قصة الحصان المسحور

اقرأ في هذا المقال


قصة الحصان المسحور أو (The Enchanted Horse) قصة خيالية من كتاب الحكايات الشعبية من ترفيه الليالي العربية، تم اختيار هذه الحكايات الشعبية وتحريرها بواسطة أندرو لانغ، وتاريخ نشرها عام 1918

الشخصيات:

  • السلطان.
  • أمير بلاد فارس.
  • الهندي.
  • أميرة البنغال.

قصة الحصان المسحور:

كان عيد رأس السنة أقدم وأروع الأعياد في مملكة فارس، وكان الملك قد قضى يومه في مدينة شيراز، يشارك في المناظر الرائعة التي أعدها رعاياه احترامًا للمهرجان، كانت الشمس تغرب، وكان الملك على وشك أن يعطي من في القصر إشارة لإنهاء الحفل، عندما ظهر فجأة هندي أمام عرشه يقود حصانًا غنيًا، وينظر من كل النواحي تمامًا مثل الحصان الحقيقي.
قال وهو ينحني أثناء حديثه: مولاي، على الرّغم من تأخري في الظهور أمام سموك، يمكنني أن أؤكد لك بكل ثقة أنّه لا يمكن مقارنة أي من العجائب التي رأيتها خلال اليوم بهذا الحصان، إذا كنت سوف تتنازل لتلقي عينيك نظرة عليه، أجاب الملك: لا أرى فيها إلّا شيئًا مميزًا عن باقي الخيول، فرجع الهندي وقال: سيدي ليس شكله الخارجي الذي سأتحدث به، ولكن من الاستخدام الذي يمكنني الاستفادة منه.
ثمّ أكمل الرجل: فعند ركوبه فقط لأي مكان بغض النظر عن مدى بعده، سأجد نفسي هناك في لحظات قليلة، يا مولاي ،هذا هو ما يجعل الحصان رائعًا للغاية، وإذا سمحت لي سموك، يمكنك إثبات ذلك بنفسك، كان ملك بلاد فارس الذي كان مهتمًا بكل شيء خارج عن المألوف، أمر الهندي بركوب الحيوان، وإظهار ما يمكنه فعله، وفي لحظة قفز الرجل على ظهره، وسأل عن المكان الذي يريد الملك أن يرسله إليه.


فقال الملك: هل ترى ذلك الجبل؟ مشيرًا إلى كتلة ضخمة ارتفعت في السماء على بعد حوالي ثلاثة أميال من شيراز، اذهب واحضر لي ورقة النخيل التي تنمو عند القمة، وسرعان ما كان الحصان بعيدًا عن الأنظار حتى من أكثر العيون حدة، وفي ربع ساعة شوهد الهندي عائداً حاملاً براحة يده ما طلب الملك، وهو يقود جواده إلى أسفل العرش، ثمّ ترجل ووضع الورقة أمام الملك.
قال الملك للهندي: لم أخمِّن أبدًا مدى قيمة حيوانك، وأنا ممتن لك لأنّك أظهرت لي خطأي، إذا كنت ستبيعه حدد سعرك الخاص، أجاب الهندي: مولاي، سأعطيه لسموك بشرط واحد، مقابل أن تعطيني ابنتك الوحيدة التي جعلتني أقسم اليمين بأنّني لن أتخلى عنه أبدًا، باستثناء قبولك بأعطائي الأميرة، صاح الملك: سمي أي شيء تريده، مملكتي كبيرة ومليئة بالمدن الجميلة، ما عليك سوى أن تختار ما تفضله منها، لتصبح حاكمها حتى نهاية حياتك.
أجاب الهندي: سيدي، إنّني في غاية الامتنان لسموك على عرضك الأميري، وأرجو ألّا تغضب إذا قلت لا يمكنني تسليم حصاني إلّا مقابل يد الأميرة ابنتك، انفجر صراخ الضحك من رجال البلاط عندما سمعوا هذه الكلمات، وكان الأمير فيروز شاه، الوريث للسلطان مليئًا بالغضب من عرض الهندي، ومع ذلك كان الملك يعتقد أنّ التخلي عن الأميرة لن يكلفه الكثير من أجل الحصول على مثل هذه اللعبة المبهجة.
وبينما كان مترددًا في إجابته، اقتحم الأمير وقال: سيدي، ليس من الممكن أن تشك للحظة في الرد الذي يجب أن تقدمه لمثل هذه الصفقة الوقحة، فكر في ما تدين به لنفسك ولدم أسلافك، أجاب الملك: يا بني، أنت تتحدث بنبل، لكنّك لا تدرك قيمة الحصان أو حقيقة أنّني إذا رفضت عرض الهندي، فسوف يفعل الشيء نفسه لملك آخر، وسأكون ممتلئًا باليأس من فكرة أن أي شخص غير نفسي يجب أن يمتلك هذه العجائب السابعة في العالم.
بالطبع لا أقول إنّني سأقبل شروطه وربما قد يتم استدراجه، لكن في الوقت نفسه أود أن عليك أن تفحص الحصان وأن تجرب قدرته، أمّا الهندي الذي سمع خطاب الملك، ظن أنه رأى فيه دلائل على الرضوخ لاقتراحه، فوافق بفرح على رغبات الملك، وتقدم لمساعدة الأمير على ركوب الحصان وشرح له كيفية قيادته، ولكن قبل أن ينتهى، أدار الشاب رأسه وسرعان ما غاب عن الأنظار.
لقد انتظروا بعض الوقت، متوقعين أنه قد يتم رؤيته في أي لحظة وهو يعود من مسافة بعيدة، لكن الهندي خاف طويلاً ، وقال للملك: سيدي، لابد أن سموك قد لاحظ أن الأمير في نفاد صبره، لم يسمح لي بإخباره بما يجب القيام به من أجل العودة إلى المكان الذي بدأ منه، أناشدك ألا تعاقبني إذا حدث أي مصيبة للأمير، صرخ الملك من الخوف والغضب: لكن لماذا لم تخبرني عندما رأيته يختفي؟
فقال الملك: إذا لم يعد أبني بأمان خلال ثلاثة أشهر، أو يرسل لي أخبارًا عن سلامته، فستدفع حياتك الغرامة، لذلك أمر حراسه بالقبض على الهندي وإلقائه في السجن، في تلك الأثناء، كان الأمير فيروز شاه ولمدّة ساعة استمر في الصعود إلى أعلى حتى لم تكن الجبال مميزة عنده عن السهول، ثم بدأ يعتقد أن الوقت قد حان للرجوع، وعندما قام بقلب المسمار المركب فوق الحصان في الاتجاه المعاكس، ولكن لدهشته وجد أنّه لا يستجيب له.
ثم تذكر أنّه لم ينتظر أبدًا ليسأل كيف سيعود مرة أخرى، وفهم الخطر الذي يقف فيه، كان الظلام قد حل وقد أخذه الحصان بعيدًا، وبما أن الأمير لم يستطع رؤية أي شيء، فقد اضطر إلى السماح للحصان بتوجيه مساره، وكان منتصف الليل قد مر بالفعل وأخيرًا قبل أن يلمس الأمير فيروز شاه الأرض مرّة أخرى، كان أول شيء فعله عند النزول هو محاولة معرفة مكان وجوده، حيث جد نفسه على سطح مدرج لقصر ضخم، وفي أحد أركان الشرفة كان يوجد باب صغير يفتح على درج يؤدي إلى القصر.
وخوفًا من القيام بخطوة خاطئة، نزل بحذر على الدرج وعند الهبوط، ولاحظ بابًا مفتوحًا خلفه قاعة مضاءة بشكل خافت، قبل الدخول ، توقف الأمير واستمع ، لكنه لم يسمع شيئًا سوى صوت شخير الرجال، و على ضوء الفانوس المعلق من السطح، رأى صفًا من الحراس السود نائمين، كل منهم يحمل سيفًا وقد فهم أن القاعة يجب أن تشكل غرفة انتظار لغرفة ملكة أو أميرة.
وقف الأمير فيروز شاه بهدوء، ولاحظ نورًا ساطعًا يسطع عبر ستارة في إحدى الزوايا، ثم شق طريقه نحوها بهدوء، وسحبها ومر إلى غرفة مليئة بالنساء النائمات، جميعهن مستلقيات على أرائك منخفضة باستثناء واحدة كانت على الأريكة، وكان يعلم أن هذه يجب أن تكون الأميرة، ثمّ نظر إليها ورأى أنها أجمل من أي امرأة رآها على الإطلاق. ولكن، كان يدرك جيدًا خطورة موقعه حيث أن صرخة مفاجأة واحدة ستوقظ الحراس وتسبب موته المؤكد.
أمسك الأميربكم الأميرة ووجه ذراعها نحوه برفق، ففتحت الأميرة عينيها ورأت أمامها رجلاً وسيمًا حسن المظهر، بقيت عاجزة عن الكلام ومندهشة، خاطبها الأمير وقال: أنت ترين سيدتي، أمير في محنة، أنا ابن لملك بلاد فارس الذي بسبب مغامرة غريبة جدًا يجد نفسه هنا طالبًا حمايتك، بالأمس، كنت في بلدي وأنا اليوم في أرض مجهولة، وفي خطر على حياتي.
كانت هذه الأميرة هي الابنة الكبرى لملك البنغال التي استمعت بلطف لما قاله، ثم أجابت: لا تقلق، لدينا كرم الضيافة والإنسانية على نطاق واسع في البنغال كما هو الحال في بلاد فارس، الحماية التي تطلبها ستمنحك من قبل الجميع، ثمّ أيقضت الخدم ونقلوا الأمير إلى غرفة كبيرة وقدموا له الطعام والملابس، حاولت أميرة البنغال التي صُدمت بشدة من جمال الأمير، أن تنام مرّة أخرى دون جدوى.
وفي صباح اليوم التالي، حكى الأمير قصتة مع الهندي وحصانه للأميرة، وبعد فترة من الوقت قضاها الأمير الذي بدأ يحب الأميرة ويتعلق بها كل يوم، وكانت تأمل الأميرة أنه من خلال عقد لقاء بين الأمير ووالدها، فإنّ الملك سوف يعجبه الشاب المتميز وأخلاقه الرفيعة لدرجة أنه سيقدم له ابنته زوجة، ثمّ طلبت من الأمير الذهاب معها لتعرفه على والدها بقصره في العاصمة، وقالت: أتوسل إليك أن تأتي معي، لأنّ حياتي لا يمكن أن تكون سعيدة إلّا معك.
ولكنّ الأمير أخبرها بضرورة عودته لبلاد فارس ويجب أن تكون معه ليعرفها بوالده السلطان أولاً، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، عندما كان القصر بأكمله ينام، هربت إلى السطح، حيث كان الأمير ينتظرها برأس حصانه نحو بلاد فارس، ثم ركبت مع الأمير بثبات، ولمس الأمير المسمار، وبدأ الحصان في ترك الأرض خلفه بسرعة، و بعد ساعتين ونصف، رأى عاصمة بلاد فارس أمامه، وعند وصولهم، أعد حفل استقبال جماهيري يليق بمرتبته.
وعانق الأمير والده بشغف وبعدما عرفه على عروسه قال الملك: ابني، أنا أوافق بسرور على زواجك بأميرة البنغال وقم بترتيبات الاحتفال بالزفاف اليوم، فأمر السلطان بإحضارالهندي وعرضه عليه، وتمت إطاعة أوامره واقتيد الهندي إلى حضوره، محاطاً بالحراس، قال السلطان: لقد أبقيتك محبوسًا حتى في حالة فقد ابني، يجب أن تدفع حياتك العقوبة، ولكن لقد عاد الآن، لذا خذ حصانك وانطلق إلى الأبد، ثمّ ذهب سلطان بلاد فارس مع أبنه الأمير لملك البنغال وتم خطبة أبنته الأميرة لأمير بلاد فارس وعاشوا بسعادة.

المصدر: The Enchanted Horse , http://www.english-for-students.com/The-Enchanted-Horse.htmlThe Enchanted Horse,https://www.bedtimeshortstories.com/the-enchanted-horseThe Enchanted Horse,http://www.fairytales.biz/arabian-nights/the-enchanted-horse.htmlThe Enchanted Horse,https://www.booktrust.org.uk/book/t/the-enchanted-horse/


شارك المقالة: