قصة الحروف الخشبية

اقرأ في هذا المقال


من أكثر الصفات التي يمكن لها أن تجعل الطفل منعزلاً عن غيره هو الخجل، ولكن يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أن الخجل صفة طبيعية ولكن يجب أن لا يمارسونها مع الأصدقاء، سنحكي في قصة اليوم عن ولد اسمه وحيد كان خجولاً ولا يقبل اللعب مع أصدقائه، وبسبب ذلك كان يرى أحلاماً مزعجة، ولكن عندما قرّر التخلّص من هذه الصفة المزعجة تشارك اللعب مع زملائه وأصبح سعيداً.

قصة الحروف الخشبية:

كان هنالك ولد اسمه وحيد، كان وحيد له من اسمه هذا نصيب؛ حيث كان دائماً يجلس لوحده، بينما زملائه يلعبون ويمرحون ويقفزون كالأرانب، وفي مرّة من المرّات كان وحيد يجلس على مقعد حجري تحت إحدى شجرات السرو، فجاءه أحد من زملائه وقال له: لماذا تجلس لوحدك يا وحيد؟ تعال والعب معنا.

وقال له زميل آخر: نعم يا وحيد أنت دائماً تجلس وحدك، ولا تلعب معنا أو مع أي أحد ولا تكلمّنا، شعر وحيد بالخجل وأصبح وجهه مائلاً للاحمرار، وظل صامتاً لوقت طويل ولم يعرف ماذا سيقول، وبدأ رأسه ينحني شيئاً فشيئاً حتى أصبح بين ركبتيه، وضع زميله يده على كتفه وقال له: لا تقلق يا وحيد فنحن زملاء رقيقون ولطفاء نريد منك فقط أن تشاركنا اللعب.

حاول وحيد أن ينطق ببعض الكلمات ولكنّه تلعثم؛ فشجعه صديقه وقال له: صدقني ستشعر بالسعادة والراحة عندما تلعب معنا، ولكن وحيد لم ينطق حرفاً واحداً؛ لذلك غضب زميله وذهب يلعب مع باقي الأصدقاء، وأمضى وحيد باقي يومه لوحده كعادته.

عندما عاد وحيد إلى المنزل أكل ونام، وحلم حلماً غريباً؛ فقد رأى أنّه داخل بئر من الماء وزميله الذي دعاه للعب يقف على حافة البئر وبيده حبل، وعلى حافة الحبل قطعة من الحديد ينتشل بها مجموعة من الحروف ويريد ترتيبها من أجل تكوين جملة، وكان وحيد يصرخ ويقول: دعني يا زميلي سأتكلّم لوحدي ولن أخاف بعد اليوم.

استيقظ وحيد من النوم خائفاً، تناول إفطاره ثم لاعب قطته الصغيرة قليلاً وذهب إلى المدرسة، كان وحيد في هذا اليوم نشيط جدّاً ولاحظ الجميع ذلك، حتى أنّه كان يتجاوب مع المعلّمين في الحصص، وعندما جاء وقت اللعب بدأ يلعب مع زملائه ويقفز معهم ويلهو ويمرح.

لاحظ زميله الذي حلم به وحيد أنّه قد تغيّر، وبدأ هو ووحيد يتبادلان الضحك والنكات، وعندما انتهى اليوم شعر وحيد أن يومه كان سعيداً، وعاد إلى المنزل وكان معه زملائه، ودعّهم وعاد إلى منزله وهو سعيد، وبدأ يحدّث والدته عن يومه السعيد الذي قضاه، وعن الأصدقاء الجدد الذين تعرّف عليهم.

وعندما دخل إلى غرفته وراجع دروسه ذهب للنوم، حلم حلماً جميلاً فقد رأى أنّه يلعب مع زملائه وهو بقمة السعادة، وفي الصباح استفاق من نومه وشعر أن خجله وعزلته كانت السبب في الأحلام المزعجة التي تأتيه في الأحلام.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: