قصة الدجاجة وسنبلة القمح

اقرأ في هذا المقال


إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة، سنحكي في قصة اليوم عن دجاجة نشيطة قامت بالاعتناء بسنبلتها حتى كبرت، ولكن كانت الحيوانات من حولها كسولة وغير متعاونة، وعندما كبرت سنابلها وأصبحت خبزاً ناضجاً جاءوا جميعاً لطلب الطعام، قبلت الدجاجة أن تصنع معهم المعروف على الرغم من رفضهم للتعاون معها، ولقّنتهم درساً قاسياً عن سوء معاملتهم وعدم تعاونهم معها.

قصة الدجاجة وسنبلة القمح

في إحدى المزارع تعيش الدجاجة كوكي، كانت تستيقظ باكراً كل يوم كي تبحث عن حبوب الطعام، وكانت دائماً تمشي وتستمتع بالمناظر الطبيعية والنباتات التي تلمع تحت أشعة الشمس، وبينما كانت تمشي إذ وجدت سنبلة قمح صغيرة، لونها برّاق ومبهج وجميل وهي تلمع كالذهب تحت أشعة الشمس، قرّرت الدجاجة كوكي أن تأخذ هذه السنبلة وتقوم بالاعتناء بها حتى تكبر.

كانت الدجاجة كوكي تخطّط الاعتناء بهذه السنبلة من أجل زراعة بذورها وطحنها وخبزها؛ كي تحصل على طعام ليوم كامل، وفي الحقل المجاور كان هنالك بطة كسولة جدّاً لا تحب العمل وتقضي أغلب أوقاتها بالأكل والنوم، طلبت منها الدجاجة كوكي أن تساعدها في حمل تلك السنبلة التي أصبحت على عاتقها، ولكن البطة الكسولة رفضت المساعدة وتكاسلت عنها، هذا لم يمنع الدجاجة كوكي من الاستمرار بالعمل ولم تهبط عزيمتها.

بينما كانت تسير الدجاجة قابلت الكلب فرفور، كان هذا الكلب منهمكاً بالعمل؛ فهو يقوم بحفر حفرة من أجل تخزين طعامه بها وهو عبارة عن عظمة كبيرة، وعندما طلبت منه الدجاجة المساعدة قال لها: أنا لا أستطيع ذلك فأنا لدي عمل آخر ولا أملك الوقت الكافي لمساعدتك، ابحثي عن حيوان آخر، استمرّت الدجاجة بطريقها ولم تتقاعس أو تتراجع عن قرارها.

قابلت الدجاجة كوكي في طريقها كذلك أبناء البطة الكسولة، وكانوا يلعبون ويمرحون ويضحكون ويقفزون، عندما طلبت منهم المساعدة قالوا لها: ألا ترين أنّنا نلعب ونمرح لا نستطيع أن نترك اللعب لمساعدتك، ابحثي عن حيوان آخر فنحن منهمكون باللعب، مضت الدجاجة وتابعت سيرها وقرّرت أن تقوم بزراعة هذه السنبلة؛ فقامت بحفر حفرة بحجم مناسب ووضعت السنبلة بها، ومن ثم دثرت التراب فوقها وانتظرت لحين هطول الأمطار.

بعد مدّة من الوقت هطلت الأمطار وكبرت السنبلة وخرج منها نباتات يانعات ذات سيقان قوية وثابتة، في تلك الأثناء كانت البطة لا تزال مستلقية تحت الشمس، وأبناؤها لا زالوا يلعبون ويقضون أوقاتهم باللهو والمرح، أمّا الكلب فكان لا يزال يحفر حفرة لطعامه، مضى وقت وجاء فصل الصيف ذو الحرارة العالية وأشعة الشمس الحارقة.

في هذه الأجواء تنضج سنابل القمح ويتحوّل لونها إلى اللون الأصفر، وعندما نضجت سنبلة الدجاجة كوكي وجاء موعد الحصاد؛ أحضرت الدجاجة كوكي المنجل وبدأت بحصد السنبلة التي قد أنتجت سنابل كثيرة، قامت بتصفيتها من القش وأصبحت جاهزة لكي تطحنها.

شعرت الدجاجة كوكي أنّها تحتاج للمساعدة في هذه المرّة أكثر من أي مرحلة أخرى، فحاولت أن تطلب المساعدة مرّة أخرى من الجميع وبدأت بأبناء البطة، وحاولت أن تكون ودودة معهم لعلّهم يشعرون بحاجتها، ولكن دون جدوى استمرّوا بلعبهم دون اهتمام لطلب الدجاجة كوكي، شعرت بالندم لأنّها طلبت مساعدة الآخرين، وعندما فكرّت خطر في ذهنها فكرة جيدة.

استقلّت الدجاجة كوكي سيارة وأخذت سنابل القمح التي حصدتها؛ كي تذهب بها إلى مطحنة وادي القمر وكانت تأمل أن تتمكّن من طحن القمح دون مساعدة من أحد؛ فقد كان كل ما فعلته الدجاجة إنجاز منها لوحدها دون أي معاونة من أحد، بينما كانت الدجاجة تمشي مرّت بالبطة وقالت في نفسها: يالها من بطة كسولة وأبنائها مثلها يلعبون ويمرحون، يجهلون أن الحياة تحتاج للتضحية والمثابرة، لا بد أن مستقبلهم سيكون مليئاً بالمتاعب وحياتهم ستكون مليئة بالشقاء.

كانت الدجاجة كوكي تتمنّى للمرّة الأخيرة أن يغيّر أحدهم موقفه ويقوم بمساعدتها، ولكن دون جدوى أو فائدة، استطاعت الدجاجة طحن القمح وعادت به إلى المنزل، بدأت بتجهيزه ووضعت الماء والملح والخميرة عليه، ثم قامت بعجنه وتركته بمكان دافئ، بعد ذلك وضعت عجينتها بالتنور حتى تنضج، وما هي إلّا دقائق حتى فاحت رائحة الخبز الطازج الشهية بكل مكان.

اشتمّت البطة الكسولة رائحة الخبز الطازج هي وأبناؤها، واشتمّها الكلب فرفور كذلك، ذهبوا مسرعين إلى الدجاجة التي كانت قد طلبت منهم المساعدة لأكثر من مرّة ولكنهم رفضوا، قامت الدجاجة بتذكيرهم بمعاملتهم القاسية معها وشعروا بالندم وقتها، ولكن طيبة قلب الدجاجة كوكي وكرمها لم يمنعها أن تشاركهم طعامها؛ فأعطت لكل واحد منهم كسرة من الخبز، ولقّنتهم بذلك درساً عن أهمية العمل والتعاون مع الآخرين.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: