قصة الشمس والقمر وتاليا

اقرأ في هذا المقال


قصة الشمس والقمر وتاليا أو (Sun, Moon, and Talia) هي حكاية فلكلورية إيطالية، تمّ نشرها ضمن مجموعة (Il Pentamerone) لأول مرة في نابولي بواسطة (Giambattista Basile) الذي يعتقد أنه جمعها بشكل رئيسي في كريت والبندقية، للمؤلف، جيامباتيستا باسيلي.

الشخصيات:

  •  تاليا.
  • والد تاليا.
  • الطفل والفتاة.
  • الملك.

قصة الشمس والقمر وتاليا:

كان هناك ذات مرة لورد عظيم ولدت له ابنة اسمها تاليا، فأمر العرافين والحكماء في مملكته ليأتوا ويخبروه نصائحهم حول ابنته وبعد العديد من الاستشارات توصلوا إلى نتيجة مفادها أن خطرًا كبيرًا ينتظرها من إبرة للغزل في بعض الكتان، وعندئذ أصدر أمراً بمنع دخول أي كتان أو شيء يستخدم للغزل إلى منزله آملاً في تفادي الخطر.

وعندما كبرت تاليا، وكانت تقف يومًا ما عند النافذة، رأت امرأة عجوز تمر بجانبها وتدور بيديها مغزلاً، لم تكن الأميرة قد شاهدت مغزلًا من قبل، وكانت مسرورة جدًا بلف الخيط وتدويره، وكان فضولها كبيرًا لدرجة أنها جعلت المرأة العجوز تصعد إلى الطابق العلوي، بعد ذلك، أخذت تاليا الإبرة التي تستخدمها المرأة بالغزل بيدها، وبدأت في سحب الخيط، عندها سقطت الإبرة من الكتان تحت إصبعها فسقطت على الفور ميتة على الأرض.

عند هذا المشهد نزلت المرأة العجوز إلى الطابق السفلي بأسرع ما يمكن، وعندما سمع الأب البائس بالكارثة التي حلّت بتاليا، بعد أن بكى بمرارة، وضعها في قصرها البعيد على مقعد مخملي تحت مظلة من الديباج، وأغلق الأبواب وخرج إلى الأبد من المكان الذي كان سبب سوء حظه، ليخرج كل ذكرى من ذهنه، في تلك الأثناء حدث أن ذهب الملك يومًا ما للمطاردة والصيد، وطار منه صقر واختفى في نافذة ذلك القصر.

فلما وجد الملك أنّ الطائر لم يعد، أمر الحاضرين بالطرق على الباب معتقدًا أنّ القصر كان مسكوناً، وبعد أن طرق الباب لبعض الوقت، أمرهم الملك بإحضار سلم راغبًا في أن يتسلق المنزل ويرى ما بداخله، ثم صعد السلم، وذهب عبر القصر كله، ووقف مذعورًا لعدم العثور على أي شخص حي، أخيرًا جاء إلى الغرفة التي كانت تاليا مستلقية فيها كما لو كانت مسحورة.

فلمّا رآها الملك نادى عليها ظنًا أنها نائمة ولكن عبثًا، لأنّها ما زالت نائمة مهما نادى بصوت عال، لذلك عاد الملك إلى موطنه في مملكته حيث نسي لفترة طويلة كل ما حدث، وبعد فترة تجول توأمان صغيران أحدهما صبي والآخر فتاة إلى القصر ووجدا تاليا في غيبوبة. في البداية كانا خائفين لأنّهما حاولا إيقاظها دون جدوى، ولكن أصبحت الفتاة أكثر جرأة وأخذت إصبع تاليا في فمها بلطف لتعضه وتوقظها بهذه الطريقة، وحدث أنّ إبرة الكتان خرجت.

عندئذ بدت وكأنها مستيقظة من نوم عميق، وعندما رأت تلك الفتاة الصغيرة إلى جانبها، احتضنتها وأحبتها أكثر من حياتها، لكنّها تساءلت كثيرًا لرؤيتها لنفسها وحيدة تمامًا في القصر مع طفلين، وبعد فترة من الوقت تذكر الملك تاليا وعادت إلى ذهنه، وقرر ذات يوم عندما ذهب إلى المطاردة أن يذهب لرؤيتها، وعندما وجدها مستيقظة، وبجانبها طفلان صغيران جميلان، أصيب بالدهشة.

ثم أخبر الملك تاليا أنه ملك، فقاموا بتكوين صداقة كبيرة، وبقي هناك عدة أيام، واعدًا بالعودة وإحضارها معه مرة أخرى، وعندما عاد الملك إلى مملكته، كان يردد على الدوام أسم تاليا والصغار حتّى أنّه عندما كان يأكل كان يقول تاليا والشمس والقمر، وكان يقصد الأطفال، كانت زوجة أب الملك تشكك في غيابه الطويل أثناء ذهابه للصيد.

وزاد شكوكها عندما سمعته ينادي تاليا والشمس والقمر في أحلامه، فغضبت وأحضرت خادم الملك وقالت له: صديقي وخادمي المخلص، أريدك أن تراقب الملك وتتبعه أينما ذهب و تخبرني من التي يعشقها ابني، وسأجعلك غنيًا، لكن إذا أخفيت الحقيقة عني، فسوف أجعلك تندم، كان الخادم يعلم بقصة الملك كاملة، وبشعوره بالخوف منها، قال للملكة الحقيقة الكاملة، وعندئذ أرسلت الخادم باسم الملك إلى تاليا قائلة إنه يرغب في رؤية الأطفال.

ثم أرسلتهم تاليا بفرح كبير، لكنّ الملكة أمرت الطباخ بقتلهم، وتقديمهم أمام الملك ليأكلهم دون أن يعرف، لكنّ الطباخ الذي كان لديه قلب رقيق، تعاطف معهم، وأعطاهم لزوجته، وطلب منها إخفاءهم، ثمّ قتل طفلين صغيرين محلهما، وعندما جاء الملك، طلبت الملكة بسرعة تقديم الأطباق، وبدأ الملك في تناول الطعام بفرح عظيم، وهو يقول: ما أجملها من لحمة لذيذة!

وظلّت الملكة العجوز تقول طوال الوقت: كل قدر ما تريد، لأنّك لا تعرف ما تأكل، في البداية لم ينتبه الملك لما قالته، وفجأة استيقظ في حالة من الغضب، وذهب إلى الغابة على مسافة قصيرة لتهدئة غضبه، في هذه الأثناء، لم تكن الملكة راضية عما فعلته، واستدعت حارس الملك مرة أخرى، وأرسلته لجلب تاليا، متظاهرة أنّ الملك يرغب في رؤيتها، وعندما أخبرها الخادم أنّ الملك يريدها، ذهبت وهي تتوق لرؤية الملك، ولا تعرف أنّ المصير السيء كان ينتظرها.

وعندما جاءت أمام الملكة، قالت لها بوجه مليء بالسم كالأفعى، أهلاً وسهلا سيدتي الماكرة! هل أنت حقاً من لفت انتباه ابني وسبب لي كل هذه المشاكل، وعندما سمعت تاليا هذا بدأت تعتذر وتبرر ما حدث، لكنّ الملكة لم تستمع لها، وبعد أن أشعلت حريق كبير في الفناء، أمرت بإلقاء تاليا في النيران بينما كانت تاليا التي رأت أنّ الأمور تسير بشكل سيء، نزلت على ركبتيها أمام الملكة ، وطلبت منها على الأقل منحها الوقت لخلع ملابسها من على ظهرها.

عندئذ، قالت لها الملكة ليس من باب الشفقة عليك سأوافق، ولكن بسبب لباسك المطرز بالكامل بالذهب واللؤلؤ، اخلعي ملابسك أنا أسمح لك بذلك، ثمّ بدأت تاليا في خلع ملابسها بحزن، وعندما خلعت سترتها، وشرعت في خلع ثوبها، أمسكوا بها وسحبوها بعيدًا، في تلك اللحظة جاء الملك ورأى المشهد، فأبعد تاليا، وطالب بمعرفة الحقيقة كاملة.

وعندما سأل أيضًا عن الأطفال، وسمع أن زوجة أبيه قد أمرت بقتلهم، فاستسلم الملك لليأس، ثمّ أمر بإلقائها في نفس النار التي أشعلتها لتاليا، والخادم معها الذي كان مسؤولاً عن هذه الخطة القاسية، ثمّ كان سيفعل الشيء نفسه مع الطباخ معتقدًا أنّه قتل الأطفال، لكنّ الطباخ ألقى بنفسه عند قدمي الملك وقال: لقد أنقذت الأطفال من أوامر زوجة والدك الشريرة التي أرادت قتلهم.

وعندما سمع الملك هذه الكلمات بدا وكأنه يحلم، ولم يصدق ما سمعته أذناه، ثمّ قال للطباخ: إذا كان صحيحًا أنك أنقذت الأطفال، فكن مطمئنًا أنني سأكافئك حتّى تكون أسعد رجل في العالم، فأحضرت زوجة الطباخ الشمس والقمر أمام الملك، ثمّ منح الطباخ مكافأة كبيرة، وجعله خادماً له وتزوج بتاليا التي عاشت حياة طويلة مع زوجها وأولادها.

المصدر: Sun, Moon, and Talia


شارك المقالة: