قصة سرقة القرد السنجابي

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد الشباب الذي فكر يوم في أن يفاجئ حبيبته بأن يجلب لها أكثر أنواع الحيوانات التي تحبها، ولكن كانت الطريقة التي اتبعها قادت به إلى السجن.

الشخصيات

  • الشاب كاسفورد
  • القاضي
  • الخبير في عالم الحيوانات
  • أستاذ علم الأحياء

قصة سرقة القرد السنجابي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة نيوزيلندا حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك في إحدى المدن شاب يدعى كاسفورد ويبلغ من العمر الثلاثة والعشرون عاماً، وقد كان ذلك الشاب ذات مرة قام بمحاولة غريبة من نوعها وهو أنه قام باقتحام إلى إحدى حدائق الحيوانات، والسبب في ذلك الاقتحام هو أنه أراد سرقة واحد من بين الحيوانات الموجودة داخل الحديقة؛ وذلك من أجل التعبير عن مدى حبه لحبيبته، وأول ما وصل كاسفورد إلى الحديقة وقع اختياره على سنجاب، وحينما قفز كاسفورد إلى أعلى ويبدو كأنه طائرة ورقية، ولكن من المؤسف هو أنه بدلاً من الإمساك بالسنجاب، تعرض لإصابات بالغة.

تم الإمساك به وإلقاء القبض عليه، وحينما تم تسليمه إلى المركز الأمني وعرضه على المحكمة، أول ما سأله عنه القاضي هو أنه يرغب في الاستماع إليه حول ما حصل معه داخل الصندوق الذي كان يقيم به السنجاب بالضبط، وطلب منه أن يقوم بسرد كامل التفاصيل عليه، فقال الشاب: في يوم من الأيام قررت أن أقوم بجلب هدية لصديقتي لم يسبق أن قدمها أحد لمحبوبته، وأول ما خطر ببالي هو أن أجلب لها أكثر حيوان تحبه وهو السنجاب.

وبالفعل ذات ليلة انتظرت حتى عمّ الظلام على تلك الحديقة وقمت بالدخول إلى الحديقة وأول ما أصبح الوقت مناسب من أجل الإمساك بالسنجاب طرت عالياً كالطائرة الورقية، وهنا أشار كاسفورد إلى القاضي أن نيته كانت طيبة ولم يرغب في أن يلحق بالسنجاب أي أذى، ولكن محاولته باءت بالفشل ولم يتمكن من الوصول إلى السنجاب والإمساك به.

وفي تلك الأثناء سأله القاضي حول الطريقة التي تمكن من خلالها التسلل إلى داخل حديقة الحيوانات، وهنا أوضح كاسفورد أنه دخل إلى حديقة الحيوان من خلال واحدة من البوابات والتي كانت من السهل كسر الأقفال الاثنين الموجودة عليها، والوصول إلى ذلك الصندوق الخاص بالسناجب ذات الشكل الجميل، ولكن ما كان يثير دهشة القاضي أن الحالة التي وجدت عليها السناجب تدل على أنها تعرضت إلى محاولة الاستيلاء عليها من خلال اللجوء إلى أسلوب العنف، حيث أن أحدهم كان يعاني من ورم دموي في واحدة من ذراعيه، وكان لدى البعض الآخر علامات خدوش.

وفي صباح اليوم التالي تلك الحادثة طلب القاضي من حراس حديقة الحيوانات تقرير بخصوص حالة السناجب، وقد كتبوا الحراس العاملين بالحديقة في تقريرهم أن هناك خطًأ ما؛ وذلك لعدة أسباب ومن أولها هو أنه حينما تم العثور على السناجب كانوا في حالة من الخوف والرعب الشديدين، وعلاوة على ذلك كان واحد منهم في عداد المفقودين، ولكن لم تمضي ساعات قليلة حتى تم العثور عليه مختبئ في إحدى زوايا الركن، وحينها كان في حالة مزرية.

ولكن من جهة أخرى لم تكن حالة كاسفورد تسر الخاطر، إذ أنه كان مصاباً بالعديد من الإصابات، حيث أن إحدى ساقيه مكسورة، وقد حدث ذلك أثناء قفزه من على السياج الحدودي للحديقة، بالإضافة إلى خدوش كبيرة كان يعتقد القاضي أنها حصلت على أيدي السناجب، وفي تلك الأثناء أشار القاضي إلى أن هناك بعض التفاصيل غير الواضحة بالنسبة له، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك العديد من الجروح في أسنانه ومنطقتي الكاحل والظهر.

وخلال استجواب الشاب أشار له القاضي وقال: أنا لا أعلم ماذا حدث في حظيرة السنجاب، وكل من يعلم بما حدث داخل الحظيرة هم السناجب، وأنا ليس بإمكاني التحدث بلغتهم كي أسألهم عما حدث، ولكن كل ما لدي علم به هو أن كافة السناجب مصابة بحالة من الحزن الشديد؛ وذلك جراء الهجوم قمت به عليهم وإصابة اثنين منهم، بينما أنت مصاب بالعديد من الأضرار.

ومن أجل الجزم في ذلك الشأن لجأ القاضي إلى أحد الخبراء في هذا النوع من الحيوانات، والذي بدوره أشار إلى أن هذا النوع من الحيوانات هو أحد أنواع فصيلة القرود، وعلى الرغم من أنها صغيرة في الحجم، إلا أنها لديها قدرة عالية على إحداث والتسبب في العديد من الأضرار الجسيمة، فكل تلك الأنواع هي بالأصل حيوانات برية، والحيوانات البرية حينما تشعر أن حياتها بخطرة ومهددة على الفور تلقائياً تسعى إلى حماية نفسها بأي شكل من الأشكال، فالقرود السنجابية في مثل تلك الحالات تتسبب في حدوث لدغات وخدوش، وفي بعض الأحيان تكون لدغاتها وخدوشها خطيرة.

ومن أجل إنصاف الشاب في الحكم، قام القاضي باللجوء إلى أحد الأستاذة في علم الأحياء، والذي بدوره أوضح أن تلك الحادثة التي تعرض لها كل من الشاب والسناجب هي أكبر مثال حي من أجل توخي الحذر في التعامل مع هذا النوع من القرود، كما أشار الأستاذ أن هذا النوع لا يمكن أن يتم تصنيفه ضمن الحيوانات الأليفة، وأنه ينبغي على أي إنسان أنه حينما يلتقي هذا النوع من الحيوانات يترك التعامل معها إلى الخبراء، وعلى وجه التحديد حينما تكون تلك الحيوانات أسيرة.

وفي النهاية قرر القاضي أن يصدر الحكم على الشاب، ولكن ما كان مفاجئ هو أنه لم يكن حكم واحد قد أصدر بحقه، وإنما مجموعة من الأحكام، وأولها هو الحكم بتهمة السطو على واحدة من حدائق الحيوانات، والتهمة الثانية هي الاعتداء على أحد الحيوانات التي تعود ملكيتها إلى تلك الحديقة، والتهمة الثالثة هي التسبب بالأذى والرعب لحيوانات من الصعب أن تعود حالتها كما كانت في السابق إلا بعد مرور فترة طويلة، وعلاوة على كافة تلك التهم، تم إلقاء عليه بتهمة بالحيلة والخداع لحراس الأمن الذين يحرسون الحديقة، ولم يشفع له أنه نيته طيبة في هدفه من تلك السرقة، وكعقاب له على كافة تلك التهم التي وجهت إليه تم الحكم عليه مدة تقارب على الثلاث سنوات.

وأخيراً بعد أن صدر الحكم بحقه تم نشر خبر تلك القصة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية التلفزيونية، وقد تمت الإشارة إلى أن حوادث خطف الحيوانات من الحدائق المخصصة هو في الحقيقة أمر نادر الحدوث، ولكنه ليس بالأمور التي لم يتم سماعها من قبل، حيث أنه قبل فترة طويلة قام أحد الأشخاص باختطاف واحدة من أسماك القرش من أحد الأحواض المخصصة لذلك في إحدى الولايات والتي تعرف باسم ولاية تكساس،.

إذ قام بالاحتيال على حراس تلك الحديقة من خلال تغطية السمكة جيداً وادعى أنها طفل وتسلل بها من خلال عربة أطفال، وبعد أن تلقى الشاب كاسفورد عقوبته وحصل على الإفراج تم توقيعه على تعهد بعدم التعرض لأي نوع من أنواع الحيوانات مدى الحياة، وقال له القاضي: في المرة القادمة حينما تريد أن تفاجئ بها حبيبتك بهدية، قدم لها زهور أو شوكولاتة، وليس فيلًا أو تمساحًا.

العبرة من القصة هي أنه ينبغي على أي إنسان قبل أن يقدم على أي أمر أن يفكر جلياً، فهناك الكثير من الأفكار التي تجول في فكر الإنسان تسبب له الكثير من المصائب حينما يقوم بتطبيقها.

المصدر: كتاب قصص وحكايات خرافية - هانس كريستيان أندرسن - 2006م


شارك المقالة: