

وبعد تلك الحادثة التي تعرضت لها ينفر منها زملائها في البحرية، وتم إخبارها أنهم سوف يقومون بإرسالها إلى دولة ألمانيا من أجل إجراء بعض الاختبارات عليها، ولكنها اعترضت بشدة على ذلك، ولكن لم يصغي أحد لها وقبل أن يتم تجهيزها للسفر تظهر آندري وتقوم بضرب الجنود ثم تأخذ نايل معها وتقلع من المكان، وأثناء هروبهم حاولت نايل أن تفلت من آندري، حيث أن آندري كانت تهددها بإطلاق عيار ناري على رأسها، فلم تكن قد أخبرتها أنها من فصيلتها، وأنها لا تموت.

حتى هذه اللحظة كانت نايل يتخيل لها أن كل ما تمر به هو حلم، لكن بعد فترة وجيزة أدركت أنها في الحقيقة لا تموت، وبعد أن وصلت بها آندري إلى واحدة من القواعد الجوية التابعة للولايات المتحدة، سرعان ما تم نقلهم أحد الطيارين إلى دولة فرنسا، وخلال رحلة الطيران بعد أن خلدت آندري للنوم، قامت نايل بربط ذراع آندري بالطائرة، وهددت الطيار أنها سوف تقوم بكارثة في حال لم يهبط بطيارته.

وفي تلك الأثناء استيقظت آندري من نومها وعلى الفور أطلقت النار على الطيار وقتلته، وطلبت من نايل أن تقوم بتحررها من أجل أن تقوم هي بذاتها بقيادة الطائرة، وإلا سوف تتحطم بهم جميعًا، وهنا اكتشفت نايل أن آندري تحاول خداعها، وأن الطيار في الحقيقة لم يموت، إلا أن آندري قامت بإخضاع نايل وإجبارها على الاستمرار معهم في تلك المهمة في التفتيش عن العميل.

وبعد فترة وجيزة وصلت آندري وبصحبتها نايل إلى المكان الذي تم تحديده من أجل مقابلة باقي أعضاء الفريق، وأول ما وصلت تم اطلاعها على كيفية عمل الفريق وما هي صلاحياتهم، كما صرحوا لها أنهم عاشوا لعقود طويلة وشهدوا على العديد من الأحداث التاريخية، كما أنهم يدركون تماماً أنهم من المحتمل أن يموتوا في أي لحظة، ولكنهم ما لا يعرفونه هو لماذا أو كيف أو متى يحدث ذلك، لكما سمعوا أن هناك أحد زملائهم في السابق قد جرح ولم تلتئم جروحه على الاطلاق.

وفي منتصف الليل أفاقت نايل من نومها مفزوعة؛ وذلك لأنها شاهدت في منامها سيدة محاصرة وموضوعة في تابوت مصنوع من الحديد، وقد كانت تلك السيدة تصرخ بأعلى صوتها وتركل بالتابوت، وحينما قصت تلك الرؤية على بوكر أخبرها أن تلك السيدة كانت شريكة لهم في السابق وتدعى كوينه، وقد كانت أول شخص من فريق الخالدين عثرت عليه آندري، وكانوا أصدقاء مقربين وشركاء حتى جاء اليوم الذي تم إلقاء القبض عليهم بواسطة مجموعة من الأشخاص، وقد حاولوا قتلهم عدة مرات.

وهؤلاء الأشخاص هم من وضعوا كوينه في تابوت مصنوع من الحديد وأحكموا إغلاقه، وألقوه بها في عمق البحر، وهي محاصرة في ذلك التابوت منذ ما يقارب على الخمسمئة عام، وقد حكم عليها بالغرق دون أي فرصة للهرب، وهنا صرحت نايل أنه يمكنها أن تشعر بكل ألم كوينه.

وفي وقت لاحق تعرض وكر الفريق الذي يختبؤون به للهجوم بواسطة بعض الأشخاص، وقد تبين أنه تم إرسالهم من قِبل صاحب شركة الأدوية، وعلى أثر ذلك أصيب بوكر بقنبلة، مما جعل جروحه تستغرق وقت طويل للشفاء، وفي ذلك الهجوم يتم القبض على جو ونيكي، بينما آندري تقوم بقتل مجموعة من الرجال وتهرب برفقة نايل وبوكر، وقد كانت آندري مصابة وتجد أن جروحها تستغرق وقت طويل كذلك للشفاء.

ومن هنا سرعان ما يتوجهون للعثور على العميل، وحينما توصلوا إليه اكتشفت آندري أن بوكر قد خانها من خلال الاتفاق مع العميل مقابل أن ينهي خلودهم ويجعلهم يموتون، ولكن نايل تمكنت تحرير باقي الفريق، واجتمعوا كافة أعضاء الفريق وقاموا بقتل ميريك ورجاله، وحكموا على بوكر بالبقاء لمدة مائة عام بمعزل لوحده كعقاب له على خيانته، وحينما توجه لمنزل لقضاء المدة اندهش من وجود كوينه هناك بانتظاره.

المصدر: كتاب ألوان من القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: