قصة الراعي نوسجاي

اقرأ في هذا المقال


قصة الراعي نوسجاي أو (The Shepherd’s Nosegay) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince) وكان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.

الشخصيات:

  • الأمير.
  • الأميرة.
  • المتسول.

قصة الراعي نوسجاي:

كان هناك ملك لديه ابنة جميلة، وعندما حان الوقت لتزويجها وحدد الملك يومًا ودعا جميع الأمراء المجاورين للحضور ورؤيتها، وقرر أحد هؤلاء الأمراء أن يذهب لإلقاء نظرة على الأميرة قبل الآخرين، لذلك ذهب في زي راعي حيث ارتدى قبعة عريضة الحواف، وسراويل ضيقة على الركبتين، وجوارب صوفية سميكة وانطلق إلى المملكة التي تعيش فيها الأميرة، ولم يقطع شوطًا طويلاً قبل أن يقابل متسولًا يتوسل إليه للحصول على قطعة خبز.

فأعطاه الأمير على الفور واحدة من الأرغفة الأربعة التي حملها معه لرحلته، وبعد ذلك بقليل قابل متسول آخر وتوسل للحصول على قطعة خبز. فأعطاه الأمير الرغيف الثاني، وأعطى للمتسول الثالث الرغيف الثالث، وللمتسول الرابع قدم الرغيف الأخير، فقال له المتسول الرابع: أيها الأمير في مظهر الراعي، لن تذهب أعمال الخير بدون مقابل، إليك أربع هدايا مقابل الخبز الذي قدمته هذا اليوم.

خذ هذا السوط الذي له قوة قتل أي شخص يضربه مهما كانت الضربة خفيفة، وخذ هذه الحقيبة التي تحتوي على بعض الخبز والجبن، ومهما كانت الكمية التي تتناولها، فستظل تمدك دائمًا بالمزيد، وخذ عصا الراعي هذا إذا اضطررت إلى ترك خرافك وشأنها، فضعها في الأرض وسوف ترعى الأغنام حولها لوحدها، أخيرًا ها هو بوق الراعي، عندما تنفخ عليه سترقص خرافك وتلعب.

ونتمنى لك التوفيق، شكر الأمير المتسول على هداياه ثم سار إلى المملكة التي تعيش فيها الأميرة الجميلة، وقدم نفسه في القصر كراعٍ يبحث عن عمل وأخبرهم أنّ اسمه يان، أعجب الملك بمظهره، ولذا في اليوم التالي تمّ تكليفه بمسؤولية رعي قطيع من الغنم قاده إلى أعلى جانب الجبل لرعيها، ثمّ وضع عصاه السحرية الراعي في وسط مرج وترك أغنامه ترعى حولها، وانطلق في مغامراتالصيد في الغابة.

وهناك جاء إلى قلعة حيث كان عملاقًا مشغولًا بطهي عشاءه في قدر كبير، وعندما رآه العملاق قام بمهاجمته، ولكنّه بسرعة قام بضرب العملاق بسوطه الذي منحه له المتسول وأسقطه ميتًا، وفي اليوم التالي عاد إلى القلعة ووجد عملاقًا آخر فيها فقال له: أيها الشاب المخادع لقد قتلت أخي أمس والآن سأقتلك، فضربه الأمير مرة أخرى بسوطه وسقط الرجل الضخم ميتًا، وعندما عاد إلى القلعة في اليوم الثالث.

لم يعد هناك المزيد من العمالقة، لذلك تجول من غرفة إلى أخرى ليرى ما هي الكنوز الموجودة هناك، وفي إحدى الغرف وجد صندوقًا كبيرًا وعندما فتحه، على الفور قفز رجلان قويان البنية أمامه وقالا: ماذا يريد سيد القلعة؟ فطلب منهما أن يرياه كل شيء في القلعة، فأطلعاه على الجواهر والكنوز والذهب، ثمّ اقتادوه إلى الحدائق حيث تتفتح أروع الزهور في العالم فأخذ بعضاً منها وغادر.

وبعد ظهر ذلك اليوم كان يعزف على بوقه السحري، وركض جميع سكان القرية ليروا من يعزف بتلك المهارة، وصفقوا بأيديهم فرحًا، وركضت الأميرة إلى نافذة القصر وعندما رأت الأغنام ترقص ضحكت وصفقت بيديها، ثمّ قالت لخادمتها: انزلي إلى الراعي وأخبريه أنّ الأميرة ترغب في الزهور التي يحملها، وعندما أخبرته الخادمة بذلك قال يجب أن تأتي بنفسها لتأخذها.

وعندما سمعت الأميرة هذا ضحكت وقالت: يا له من راعي غريب، فخرجت الأميرة نفسها إليه وطلبت منه الزهور، فأعطاها لها على الفور وشكرته بلطف، ووضعتها الأميرة في نافذتها وملأ عطرها القرية حتّى جاء الناس من بعيد وقريب لرؤية أزهارها، وبعد ذلك، كان الأمير يجمع كل يوم زهوراً للأميرة وكل يوم كانت الأميرة تقف عند نافذة القصر منتظرة رؤية الراعي الوسيم.

وبهذه الطريقة مرّ شهر ووصل اليوم الذي كان من المقرر أن يأتي فيه الأمراء المجاورون للقاء الأميرة، وذهب إلى القلعة حيث أمر عبيد الصندوق أن يلبسوه بما يليق برتبته، أعطوه بدلة أمير وحصانًا أبيض بزخارف من الفضة، فركب إلى القصر ودخل مع الأمراء الآخرين، وتقدم الأمراء المتنوعون واحدًا تلو الآخر أمام الأميرة، لكنّها لم تمنح منديلًا وخاتمًا لأي منهم كإشارة لموافقتها عليهم.

كان الأمير الراعي آخر من وجه لها التحية، وقدمت له على الفور المنديل والخاتم، ثمّ قبل أن يتمكن الملك أو الخاطبون الآخرون من التحدث إليه ركب حصانه وغادر، وفي ذلك المساء عندما كان عائداً إلى منزله كراعي، ركضت الأميرة إليه وقالت: أيها الراعي يان، كنت أنت، لكنّه ضحك وقال: كيف يكون الراعي الفقير أميرًا؟ ولكن لم تقتنع الأميرة وقالت: عندما يعود الأمراء مرة أخرى، سنكتشف ذلك.

وبعد شهر عندما جاء يوم الاجتماع الثاني للأمراء ألبس خدم الصندوق يان بدلة حمراء، وركب مرة أخرى إلى القصر وأخذ مكانه مع الأمراء الآخرين وتقدم الخاطبون مرة أخرى امام الأميرة واحدًا تلو الآخر، ولكن بقيت أمام كل منهم تهزّ رأسها بفارغ الصبر  دون النطق بكلمة، أو إصدار أي إشارة للموفقة على أحدهم، واحتفظت بمنديلها وخاتمها حتّى تقدم يان منها، وأعطتهما له وعلى الفور وانتهى الحفل.

وهذه المرة قبل أن يهرب، اقترب منه أحد الأمراء الغاضبين وجرحه في قدمه، ولكنّه عاد إلى القلعة في الغابة مرتديًا ملابس الراعي مرة أخرى، وعاد إلى المرج حيث كانت ترعى أغنامه، وجلس هناك وربط قدمه الجريحة في المنديل الذي أعطته له الأميرة، ثمّ  تمدد في الشمس ونام، وفي هذه الأثناء كانت الأميرة التي كانت منزعجة بشدة من هروب خطيبها الغامض مرة أخرى.

هربت من القصر وركضت عبر الطريق الجبلي لترى بنفسها ما إذا كان هو الأمير بزي الراعي فوجدت يان نائماً، وعندما رأت منديلها ملفوفاً حول قدمه، عرفت أنّه الأمير فأيقظته وبكت وقالت: أنت هو، كنت أعرف أنك هو، نظر إليها يان وضحك وسأل: كيف يمكنني أن أصبح أميرًا؟ فقالت الأميرة: لكنني أعلم أنك كذلك، أتوسل إليك من فضلك أن تخبرني من أنت.

فأخبرها باسمه الحقيقي، ثمّ شعرت الأميرة بسعادة غامرة لسماع أن راعيها العزيز كان بالفعل أميرًا، وأخذته إلى والدها الملك، لذلك تزوج يان والأميرة الصغيرة المرحة وعاشوا في سعادة كبيرة.

المصدر: The Shepherd's Nosegay


شارك المقالة: