قصة الدب وأبيه

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أن نصيحة الآباء للأبناء هي أمر مهم أخذه بعين الاعتبار، ولكن أحياناً تكون نصائح الابن صحيحة، ويجب على الآباء أن يأخذوا كلام أبنائهم على محمل الجد؛ فأحياناً يصيب الأبناء بكلامهم، هذا ما حدث مع الدب الأب الذي ندم لعدم سماع نصيحة ابنه الدب، وشعر أنّه لا زال صغيراً، ولكن فيما بعد تبيّن له أن ابنه كان محقّاً في كلامه.

قصة الدب وأبيه

في إحدى القرى التي يملؤها الجليد تعيش عائلة الدببة، الدب الأب والدب الأم وابنهما الدب الصغير، تعيش تلك العائلة حياة سعيدة وفي أمن وسلام وطمأنينة، يمرحون ويلعبون في أرض الجليد، وفي ذات مرّة بينما كانت الدببة تلعب وتمرح إذ ظهرت لهم دبّة غريبة وغير معروفة، ويبدو أنّها ليست مألوفة، بدأت الدببة تتساءل من هذه الدبّة ومن أين أتت.

بينما كانت الدببة تحدّق بهذه الدبّة الغريبة، نظر لها الدب الصغير وشعر بشيء غريب، وكأن تلك الدبّة قد رآها من قبل، شعر أنّها تشبه شيء ما، وعندما اقترب وركّز بها أكثر وأكثر لاحظ أنّ لديها شيء مميّز، فلون فروها يجمع اللونين الأحمر والأبيض، صار الدب يفكّر بأن تلك العلامة كان قد رآها في ماكن ما، بعد قليل تذكّر أن قمة الجبل لها نفس هذه الألوان.

اقتربت تلك الدبّة من منزل الدببة وطرقت باب منزلهم، وعندما رآها الدب الصغير ذهب لأبيه وكان قد تذكّر أن حامل هذه العلامة يتم تتويجه كملك للغابة، فقال لأبيه: يا أبي إن هذه الدبّة الغريبة تحمل علامة الملوك، وإن فتحت لها الباب فلن تعود أنت ملك تلك الغابة وستسلب اللقب منك.

لم يهتم الأب لكلام ابنه وهم بفتح الباب للدبّة، رحّب الأب بتلك الدبّة واحتضنها، وعند ذلك انتبه الدب الصغير أن خلف تلك الدبّة مجموعة من الدببة الصغيرة، علم وقتها أن تلك الدبّة تنوي مهاجمة المكان، فذهب وحذّر أبيه من ذلك، ولكن أبيه في هذه المرّة أيضاً لم يستمع لكلامه، شعر الدب الابن أنّه يجب أن يفعل شيئاً.

ذهب الدب الابن وأعدّ العدّة لمواجهة تلك الدبّة الغريبة، ونشب القتال بينهما، استطاع الابن قتل تلك الدبة الغريبة، ولكنّه تعرّض لجروح في جسمه، عندما حضر الأب ورأى ابنه بتلك الحال أنقذه وساعده، وشكره وقال له: أنا فخور بك يا بني إذ أنّك قمت بحماية أرضنا من الأعداء، وندم كثيراً أنّه لم يستمع لكلام ابنه وأنّه لم يأخذه على محمل الجد.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: