قصة الغزلان والدب

اقرأ في هذا المقال


القوة ليست دائماً بالجسد، بل تأتي القوة في بعض الأحيان على شكل الاتحاد، وسنحكي في قصة اليوم عن قطيع من الغزلان واجه في الغابة دب شرير، قام بإفساد حياتهم بافتراسه وقوّته، ولكن اتفقت هذه الغزلان أن تتحّد لمواجهته، واستطاعت معاً أن تنتصر عليه وتطرده من الغابة إلى الأبد.

قصة الغزلان والدب:

كان هنالك مجموعة من الغزلان التي تسكن الغابة، كانت هذه الغزلان تعيش في سعادة غامرة؛ فالغابة التي يعيشون بها مليئة بالأشجار الرائعة والماء العذب والخضرة الجميلة والأزهار الملوّنة والطقس الرائع، ولكن كما يقولون فإن دوام الحال من المحال، ففي يوم من الأيام قرّر دب ضخم ومفترس أن يزور هذه الغابة، وعندما رأى هذه الغزلان الجميلة قرّر افتراسها، ولم يكتفِي بوجوده وسط غابة جميلة ومائها عذب.

أصبحت الحيوانات تعيش في الغابة وسط الخوف والرعب من هذا الدب، وفي كل يوم يفتقدون أحد الغزلان في القطيع بسبب افتراسه له؛ لذلك قرّرت هذه الغزلان أن تجتمع وتحاول إيجاد طريقة للتخلّص من هذا الدب الشرير.

عندما اجتمعت الغزلان قال كبيرهم: لقد نزل هذا الدب المفترس بغابتنا، وعلينا أن نجد حلّاً ونحاول التخلّص منه وحماية أنفسنا من طمعه وافتراسه للغزلان واحداً تلو الآخر، فمن لديه اقتراح فليأتني به، قال أحد الغزلان الشجعان: أنا أقترح أن نحاول أن نهرب من هذا الدب قبل وصوله؛ فنحن لدينا سرعة تفوق سرعة هذا الدب بكثير، فيجب على كل غزال في كل يوم أن يمكث بأطراف الغابة ليراقب هذا الدب، وعند قدومه نلوذ بالفرار.

قال الغزال الكبير: ولكن نحن الغزلان فينا العجوز وفينا الصغير، ولا يستطيع جميعنا أن نركض بهذه السرعة، نحن ربّما لا نملك سرعة كافية ولكن لدينا قرون قويّة، وعلينا أن نواجه هذا الدب؛ فباتحادنا وبالقرون التي نملكها نستطيع القضاء على هذا الدب الشرير.

أعجب الجميع بفكرة الغزال العجوز، وخطّطوا لمواجهة الدب عند قدومه، وفي اليوم التالي انتظر قطيع الغزلان قدوم الدب، وعندما اقترب من الغابة وجد هذه الغزلان تقف جميعها في صف واحد، وتفاجئ بهجومها عليه ونطحها له بقرونها الحادّة، لم يستطيع الدب أن يصد هذه الهجمات المتتالية، وانصرف مسرعاً وهو يشعر بالخسارة والمذلة، واستطاعت باتحادها جميعاً أن تنتصر عليه وتعود لتعيش حياتها كما كانت تعيشها من قبل.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: