قصة الرجل المائي أكوامان

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هه القصة من روائع الأعمال الأدبية اليونانية، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رجل تزوج من حورية بحر وأنجب منها طفل، وهذا الطفل كان يجمع بين الصفات البشرية والقوة الخارقة لشعب أتلانتا.

قصة الرجل المائي أكوامان

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو شخص يدعى توماس كاري، وقد كان السيد توماس يعمل كحارس في إحدى المنارات القريبة من واحدة من الجزر، وفي ليلة من الليالي العاصفة من فصل الشتاء كان قد عثر على إحدى حوريات البحر التي تسببت المياه العارمة في الجزيرة بجرفها نحو الشاطئ، وفي تلك اللحظة كانت تلك الحورية في حالة إغماء وفاقدة لوعيها، وبالإضافة إلى ذلك كان هناك جرح في منطقة البطن، وأول ما شاهدها الحارس بتلك الحالة سرعان ما قام بحملها ونقلها إلى منزله، والذي كان قريب من مكان عمله.

وحينما وصل إلى المنزل قام باستخراج العلبة التي يحتفظ بها بأدوات الإسعافات الأولية وحاول أن يطبب جرحها، ومضت الحورية على تلك الحالة مدة تقارب على الثلاثة أيام، وأول ما استعادت وعيها، وأخذت بالالتفات من حولها شعرت بالرعب والخوف والارتباك، وهنا تحدث معها الحارس بكل لطف وبأسلوب مهذب في محاولة منها في التخفيف من شدة ارتباكها، وبعد القليل من الكلام بينهما أخبرته أنها تدعى أتلانا، وأنها ملكة على مملكة أتلانتا، ولكنها في ذلك الوقت لم تكن ترغب في العودة إلى تلك الحياة التي كانت تعيشها والتي وصفتها بأنها حياة متعبة ومرهقة للغاية.

وهنا عزم عليها توماس أن تبقى معه في ذلك المنزل، وهنا بدأت تشعر أتلانا بالراحة والطمأنينة، وطلب منه أن يمهلها فترة من الوقت حتى تفكر بالأمر، وبعد مرور عدة أيام صرحت أتلانا بقرارها له وهو موافقتها على الاستمرار في الحياة معه، وفي تلك الأثناء أشار إليها توماس هو أنه من أجل أن يعيشا حياة سعيدة ينبغي عليهم أن يتزوجا، وافقت أتلانا على ذلك على الفور؛ وذلك لأنها هي كذلك كانت سوف تطرح عليه ذلك الأمر، وبالفعل بعد مرور أيام بسيطة تزوجا الحارس والملكة وقد عاشا حياة سعيدة أسفرت عن إنجابهم إلى طفل اسمياه آرثر، وقد كانت حياتهم تسير بشكل طبيعي وسعيد.

وبعد مرور فترة من الوقت تعرضا الزوجان إلى اقتحام لمنزلهم، وقد كانوا المقتحمون هم  جماعة من الكوماندوس الأطلنطي، وهنا أخبروا السيد توماس أنه يتوجب على أتلانا أن تعود برفقتهم إلى المحيط؛ وذلك لأن خطيبها والذي يدعى الملك أورفاكز بانتظارها هناك، وفي تلك اللحظة فكرت أتلانا أن تقوم بمهاجمتهم بنفسها وأن تشير إلى زوجها توماس أن يقوم بأخذ ابنها ويفر كلاهما بعيداً، وأن يولي أمور تلك الجماعة لها.

ولكن فكرت للحظة أن ذلك الأمر سوف يكون خطر على ابنها وزوجها، ورأت أنه من الأسلم للجميع أن تعود معهم، وفي تلك الأثناء أخبرت زوجها وابنها أنها سوف تعود إلى مملكة أتلانتا، وبالفعل لملمت مجموعة من أغراضها التي لها ذكرى خاصة بداخلها حول حياتها التي عاشتها في ذلك المكان، ولكنها تركت شوكتها الثلاثية لابنها آرثر وطلبت منه أن يحتفظ بها حتى يصبح جاهز لاستخدامها.

وبعد مرور العديد من السنوات كبر آرثر وبدأ يرتاد المدرسة، وفي يوم من الأيام قررت المدرسة التي بها آرثر أن تقوم رحلة مدرسية لطلابها، وفي تلك الرحلة ذهبت بالطلاب إلى حديقة الأسماك، وأول ما شاهد آرثر مجموعة الأسماك بدأت يتحدث إليهن، وحينما رأوا زملاءه الطلاب بدأوا بالسخرية والاستهزاء منه، وفي تلك اللحظة بدأ سمك القرش يحدث ضجيج على ذلك اللوح الزجاجي الذي يفصل بينه وبين الطلاب، ومن شدة تخبطات السمك انكسر جزء من ذلك اللوح وهنا أصيب جميع المتواجدين في الحديقة من طلاب وناس عامة بالذعر الشديد، ولكن ما حدث وأدهش جميع الموجودين هو أن كافة المخلوقات البحرية التي خرجت من الزجاج قامت بالتجمع خلف آرثر والذي بدأت تلمع عيناه من هول ما حدث معه.

وبعد مرور ما يقارب على العشرين عام على تلك الحادثة، قامت أحد الأفرقة من القراصنة والذي كان يقودهم قبطان يدعى جيسي كين ومعه ابنه الذي يدعى ديفيد بالاستيلاء على واحدة من تلك الغواصات الموجودات في المحيط، وبعد أن تمكنوا من السيطرة عليها بالكامل شعروا أنهم ارتطموا بشيء ما، وفي لحظة مفاجأة دخل آرثر الغواصة، والذي كان في ذلك الوقت يشتهر في المدينة التي يعيش بها بلقب رجل المحيط.

وفي تلك الأثناء قام بالهجوم على القراصنة وأبرحهم ضرباً، وهنا قام قائد القراصنة بضربه بأحد أنواع الأسلحة والذي يعرف بأنه من نوع آر بي جي، وهنا اعتقد قائد القراصنة أنه توفي، ولكنه اندهش من أنه لم يصاب بأي أذى، وفي نهاية تلك الحادثة علق جيسي داخل الغواصة، وقد شعر بالرعب؛ وذلك لأنه أدرك أن تلك الغواصة على وشك الانفجار، وهنا طلب من ابنه ديفيد أن يهم بالفرار والانتقام له من آرثر، وهنا سمع ديفيد كلام والده وقفز إلى غواصة أخرى، وقام حينها آرثر في تحرير الموجودين داخل الغواصة.

وبعد أن انتهى آرثر من تحرير المحتجزين عاد إلى والده توماس، إذ وجده جالس على رصيف الميناء وينتظر عودة والدته، ثم بعد ذلك عزم آرثر على والده من أجل أن يتوجها إلى أحد المقاهي من أجل أن يلهيه عن تفكيره بوالدته، وافق الأب وهناك في ذلك المقهى شاهدا سويًا تقرير إخباري عن الشجاعة والجرأة التي يتحلى بهما رجل المحيط، وهنا تكاثفت الجموع من أجل التقاط الصور التذكارية مع آرثر، وبعد أن انتهى من التصوير مع الجموع أخبر والده أنه يحلم في أن يقوم بتوحيد عالم اليابس مع عالم المحيط.

وهناك في أسفل المحيط كانت الملكة والدته قد أنجبت من زواجها الثاني ابن آخر وأطلقت عليه اسم أورم، وقد كان ابنها هذا قد اتفق مع الملك الذي يدعى نير يوس على القيام بمهاجمة عالم البشر واحتلالهم، ولكن في تلك الأثناء سمعت الأميرة التي تدعى ميرا وهي من كانت ابنة الملك نير يوس وسرعان ما همت بالذهاب إلى آرثر وأخبرته أن شقيقه يخطط لشن هجوم عليهم وأن حياة البشر وسكان المحيط مهددة بسبب تلك الحرب، ولكنه حين سمع منها ذلك كان يبدو وكأنه غير مهتم بكلامها، فأخبرته أنهم علموا مكان شوكة البحر التي يمكن أن تسمح له بالمطالبة بتولي عرش أتلانتا، وهنا رد عليها أخبرها أن سكان أتلانتا قد قتلوا والدته وأنه مستعد لمواجهتهم في أي وقت.

وفي النهاية دارت عدة معارك بين آرثر وشقيقه والذي بدوره أخبره أن والدتهما أتلانا قد تم إعدامها؛ وذلك لأنها أنجبت طفل أرضي، وهنا شعر آرثر بالذنب؛ وذلك لأنه اعتقد أنه من تسبب في موت والدته، وسرعان ما حاول العثور على الشوكة الثلاثية؛ وذلك حتى لا يستولي عليها شقيقه وتقوم بمنحه قوة خارقة، وأخيراً نجح في الوصول إليها بمساعدة الأميرة ميرا، وحينما عثر عليها عادت أتلانا للظهور من جديد على الشاطئ واستقبلها الحارس الذي انتظرها طويلًا، أما آرثر فقد أصبح ملك البحار.

المصدر: كتاب الأساطير اليونانية والرومانية - أمين سلامه


شارك المقالة: